نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: حرائق الصيف في مصر.. خبير يحدد "المحرك الخفي", اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025 05:08 مساءً شهدت مصر في الآونة الأخيرة سلسلة من الحرائق التي تسببت في خسائر مادية أدت إلى تعطل الخدمات الحيوية، وكان أبرزها حريق سنترال رمسيس وسط القاهرة، وأضحت الظاهرة تستدعي البحث في جذورها وأسبابها. يرى أستاذ المناخ شاكر أبو المعاطي في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن التغيرات المناخية تمثل السبب الأبرز وراء تزايد الحرائق في مصر خلال الفترة الأخيرة. كما أكد أن مصر هذا العام سجلت درجات حرارة استثنائية تخطت في بعض الأيام المعدلات الطبيعية، بالتزامن مع انخفاض ملحوظ في معدلات الرطوبة، وهو ما جعل النباتات الجافة والأراضي الزراعية أكثر عرضة للاشتعال حتى من شرارة صغيرة. ويضيف الخبير: "الحرارة المرتفعة لا تؤدي فقط إلى اندلاع النيران، بل تسهم في تسريع انتشارها بشكل كبير، خاصة في ظل رياح نشطة تحرك ألسنة اللهب لمسافات أوسع، وهو ما يعقد عملية السيطرة عليها". كما يشير إلى أن موجات الحر أصبحت سمة متكررة مع تغير المناخ، وتمتد فترات الصيف الحار لفترات أطول، مما يوجد بيئة ملائمة لاندلاع الحرائق. ويؤكد أبو المعاطي أن ما يحدث في مصر ليس استثناء، بل يندرج ضمن ظاهرة عالمية تشهدها مناطق عديدة حول البحر المتوسط وإفريقيا، وحتى في أوروبا الجنوبية، حيث أصبحت الحرائق جزءا من المشهد البيئي المرتبط مباشرة بالتغير المناخي. وأضاف أن استمرار انبعاث الغازات الدفيئة وارتفاع متوسط حرارة الأرض يزيدان من احتمالية تكرار مثل هذه الحوادث في الأعوام القادمة، الأمر الذي يستدعي خططا وطنية أكثر شمولًا للوقاية والتأهب. من جانبه، اعتبر المقدم محمد عبد السلام، أحد ضباط الحماية المدنية، لموقع "سكاي نيوز عربية" أن: "كل دقيقة تأخير تزيد من حجم الخطر، لذلك فإن سرعة الوصول إلى موقع الحريق تمثل العنصر الأهم في تقليل الخسائر". وأوضح أن التعامل مع النيران ليس مجرد مهمة تقنية، بل هو سباق مع الزمن يتطلب شجاعة وصبرا وقدرة على اتخاذ القرار في لحظة. وفي حديثه عن حريق سنترال رمسيس، أشار إلى أن التحدي الأكبر كان في البنية التحتية للمبنى الممتلئ بالأسلاك والكابلات وأجهزة الاتصالات، ما جعل النيران تزداد خطورة مع تصاعد الدخان الكثيف. وأضاف عبد السلام أن رجال الإطفاء يخضعون لبرامج عملية ودورات متخصصة داخل مصر وخارجها، تتضمن كيفية التعامل مع الحرائق الصناعية والكهربائية والحرائق واسعة النطاق في المناطق الزراعية، كما تم تزويدهم بمعدات متطورة مثل عربات الإطفاء ذات القدرة العالية، وخزانات المياه المتنقلة، وأجهزة التنفس الحديثة التي تحميهم من الاختناق وسط الدخان، وهو ما ساعد على تقليل زمن السيطرة على الحوادث. وأشار إلى أن أصعب ما يواجه رجال الإطفاء ليس فقط حرارة النيران، بل الظروف المحيطة مثل الزحام المروري الذي يعيق وصول السيارات بسرعة، أو وجود مبان قديمة مهددة بالانهيار. من جانبها، كثفت وزارة الزراعة ووزارة البيئة حملاتهما للتوعية بخطورة إشعال المخلفات الزراعية في ظل الطقس الحار، كما شددت وزارة التنمية المحلية على أهمية التخزين الآمن للمواد القابلة للاشتعال داخل المخازن والأسواق الشعبية. وفي بعض القرى، بادر الأهالي بتشكيل فرق تطوعية للاستجابة الأولية، تتدخل بسرعة للسيطرة على النيران حتى وصول سيارات الحماية المدنية. إلى جانب الإجراءات الرسمية، بدأ المجتمع المصري يتعامل مع هذه الظاهرة بجدية أكبر، فقد ظهرت مبادرات محلية لتنظيف الأراضي من الأعشاب الجافة التي تعد وقودًا سريع الاشتعال، إضافة إلى حملات توعية حول كيفية التعامل مع مصادر النيران في المنازل والمزارع.