البكالوريا المصرية .. شهدت الساعات الأخيرة تزايدًا في تساؤلات أولياء الأمور والطلاب حول حقيقة ما يتم تداوله بشأن صعوبة مناهج نظام البكالوريا المصرية مقارنة بمناهج الثانوية العامة التقليدية، وذلك في ظل الاستعدادات الجارية لتطبيق النظام الجديد على نطاق أوسع بداية من العام الدراسي المقبل. وقد سارعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إلى توضيح الصورة كاملة، لتضع حدًا لحالة الجدل، وتؤكد أن الفروق بين النظامين محدودة ولا تمثل عبئًا إضافيًا على الطلاب، بما يضمن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع. وأكدت الوزارة أن المناهج الدراسية لـ الصف الأول الثانوي في نظام البكالوريا المصرية هي نفسها المقررة على طلاب الثانوية العامة بالنظام التقليدي، دون أي اختلاف في المقررات أو مستوى الصعوبة، وهو ما ينفي تمامًا ما يردده البعض عن وجود تغيير جوهري في المواد خلال هذه المرحلة. أما بالنسبة للصفين الثاني والثالث الثانوي، فقد أوضحت الوزارة أن المناهج في جوهرها واحدة وتخضع لإطار عام ثابت، بما يضمن اتساق المحتوى العلمي بين النظامين، بينما تقتصر الاختلافات فقط على بعض مواد المستوى الرفيع لطلاب شهادة البكالوريا في الصف الثالث الثانوي، وتبلغ نسبتها نحو 20% لا أكثر، وهو ما يندرج تحت إطار التوسع في تنمية قدرات الطلاب الراغبين في التميز العلمي دون فرض أعباء زائدة على الجميع. ومن خلال هذا التوضيح، تسعى وزارة التربية والتعليم إلى طمأنة أولياء الأمور بأن الحديث المتكرر عن صعوبة مناهج البكالوريا مقارنة بالثانوية العامة ليس له أساس قوي من الصحة، حيث أن فلسفة النظام الجديد تقوم على تطوير طرق التدريس والتقييم أكثر من زيادة حجم المقررات الدراسية. البكالوريا المصرية تهدف إلى تنمية مهارات التفكير النقدي وتهدف البكالوريا المصرية إلى تنمية مهارات التفكير النقدي والبحث والتحليل لدى الطلاب، وهي مهارات تتماشى مع متطلبات الجامعات العالمية وسوق العمل في المستقبل، بينما تظل المواد الأساسية والمحتوى العلمي في إطار مقارب جدًا لما اعتاده الطلاب في الثانوية العامة. وفي الوقت نفسه، شددت الوزارة على أهمية عدم الانسياق وراء الشائعات أو المعلومات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن المصدر الوحيد الموثوق للحصول على تفاصيل دقيقة حول المناهج والأنظمة التعليمية هو البيانات الرسمية الصادرة عنها. وأوضحت أن الوزارة تتبنى سياسة الشفافية المطلقة في كل ما يتعلق بالقرارات الجديدة، وتحرص على نشر المعلومات عبر قنواتها الرسمية بشكل دوري من أجل إطلاع أولياء الأمور والطلاب على المستجدات، بما يضمن إزالة أي لبس أو سوء فهم. ويأتي هذا البيان في إطار حرص الدولة على بناء نظام تعليمي عصري متطور يواكب التجارب العالمية، حيث يمثل نظام البكالوريا المصرية خطوة مهمة نحو تحسين جودة التعليم الثانوي وتقديم خريج قادر على المنافسة محليًا ودوليًا. ومن المتوقع أن يسهم تطبيق هذا النظام في تعزيز قدرة الطلاب على التحصيل المعرفي بطرق أكثر عمقًا، إضافة إلى توفير فرص تعليمية متنوعة تضمن تلبية احتياجات مختلف الفئات دون الإخلال بجوهر العملية التعليمية. وبهذا الرد الرسمي، تسعى وزارة التربية والتعليم إلى طمأنة الرأي العام بأن مناهج البكالوريا ليست أكثر صعوبة من الثانوية العامة كما يعتقد البعض، وإنما هي امتداد طبيعي لمسار تطوير التعليم في مصر، مع اختلافات محدودة تستهدف التميز الأكاديمي وإعداد جيل جديد يتوافق مع معايير الجودة العالمية في التعليم.