اتهمت إسرائيل مصر بأنها باتت تمتلك الآن نفوذا كبيرا في المنطقة ، معتبرة أنه “لسنوات، اعتمدت مصر على الغاز الإسرائيلي للبقاء على قيد الحياة، وبدون هذا الإمداد، ستعاني البلاد من انقطاعات واسعة النطاق للتيار الكهربائي خاصة بعد توقيع الصفقة الضخمة التي بموجبها سيباع 130 مليون متر مكعب من الغاز إلى مصر. وأوضحت صحيفة يسرائيل هيوم التي تواصل تحريضها على مصر ، أنه بالرغم من اتفاقية السلام الرسمية، تتصرف مصر تجاه إسرائيل كخصم بجيش ضخم يستهدف إسرائيل في أي وقت. في غضون ذلك أعلن وزير الدولة للإنتاج الحربي المصري، محمد صلاح الدين مصطفى، أن مصر تنهي حاليا تجهيز خط إنتاج منظومة الهاوتزر K9 A1 EGY، التي تُعرف باسم “صوت الرعد”. ووفقا له يتم تصنيع المنظومة داخل مصنع 200 الحربي (مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات)، أحد أحدث المرافق الصناعية العسكرية في مصر، ويُعتبر هذا المشروع جزءًا من خطة استراتيجية لتعزيز القدرة التصنيعية الذاتية للقوات المسلحة. وأوضح الوزير أن “صوت الرعد” هو نسخة مطورة من المدفعية الذاتية الدفع الكورية الجنوبية K9 Thunder، الذي طوّرته شركة سامسونغ تيكوين، ويُعد من أحدث أنظمة المدفعية في العالم، ويُستخدم حاليًا في العديد من دول حلف الناتو. وتتمثل مواصفات “صوت الرعد” في: ـ قوة نارية عالية ومدى بعيد المدى: تتراوح قدرة القذائف (عيار 155 ملم) بين 40 و56 كيلومترًا، حسب نوع الذخيرة. ـ السرعة في القتال: يمكن للمنظومة التمركز والاستعداد للإطلاق خلال 60 ثانية فقط (30 ثانية لكل مرحلة). ـ النيران الكثيفة: قادرة على إطلاق 6 إلى 8 قذائف في دقيقة واحدة. ـ الحماية: تتمتع بدرع سمكه 19 ملم، يحميها من النيران الخفيفة والشظايا، إلى جانب قدرتها على التصدي للهجمات الكيميائية والبيولوجية. ـ الطاقم: يتكوّن من 5 أفراد. وتعمل منظومة “K9” بالتعاون مع مركبتين داعمتين: ـ K10: مركبة إعادة التسليح، تحمل 104 قذائف، وتُعيد تزويد المدفع آليًا خلال دقائق. ـ K77: مركز توجيه نيران متنقل، يستخدم لتحديد الأهداف بدقة عالية وتنسيق القصف. إنجازات محلية موازية إلى جانب “صوت الرعد”، كشف الوزير عن تطوير نسخة مطورة من المركبة المدرعة “سينا 200″، إضافة إلى إنجاز كبير تمثل في إنتاج “الصلب المدرع” لأول مرة في مصر والشرق الأوسط، بالتعاون مع إحدى كبرى شركات القطاع الخاص المصرية. وأكد أن هذا الإنجاز يُعد عنصرا استراتيجيا في بناء القدرات الدفاعية، حيث يُشكل الصلب المدرع الأساس في تصنيع الدبابات والمركبات القتالية المدرعة. وأشار الوزير إلى أن الهدف من هذه المشاريع هو توطين تكنولوجيا التصنيع العسكري الحديث، وتحقيق الاكتفاء الذاتي لخدمة احتياجات القوات المسلحة. وقال إن امتلاك مثل هذه القدرات يُرسّخ التفوق العسكري لمصر، ليس فقط لحفظ الأمن القومي، بل أيضًا لإرسال رسالة ردع لكل من يفكر في المساس بأمن البلاد، ورسالة طمأنة للشعب المصري بأن الدولة قادرة على حماية حدودها وصون سيادتها. وقالت الصحيفة العبرية: هناك اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل، لكن عمليا، تعتبر الجارة الواقعة في الجنوب الغربي منافسا حقيقيا، لأنه، كما في قصة ذات الرداء الأحمر، يسأل الإسرائيليون مصر: لماذا لديكم هذا العدد الضخم من الجيش؟ لماذا تُشكّل إسرائيل التهديد الرئيسي لها؟ ما الهدف من بناء الأنفاق وتوسيع مدارج الطائرات في سيناء؟ وما مبرر إدخال قوات إلى شبه الجزيرة دون موافقة إسرائيل وانتهاكا لاتفاقية السلام؟”. واستطردت الصحيفة بأنه “لا توجد إجابات شافية على هذه الأسئلة، لذا وخاصة بعد مفاجأة أحداث 7 أكتوبر 2023 ، يجدر بنا أن نذكر كلمات رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي: مصر لديها جيش كبير، بأسلحة متطورة، وطائرات وغواصات، وعدد كبير من الدبابات ومقاتلي المشاة”، مشيرا إلى حديث هاليفي بأنه “وفقا للتقديرات، لا يُشكل هذا تهديدا حاليا، ولكن قد يتغير الوضع في لحظة”. وأضاف التقرير أن مصر تتحدى إسرائيل بانتظام في الساحة السياسية، وهذا أحد أسباب رفضها استيعاب سكان غزة – ولو مؤقتا – أو منحهم أراض في سيناء، “فهي لا تريد هذا الشعب المُستثار معها – ولكن من الملائم لها أيضا أن تقاتلنا، وأنه من وجهة نظر الرئيس السيسي، عصفوران بحجر واحد”. وأشار التقرير إلى ما وصفه بـ”كراهية إسرائيل بين النخب المصرية وبين الطبقات الشعبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المصرية”، لافتا إلى “الألغام التي تزرعها مصر أمام إسرائيل في المؤسسات الدولية”، معتبرا أن “كل هذا مجتمعا أقرب إلى حرب باردة منه إلى سلام بارد”. وذكر التقرير أن “المفارقة الكبرى هي أن إسرائيل تمتلك نفوذا كبيرا” للضغط على مصر، ويتمثل هذا النفوذ من وجهة نظر الصحيفة، في عدة عوامل هي: الأمريكيون: أشار التقرير إلى ما وصفه بـ”مساعدة تل أبيب للقاهرة مرارا وتكرارا في أروقة واشنطن على مر السنين”، ورأى أنه “من الممكن والمناسب تغيير المسار ولفت انتباه الكونغرس إلى ما يحدث”. الغاز: سلط التقرير الضوء على اعتماد مصر على الغاز الإسرائيلي منذ سنوات “للبقاء على قيد الحياة”، -على حد تعبيره- معتبرا أنه “بدونه، ستعاني البلاد من انقطاعات واسعة النطاق في التيار الكهربائي. بالإضافة إلى ذلك، سيخسر الاقتصاد المصري العوائد المالية نتيجه بيعه الغاز الذي يشتريه من إسرائيل إلى أوروبا”، مؤكدا أنه في حالة وقف ضخ الغاز سيمثل ذلك خسارة كبيرة لمصر كمصدر دخل. وأوضح تقرير الصحيفة العبرية أن هذا التأثير المزعوم يزداد وضوحا بعد الصفقة العملاقة التي أُعلن عنها مؤخرا، فوفقا للخطة ستشتري مصر 130 مليون متر مكعب من الغاز من حقل ليفياثان على مدى 14 عاما قادمة، بمبلغ إجمالي قدره 35 مليار دولار. وأشارت الصحيفة إلى أن الشخص المخول بالموافقة على التوقيع هو وزير الطاقة إيلي كوهين، “وبصفته وزير خارجية سابق ورجلا يتمتع برؤية إقليمية رصينة، يُدرك كوهين القيمة السياسية الهائلة لهذه الصفقة، ولن يقرر الموافقة عليها بمفرده، بل سيفعل ذلك بالتشاور مع رئيس الوزراء، ولكن من الواضح أن لديهم أداة ضغط قوية، ولكن السؤال هو: هل سيستخدمونها؟”، وفق الصحيفة. وختمت الصحيفة العبرية تقريرها قائلة: “حان الوقت لتوضيح لمصر أننا لم نعد نلعب دور المغفلين. وحان الوقت لإسرائيل أن تتصرف كدولة ناضجة، وأن تستخدم مواردها الاقتصادية والطاقة المتاحة لها لتعزيز هذه المصلحة الوطنية”. انتهى القاهرة /غزة-تل ابيب/ المشرق نيوز