لم تمض سوى أسابيع قليلة على شروع الشركة الجهوية متعددة الخدمات في تدبير قطاع الماء والكهرباء بجهة الرباط سلا القنيطرة، حتى وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع السكان، عقب اندلاع احتجاجات واسعة قبل يومين بكل من تامسنا وجماعة سيدي يحيى زعير. الاحتجاجات جاءت، وفق ما أكدته مصادر محلية، بسبب إقدام الشركة على قطع الماء الشروب عن عدد كبير من الأحياء السكنية دون سابق إنذار، في وقت تجاوز فيه الانقطاع 12 ساعة متواصلة، دون مراعاة لموجة الحرارة المفرطة التي تعرفها المنطقة تزامنا مع فصل الصيف. مصادر من عين المكان أكدت أن هذه الانقطاعات لم تكن حادثة معزولة، بل تكررت في أكثر من مناسبة خلال اليومين الأخيرين، وهو ما خلف حالة استياء وتذمر شديدين في صفوف المواطنين الذين اعتبروا الأمر استهتاراً واضحاً بمعاناتهم، ملوحين بخوض أشكال احتجاجية تصعيدية خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد الزيادات "الصاروخية" التي حملتها الفواتير الأولى للشركة مقارنة مع الفترة السابقة التي كان يشرف فيها المكتب الوطني للكهرباء والماء على تدبير هذا القطاع. وفي هذا السياق، أوضح الفاعل الجمعوي الأستاذ "عبد الوهاب السحيمي"، عبر تصريح خص به موقع "أخبارنا"، أن الشركة الجديدة فاجأت الساكنة بفواتير "منفوخة" ومبالغ فيها إلى حد كبير، تجاوزت بكثير حجم الاستهلاك المعتاد للأسر، معتبراً أن هذا السلوك يضرب في العمق القدرة الشرائية للمواطنين المنهكة بسلسلة من الزيادات التي عرفتها جل المواد الاساسية، كما شدد على ضرورة إعمال مبدأ التواصل والشفافية تفاديا لأي اصطدام مع الساكنة. وأضاف المتحدث ذاته أن إقدام الشركة على قطع الماء عن الأحياء السكنية دون سابق إشعار، يعكس غياب قنوات للتواصل مع المواطنين، مشدداً على أن استمرار هذا النهج سيقود حتماً إلى موجة أوسع من الاحتجاجات. كما عبر عن استنكاره الشديد لغلاء الفواتير، داعياً الشركة إلى التراجع الفوري عن هذه الممارسات وتدارك ما اعتبرها "هفوات غير مبررة"، والتي ستسهم لا محالة في تأجيج الأوضاع في منطقتي تامسنا وسيدي يحيى زعير، المعروفتيْن بكثافتهما السكانية الكبيرة. وبذلك تكون الشركة الجهوية متعددة الخدمات قد اصطدمت بقوة مع الساكنة في أولى أيام تدبيرها للقطاع، ما يضعها أمام تحديات كبرى تتعلق بكيفية استرجاع ثقة المواطنين وضمان استمرارية خدماتها الحيوية دون اضطرابات أو زيادات غير مبررة. https://www.youtube.com/embed/pjiPJ1ToHiM