الراعي ترأس قداسا في الديمان على نية المزارعين: دعم المزارع ليس إحسانًا بل هو حماية للهويّة الوطنيّة

الفن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

ترأس ​البطريرك الماروني​ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الشكر السنوي لرابطة كاريتاس اقليم الجبة وعلى نية المزارعين في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان يعاونه المطران الياس نصار المونسينيور فيكتور كيروز ، الاب ميشال عبود، الاب فادي ثابت، القيم البطريركي الخوري طوني الاغاء.

ولفت الراعي، في عظته بعنوان: خرج الزارع ليزرع" (مر 4: 3)، الى أن "هذه العبارة البسيطة والعميقة تحمل أبعادًا روحيّة ووطنيّة كبيرة. فالزرع ليس مجرّد عمل يدويّ أو نشاط إقتصاديّ، بل هو فعل رجاء وإيمان بالغد، ورسالة أمانة للأرض التي ورثناها عن آبائنا لنورثها لأولادنا".

وأشار الى أن "إنجيل اليوم يروي كيف أنّ بعض الحبّ وقع على قارعة الطريق فأكلته الطيور، والبعض الآخر سقط على أرض حجرة فنبت للحال ولكنّه يبس لأنّ لا جذور له، وبعضه سقط بين الشوك فخنقته، وبعضه في الأرض الطيّبة فأثمر ثلاثين وستين ومئة".

وقال "هذه الصورة تنطبق على حياتنا الروحيّة، وعلى حياتنا الوطنيّة، فالأرض الجيّدة هي القلوب المؤمنة، والضمائر النظيفة، والأيادي الأمينة. أمّا الطريق والأرض الحجرة والشوك فهي القلوب القاسية، والمصالح الضيّقة، والطموحات الأنانيّة التي تخنق خير الوطن. ليست الأرض فقط مصدر رزق، بل هي هويّة وجذور".

ودعا الراعي "الدولة لدعم القطاع الزراعي، وجعله اساسيا في الاقتصاد الوطنيّ، وتحسين سبل عيش المزارعين، وتعزيز كفاءة سلاسل الانتاج الزراعي والغذائي وقدرتها التنافسيّة وتحسين التكيف مع ​التغيير المناخي​ واستدامة نظم الزراعة والغذاء والموارد الطبيعية".

وتابع "دعم المزارع هو دعم للوطن. فحين نهمل المزارعين، نفرغ القرى والبلدات من سكّانها، ونفقد ​الأمن الغذائي​ّ، ونضعف سيادتنا الإقتصاديّة. علينا جميعًا، دولة وشعبًا، أن نعيد للزراعة مكانتها، عبر السياسات الداعمة، والأسواق العادلة، والبنى التحتيّة، والإبتكار الزراعيّ. فيستطيع لبنان أن ينهض، إذا استثمر في أرضه وشعبه. والمزارع هو الحارس الأوّل لهذه الأرض، والضامن لثباتنا في كلّ التحديّات".

واعتبر أنّ "دعم المزارع ليس إحسانًا، بل هو حماية للهويّة الوطنيّة، ومنع لبيع الأراضي، وحفظ للجذور. المزارع هو حارس الحدود غير المرئيّة للوطن. بعمله اليوميّ يثبّت المواطنين في أراضيهم، ويحافظ على التوازن بين المدينة والريف، ويمنع النزوح الجماعيّ نحو المجهول. ولهذا، فإنّ حماية الزراعة هي حماية للبنان الرسالة، ولتنوّعه، ولمستقبله. وإنّا نتطلّع إلى دور الإنتشار اللبنانيّ، متمنّين على المنتشرين في أنحاء العالم مواكبة وزارة الزراعة لتسويق المنتوجات الزراعية النباتية والحيوانية والمونة والصناعات الغذائية".

وناشد "الهيئات المانحة احتضان القطاع الزراعي للنهوض به وتأمين شبكة الامان الغذائي وتحويل النظام الزراعي والغذائي اللبناني لنظام اكثر صمودا وتنافسا. وننوه بجهود المدير العام لوزارة الزراعة وموظفي الوزارة في السنوات الاخيرة بتعريف وتسويق النبيذ اللبناني في الاسواق المحلية والخارجية ،وقد اوصلوه الى العالمية وانتشر في كل قارات العالم، وقد تجلى ذلك بالانجاز العالمي الجديد الذي يرفع اسم لبنان على خارطة التميز الزراعي والتراثي".

وقال "فلنصلّ اليوم، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل كلّ مزارع، ومن أجل أن يبارك الله كلّ بذار يزرع، وكلّ يد تتعب، وكلّ موسم يُنتظر بفرح. ولله المجد والتسبيح، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

هذا واستقبل البطريرك الراعي بعد القداس الوزير هاني والنائب طوق والمشاركين في الذبيحة الالهية وألقى رئيس إقليم ​كاريتاس الجبة​ إيليا إيليا كلمة قال فيها "نوجّهُ شكرَنا العميقَ لسيادةِ المطرانِ جوزيف نَفَّاع، ولرئيسِ كاريتاسِ لبنانِ الأبِ ميشالِ عبّود، ولكلِّ من ساهم في دعم كاريتاس الجبّةِ". ك

ما نُثْمِنُ دورَ مرشدِنا الروحيِّ الخوري خليلِ عرب، والوكيل البطريركي الخوري طوني الآغا، على رعايتِهم المستمرةِ ودعمِهم لكلِّ الأنشطةِ، فوجود جميع الداعمين يجعلُ جهودَنا أكثرَ رسوخًا وتأثيرًا، ويُعزّزُ قدرةَ كاريتاسِ الجبّةِ على تحقيقِ أهدافِها الإنسانيةِ. كاريتاسُ الجبّةِ، المنبثقةُ من واديِ القديسين وواديِ النساك، حاضرةٌ في كلِّ مكانٍ يحتاجُ الرحمةَ والخدمةَ، وتستندُ إلى الطاقاتِ البشريةِ الرائعةِ التي تزخرُ بها،وقد قدمت مساهمات بشرية تمثلت بمدير أسبق لكاريتاس لبنان من بلدة بقرقاشا هو الاستاذ جورجُ خوري، ومضت تضاعف مساهمتها بالعمل الكاريتاسي على صعيد العالم عندما تبوأ أحد أبناء الديمان الاستاذ جوزيف فرح نيابة كاريتاس العالمية ورئاسة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ وهي ماضية في متابعة مشاركتها الفاعلة في كاريتاس على كل المستويات".

وأضاف "لنستمرَّ جميعًا في نشرِ الرحمةِ والعطاءِ، ولنحافظ على كاريتاسِ الجبّةِ منارةً للخيرِ والخدمة، شاهدةً على قوةِ الكنيسةِ في دعمِ الإنسانِ والمجتمعِ، وباعثةً الأملَ والمحبّةَ في كلِّ من يحتاجُها. نسألُ اللهَ أن يمدَّكم بالصحةِ والعافيةِ، وأن يباركَ في حكمتِكم ورؤيتِكم، لتظلَّ كنيستُنا بقيادتِكم منارةً للخيرِ والمحبةِ في لبنانَ والعالم".

ورد البطريرك بكلمة حيا فيها رئيس كاريتاس الأب عبود شاكرا لإيليا كلمته مباركاً أعمال أقاليم كاريتاس ومنوها بحملة المشاركة لعام 2025 والتي حملت عنوان"ايمان، إنسان، لبنان ".

بعدها عرض الوزير هاني والرئيس مخلوف للبطريرك موضوع اللقاء الذي يعقد في الاتحاد مع رؤساء البلديات والمزارعين والجولة التي سيقومون بها للاطلاع ميدانيا على أوضاع المزارعين والاستماع إلى معاناتهم إضافة إلى زيارة بيت القديس شربل وغابة الأرز الدهرية.

وقال هاني "بداية أود مع رئيس الاتحاد أن نشكر غبطة البطريرك لتخصيصه القداس على نية الزراعة والمزارعين والإضاءة على أهمية ​الزراعة في لبنان​ وحماية المزارع وأهمية الزراعة في أمننا الغذائي وسيادتنا الغذائية وبالتالي سيادة لبنان".

وردا على سؤال حول الأوضاع الأمنية وعدم امكانية تحقيق المشاريع الزراعية، أكد انه "ما من تخوف على الوضع الأمني لأن لبنان لم يعد يحتمل وتابع :سنتوجه الى مرحلة من الاستقرار والأمان مرحلة من البحبوحة وكفانا حروبا ودمارا واعتداءات".

وشدد على أن "الحكومة ماضية في قراراتها وفي المسار الإصلاحي والانقاذي ونأمل أن تنعكس البرامج الإصلاحية قريبا على كل الشعب اللبناني بعد ان اتخذت الحكومة قرارها بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق