تستهدف شركة “كوجنفاي إيديوكيشن” المتخصصة في دمج الأطفال ذوي التوحد وصعوبات التعلم داخل المدارس والمجتمع، التوسع في أسواق الخليج والدخول في شراكات مع مؤسسات تعليمية وتقنية لتعزيز خدماتها.
قال أحمد الملاحي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “كوجنفاي إيديوكيشن”، إن خطط التوسع في الخليج تأتي بالتوازي مع سعى الشركة لزيادة عدد المدارس المتعاقدة بنسبة 50%، وإطلاق منصتها الرقمية الجديدة، وتدريب 500 معلم إضافي العام المقبل 2026.
أضاف أن سوق التعليم الشامل وخدمات ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر والمنطقة مرشح للنمو السريع، مدفوعاً بزيادة الوعي ودعم الحكومات، إضافة إلى دخول التكنولوجيا كعامل أساسي.
وأعرب عن تطلع “كوجنفاي” لأن تكون في صدارة هذا التحول، عبر تقديم حلول متكاملة تضع مصلحة الطفل في قلب العملية التعليمية.
واستطاعت شركة “كوجنفاي إيديوكيشن” في فترة زمنية قصيرة أن تضع بصمتها كمنظومة متكاملة تهدف إلى دعم دمج الأطفال ذوي التوحد وصعوبات التعلم داخل المدارس والمجتمع، عبر باقة من الخدمات المتكاملة التي تمزج بين التدريب الميداني، وتوفير الكوادر المؤهلة، واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
أكد الملاحي، أن فكرة إنشاء الشركة انطلقت من إدراك عميق لواقع التعليم في مصر، خصوصاً فيما يتعلق بفئة الأطفال ذوي التحديات التعليمية، مثل اضطراب التوحد وصعوبات التعلم.
وأوضح أن السوق المحلية رغم اتساعها وتنوع احتياجاتها، كانت تفتقر إلى حلول متكاملة تراعي الأبعاد النفسية والتربوية والتكنولوجية في وقت واحد، مشيراً إلى أن أغلب الخدمات المتاحة كانت تركز على جوانب محدودة، كالدعم الأكاديمي أو توفير كوادر مرافقة، دون الربط بين التدريب المستمر للمعلمين، وتوفير بيئة نفسية داعمة، واستخدام التكنولوجيا لمتابعة تقدم الطلاب بشكل علمي ومنهجي.
أضاف الملاحي، أن هذا النقص في الرؤية الشمولية كان الدافع الرئيس وراء تأسيس الشركة، إذ وضعت منذ البداية هدفاً واضحاً يتمثل في إنشاء منظومة كاملة تضم جميع الأطراف المعنية بعملية الدمج، بدءاً من المدرسة والمعلم، مروراً بالأسرة، وصولاً إلى المجتمع ككل.
وأضاف أن “كوجنفاي” تسعى إلى جعل عملية الدمج تجربة ناجحة لكل من الطفل والمؤسسة التعليمية، بما يضمن استفادة حقيقية ومستدامة.
أشار الملاحي إلى أن شركته تعتمد على تقديم باقة متنوعة من الخدمات التي تعمل في تكامل تام، وتشمل تدريب المعلمين على استراتيجيات الدمج وطرق التعامل مع الأطفال ذوي التحديات التعليمية، وتوفير معلمين مرافقين داخل الفصول لمساندة هؤلاء الطلاب في رحلتهم الدراسية.
كما تتضمن الخدمات إنشاء وحدات دعم نفسي داخل المدارس تقدم الإرشاد والمتابعة المستمرة، فضلاً عن تقديم استشارات متخصصة للإدارات المدرسية وأولياء الأمور لصياغة خطط تعليمية فردية لكل طفل، وضمان تكييف العملية التعليمية بما يتناسب مع احتياجاته الخاصة.
ولفت الملاحي إلى أن الشركة طورت أيضاً حلولاً تكنولوجية تمكن من متابعة تقدم الطلاب بشكل دوري، وإعداد تقارير تفصيلية تساعد في اتخاذ القرارات التعليمية المناسبة.
أضاف أن التكنولوجيا لا تُستخدم فقط في متابعة الأداء الأكاديمي، بل في تحسين التواصل بين جميع الأطراف، وضمان جودة الخدمات وإمكانية قياس أثرها.
وفيما يتعلق بالتمويل، أوضح الملاحي أن الشركة بدأت مسيرتها بتمويل ذاتي، وهي المرحلة المعروفة في عالم ريادة الأعمال بإسم “Bootstrapping”، إذ اعتمد المؤسسون على مواردهم الخاصة لتطوير النموذج الأولي للخدمات واختبار جدواه في السوق.
وبعد نجاح التجربة وإثبات فعالية المنظومة، تمكنت الشركة من جذب مستثمرين أفراد وشركاء استراتيجيين، ما ساعدها على توسيع نطاق عملها وزيادة قدرتها على خدمة عدد أكبر من المدارس والأطفال.
وهذه التمويلات أسهمت في تطوير البنية التكنولوجية وتوسيع الفريق وإبرام تعاقدات مع مؤسسات تعليمية متعددة.
قال الملاحي إن السوق المستهدفة في مصر تضم مئات الآلاف من الأطفال ذوي التحديات التعليمية، وهو ما يعكس حجم الفرصة الاستثمارية والاجتماعية في هذا المجال.
أضاف أن الشركة تستهدف شريحتين أساسيتين هما المدارس الخاصة والدولية الباحثة عن حلول دمج فعّالة، وأولياء الأمور الراغبين في دعم مباشر لأبنائهم، موضحاً أن نموذج العمل يجمع بين التعامل مع المؤسسات التعليمية (B2B) وتقديم خدمات مباشرة للأسر (B2C).
وأشار الملاحي إلى أن المنافسة في السوق قائمة، إلا أن أغلب البدائل تركز على جزء واحد فقط من منظومة الدمج، مثل التدريب أو التوظيف، بينما تتميز “كوجنفاي” بتقديم حزمة شاملة تضم التدريب والدعم النفسي والتكنولوجيا في منظومة واحدة. وهذا التكامل يخلق علاقات طويلة الأمد مع العملاء ويحقق نتائج ملموسة قابلة للقياس.
أوضح الملاحي أن نحو 70% من عمليات التطوير التكنولوجي تنفذ داخلياً لضمان الخصوصية والسيطرة على جودة المنتج، بينما تتم الاستعانة بمصادر خارجية في حالات التوسع السريع أو المشاريع التي تتطلب خبرات خاصة.
وكشف عن تنفيذ الشركة حالياً منصة رقمية متطورة لإدارة خطط الدمج ومتابعة تطور الطلاب، لربط المعلمين والأهالي والمدارس في نظام واحد.
وفيما يتعلق بالتحديات، ذكر الملاحي أن الشركة واجهت منذ انطلاقها صعوبات في رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الدمج الشامل، بالإضافة إلى تحديات في إيجاد كوادر مؤهلة، وبعض القيود التشريعية الخاصة بالتوظيف والخدمات التعليمية.
وأوضح أن الشركة تعاملت مع هذه العقبات عبر ورش عمل وندوات توعوية للمدارس والأهالي، واستثمار كبير في تدريب الكوادر بما يتماشى مع معايير الجودة.
أكد الملاحي أن قياس النجاح داخل “كوجنفاي” لا يعتمد فقط على الإيرادات، بل على عدد الأطفال المستفيدين ومستوى التحسن في أدائهم الأكاديمي والسلوكي ورضا العملاء، إضافة إلى مؤشرات النمو المالي التي تضمن استدامة الشركة.
وأشار إلى أن من أبرز محطات النجاح مشاركة الشركة في برنامج “Shark Tank Egypt”، ما أتاح لها فرصة الحصول على استثمار ودعم من شركاء استراتيجيين.
كما حصلت على دعم من مؤسسات كبرى مثل “نهضة مصر” و”إدفينشر” و”ماستركارد فاونديشن”، وهو ما ساعد على ضخ استثمارات بقيمة 60 ألف دولار لدعم مشروعاتها.
0 تعليق