أظهرت بيانات بورصة لندن للمعادن، أن كميات النحاس في المستودعات المعدة للطرح في الأسواق بلغت 102 ألف طن، وهو أعلى مستوى منذ عام 2021، في ظل استعداد المتداولين لتسليم المعدن إلى الولايات المتحدة قبل تطبيق رسوم جمركية جديدة.
ووفقًا لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، فإن هذه القفزة في المخزونات تُعد غير اعتيادية، حيث حدثت زيادة مماثلة في عام 2021، لكن على مدار عدة أسابيع، وليس بشكل مفاجئ كما يحدث الآن.
تأثير الرسوم الجمركية على سوق المعادن
يعتزم الرئيس الأمريكي فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم المستورد اعتبارًا من 12 مارس الجاري، مما تسبب في اضطراب أسواق المعادن، حيث يسارع المستوردون في الولايات المتحدة إلى بناء مخزونات ضخمة من الألومنيوم والنحاس والصلب لتجنب الرسوم المرتفعة.
أسعار النحاس وتأثير الأسواق
شهدت العلاوة السعرية لعقود النحاس في بورصة “كوميكس” في نيويورك ارتفاعًا بأكثر من 1000 دولار للطن مقارنة ببورصة لندن، رغم تراجعها لاحقًا إلى حوالي 600 دولار.
في المقابل، تراجعت أسعار العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن إلى 9300 دولار للطن، وسط مخاوف المستثمرين من تأثير الحروب التجارية على الاقتصاد العالمي.
اتجاه المخزونات وأثر العقوبات
معظم النحاس المخزن في مستودعات بورصة لندن يوجد في آسيا، تحديدًا كوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة، ومن المرجح أن يشق طريقه نحو الولايات المتحدة قبل فرض الرسوم.
يتوقع خبراء أن النحاس الروسي والصيني الخاضع للعقوبات لن يتمكن من دخول الولايات المتحدة بسهولة، مما قد يدفع التجار إلى تحويل مسار النحاس التشيلي ليتم شحنه إلى أمريكا بدلاً من وجهات أخرى.
هذا التصاعد في المخزونات يعكس حالة من الترقب وعدم اليقين في أسواق المعادن العالمية، حيث يحاول التجار والمستوردون التكيف مع التغيرات الاقتصادية والقيود التجارية المفروضة حديثًا.
0 تعليق