تشهد ولاية تكساس الأمريكية تحولًا اقتصاديًا كبيرًا بفضل الاستثمارات التكنولوجية، حيث تجذب العديد من الشركات التي تبحث عن بيئة ضريبية أقل صرامة، وتنظيمات أكثر مرونة في استخدام الأراضي والعمالة.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في تقريرها اليوم الأحد أن تكساس حققت إنجازًا جديدًا في قطاع التكنولوجيا، حيث أعلنت شركة آبل عن خططها لبناء مصنع جديد في هيوستن على مساحة 250 ألف قدم مربع لإنتاج الخوادم الخاصة بأنظمة الذكاء الاصطناعي.
مراكز التكنولوجيا في تكساس: من آبل إلى سامسونج وميتا
تعد مدينة أوستن مركزًا رئيسيًا لقطاع التكنولوجيا في تكساس، حيث تضم ثاني أكبر تجمع لموظفي آبل خارج مقرها الرئيسي في كوبرتينو، كاليفورنيا، كما تعزز شركة سامسونج وجودها في قطاع أشباه الموصلات داخل الولاية.
في وقت سابق من هذا العام، قامت شركة ميتا بنقل فرقها المسؤولة عن الثقة والسلامة، والتي تتولى كتابة السياسات ومراجعة المحتوى، من كاليفورنيا إلى تكساس وبعض المواقع الأمريكية الأخرى.
كما انتقلت العديد من الشركات الكبرى الأخرى إلى الولاية، ومن بينها تسلا وهيوليت باكارد، التي تديرها أيضًا شركة نيوز كورب المالكة لصحيفة وول ستريت جورنال.
الاقتصاد التكنولوجي في تكساس ينمو بوتيرة سريعة
أوضح جون دايموند، أستاذ الاقتصاد في جامعة رايس بهيوستن، أن السبب الرئيسي لازدهار قطاع الأعمال في تكساس هو انخفاض تكلفة ممارسة الأعمال التجارية مقارنة بالولايات الأخرى.
تواصل الولاية أيضًا جذب ثقافة التكنولوجيا الحديثة، حيث يعمل إيلون ماسك على تطوير بلدة خاصة للموظفين تُدعى “سنيلبروك” بالقرب من أوستن. كما قامت شركته “سبيس إكس” بشراء عدد من المنازل في قرية بوكا تشيكا جنوب الولاية، بالقرب من قاعدة صواريخ الشركة، رغم وجود معارضة من بعض السكان المحليين.
أعلنت شركة آبل أن منشأتها الجديدة في هيوستن، التي ستُبنى بالشراكة مع شركة فوكسكون، سيتم افتتاحها في عام 2026. ورغم عدم كشفها عن العدد الدقيق للوظائف المستدامة التي ستوفرها، أكدت الشركة أنها ستخلق “آلاف الوظائف”.
التحديات التي تواجه تكساس رغم ازدهار التكنولوجيا
خلال العقد الماضي وحتى أوائل 2024، نما عدد الوظائف في قطاع التكنولوجيا في تكساس بمعدل سنوي بلغ 4.7%، مقارنة مع نمو إجمالي الوظائف البالغ 2.1%، وفقًا للبنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس.
وبحسب وول ستريت جورنال، فإن شركة “جرايز روبوتيكس” الناشئة، التي تصنع معدات روبوتية لتنسيق الحدائق، نقلت مقرها إلى مدينة بلانو من لوس أنجلوس العام الماضي.
ومع ذلك، تواجه تكساس بعض التحديات، حيث تباطأ نمو الوظائف في مجال التكنولوجيا في الأشهر الأخيرة، على الرغم من أنها لا تزال متفوقة على الاتجاه الوطني وفقًا للبنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس. ومن أبرز التحديات أن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، التي شهدت ازدهارًا في الولاية، لم تثبت قدرتها على توفير فرص عمل كبيرة بعد الانتهاء من بنائها.
كما أفاد البنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس بتراجع الأنشطة التصنيعية في تكساس في فبراير، بعد أداء قوي خلال شهر يناير.
تكساس لا تزال وجهة مفضلة للشركات والمواهب
رغم هذه التحديات، تظل تكساس وجهة جذابة للعديد من الشركات والأفراد الذين ينتقلون إليها من ولايات أخرى. وعلى الرغم من تباطؤ تدفق المهاجرين الجدد بعد ذروته خلال فترة الجائحة، إلا أن الشباب يشكلون نسبة كبيرة من سكان الولاية مقارنة بالمعدل الوطني، مما يعزز من جاذبيتها الاقتصادية على المدى الطويل.
0 تعليق