نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مصر.. حملات أمنية ضد استغلال الأطفال في السرقة والتسول, اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025 03:20 مساءً
انطلقت حملات أمنية قوية في مصر، تستهدف القضاء على البؤر الإجرامية المتخصصة في استغلال الأطفال في أعمال السرقة والتسول وغيرها من الأعمال غير القانونية، إذ حققت هذه الحملات نجاحا كبيرا.
وتمكنت أجهزة الأمن المصرية من ضبط عدد كبير من التشكيلات العصابية المتخصصة في خطف الأطفال الصغار من أهلهم، أو استقطاب بعضهم من الشوارع، واستغلالهم في الأعمال غير القانونية، وأهمها التسول والسرقة.
وضبطت وزارة الداخلية مؤخرا ما عرف باسم عصابة "الفجوة السوداء"، التي كانت تتخذ من "فتحة ضخمة" تحت أحد الكباري في محافظة الجيزة مقرا لها، وتضم عددا كبيرا من الأطفال والنساء والرجال، بخلاف آخرين هاربين.
إلا أن مصدرا أمنيا في وزارة الداخلية أكد أن هناك ضربات أمنية أكثر نجاحا من عملية الفجوة السوداء، حيث تمكنت الوزارة -خلال الأسبوع الأخير وحده- من ضبط قرابة 8 عصابات وتشكيلات إجرامية متخصصة في استغلال الأطفال في أعمال السرقة والتسول.
وأضاف، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن يوم الخميس 21 أغسطس شهد ضربة قوية لعصابة خطيرة، وجهتها الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث بقطاع الشرطة المتخصصة، وضبطت خلالها 23 رجلا وسيدة، من بينهم 14 شخصًا لهم معلومات جنائية.
وتابع: "هذا التشكيل كان يعمل على استغلال الأطفال (الأحداث) في أعمال التسول واستجداء المارة وبيع السلع بطريقة إلحاحية، وكان بصحبتهم 23 طفلا، يعملون في مناطق بولاق الدكرور ومدينة نصر ومصر الجديدة والنزهة، بمحافظتي القاهرة والجيزة".
ثم تمكنت الإدارة نفسها يوم السبت 23 أغسطس من ضبط عصابة تتكون من 14 شخصا وسيدة لهم معلومات جنائية، لقيامهم باستغلال الأطفال في أعمال التسول واستجداء المارة، في مدينتي المعادي و6 أكتوبر بمحافظتي القاهرة والجيزة، وبصحبتهم 16 طفلًا.
ووفق المصدر الأمني، تمكنت أجهزة وزارة الداخلية يوم الأحد 24 أغسطس من ضبط 12 شخصا، منهم امرأة، لاتهامهم باستغلال أطفال في أعمال التسول بدائرتي قسمي شرطة الأهرام والدقي بمحافظة الجيزة.
ولفت المصدر الأمني إلى أن المتهمين كانوا بحوزتهم 15 طفلا، وأشارت التحريات إلى أن بعض هؤلاء الأطفال كانوا يستهدفون السياح العرب والأجانب بالمناطق التي يتسولون فيها للحصول على المال بالعملة الصعبة، عن طريق إثارة تعاطفهم، وقد تم تسليمهم لذويهم.
وتتواصل الجهود حتى الثلاثاء 26 أغسطس، إذ ألقت الأجهزة الأمنية القبض على التشكيل الشهير باسم "عصابة الكتعة"، والذي يضم 8 متهمين بينهم سيدتان، تمكنوا من استغلال 17 طفلا في أعمال التسول واستجداء المارة بمناطق بالقاهرة، وبيع السلع المختلفة بالإلحاح.
من جانبه، أكد الخبير الأمني العميد سامح عز العرب أن جهود وزارة الداخلية المصرية في التصدي لظاهرة التسول واستغلال الأطفال ملموسة بقوة على مدى السنوات الماضية، إذ تتصدى الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث بقطاع الشرطة المتخصصة بحسم لهذه الظاهرة.
وأوضح، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن بعض أفراد هذه العصابات يخطفون الأطفال الصغار من أجل استغلالهم في أعمالهم غير القانونية، بينما يسعى آخرون إلى استقطاب الأطفال الصغار، سواء كانوا أيتاما أو هاربين أو ضائعين من أهلهم.
وأردف: "يوفرون لهم المأوى والمسكن والمأكل والملبس في مقابل العمل، وبعضهم يدرب الأطفال على السرقة أو التسول، أو البيع بطريقة إلحاحية، وعندما يكبر الطفل أو يصبح عمره عائقا أمام استجداء المارة للتسول، يعمل في مجال جذب أطفال آخرين إلى وكر عصابته".
وأشار الخبير الأمني إلى أن بعض هؤلاء الأطفال يكونون مدربين على استهداف المناطق الحيوية التي يمر بها السياح، وتكون خالية من التشديدات الأمنية الكبيرة، مثل الميادين الكبرى كميدان التحرير، وذلك للحصول على "شحتة" بالعملة الصعبة أو مبلغ كبير من المال دفعة واحدة.
وشدد على ضرورة التصدي بكل حزم لهذا النوع من التسول، الذي يضر بصورة مصر أمام العالم، إذ إن بعض السياح يعودون إلى بلادهم ويتحدثون عن مصر بإيجابية، ولكنهم يذكرون المتسولين والمعاناة معهم، مما قد يدفع آخرين إلى عدم القدوم إلى مصر تجنبا للإزعاج.
ويؤكد هذه النقطة الخبير السياحي عصام علي، الذي قال إن الظاهرة أصبحت منتشرة بشكل كبير، لا سيما في بعض المدن السياحية الشهيرة، وفي مقدمتها مدينة الغردقة، التي تُعد وجهة سياحية مهمة بالنسبة للعالم، وخاصة أوروبا وبعض دول آسيا والدول العربية.
وأضاف في تصريح خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه إلى جانب العصابات المنظمة التي تستغل الأطفال للتسول من السياح، هناك ظاهرة أخرى تشهدها المدن السياحية، تتمثل في "الأسر"، إذ يمكن أن تجد أسرة كاملة تتسول: الأب والأم والأبناء، كل منهم في منطقة بعيدة عن الآخر.
وأكد أن مثل هذه الأسر تحصل على دخل شهري من التسول من السياح يصل إلى نحو 150 ألف جنيه، أي أكثر من 3 آلاف دولار، وبعضهم يتستر وراء بيع سلع معينة، بحيث يتخفون من أجهزة الأمن.
الأخطر، وفق الخبير السياحي المصري، أن هناك طريقة أخرى للتسول يصعب كشفها، وهي استقطاب السياح إلى المنازل، بحيث يدخل السائح المنزل ويرى حالته المزرية، فيدفع مبلغًا كبيرًا من المال لإعانة صاحب البيت، الذي يخرج ليجذب سائحا آخر للحصول على مبلغ آخر.
0 تعليق