دعا رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع، الشّابات والشّباب إلى "الاطمئنان منذ الآن فصاعدًا إلى حاضرهم ومستقبلهم في لبنان"، مؤكّدًا أنّ "في إمكانهم بناء تطلّعاتهم على هذا الأساس، لأنّ ما كان متعذّرًا في السّابق أصبح اليوم في متناول اليد. فقد انطلق قطار الدّولة الفعليّة، ومن المعلوم أنّه يستحيل أن تقوم قيامة أي بلد ما لم يكن القرار الاستراتيجي فيه من داخل مؤسّساته. وقد جُرِّبت مرحلة تعطيل الدّولة طويلًا، وأدّت إلى الكوارث المعروفة". وأشار، في ختام المؤتمر الشّبابي الّذي نظّمته مصلحة الطلّاب في "القوّات"، بعنوان "الشّباب في لبنان الغد"، بالتعاون مع جهاز الشّباب والخرّيجين، في المقرّ العام للحزب في معراب، إلى أنّ "مع استعادة الدّولة قرارها العسكري والأمني، بات ممكنًا مواجهة الفساد المستشري والمتمدِّد كالسّرطان، بعدما أثبتت التجربة أنّ مكافحة الفساد مستحيلة في ظلّ تعطيل قرار الدّولة، بفعل التحالف بين السّلاح غير الشرّعي والفاسدين"، مركّزًا على أنّه "مع الانتهاء من المرحلة الأولى، بات في الإمكان انطلاق المرحلة الواعدة الثّانية للتخلُّص من الفساد ومَن يغطّيه". وأوضح جعجع أنّ "الدّولة بدأت تبسط سلطتها على المخيّمات، في خطوة كانت قوى الممانعة تحول دونها، وستواصل بالتوازي عملها على باقي المسارات. وعلى الجميع أن يعتاد على أنّ أيّ قرار تتّخِذه الحكومة سيُنفَّذ، لأنّ مرحلة الدّولة الصُّوَريّة انتهت". وشدّد على أنّ "أيّ سلاح غير شرعي يجب أن يسلَّم للجيش، كي تعود الدّولة طبيعيّة وقادرة على ممارسة مسؤوليّاتها كما يجب، ما يبعث الاطمئنان في نفوس اللّبنانيّين عمومًا، والشّابات والشّباب خصوصًا، إلى أنّه أصبح في إمكانهم التخطيط لمستقبلهم في لبنان وليس في خارجه". من جهته، اعتبر عضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النّائب غسان حاصباني، أنّ "بناء الذّات والتطوير هما المدخل الأساسي لنجاح الشّباب اللّبناني". ورأى أنّ "التحدّيات الّتي تعترضهم في سوق العمل كثيرة، تبدأ من البطالة وقلّة الفرصـ مرورًا بضغوط الهجرة، وصولًا إلى هشاشة الاستقرار السّياسي، لكنّها لا تلغي إمكان النّجاح الّذي يبدأ من الدّاخل عبر التزام القيم، الأمانة، الشّفافية والانضباط". ولفت إلى أنّ "العالم يتغيّر بسرعة، وسوق العمل يفرض متطلّبات جديدة بشكل دائم، ما يجعل التعلّم المستمر وتطوير المهارات التكنولوجيّة واللّغويّة شرطًا للتميّز"، مركّزًا على "أهميّة العمل بروح الفريق وبناء شبكات مهنيّة واجتماعيّة، إذ يفتح ذلك آفاقًا أوسع، ويحوّل الإنجاز الفردي إلى نجاح جماعي". وأكّد أنّ "روح المبادرة والإبداع عنصران لا غنى عنهما، لأنّ الشّباب القادرين على التفكير خارج المألوف وطرح مشاريع رياديّة هم الأقدر على قيادة التغيير".