أعلنت الصين عن مشروع علمي غير مسبوق يتمثل في تطوير روبوت بشري قادر على محاكاة تجربة الحمل والولادة كاملة، من خلال تزويده برحم صناعي متطور. المشروع تقوده شركة كايوا تكنولوجي بقيادة الدكتور تشانغ تشيفنغ، ومن المتوقع أن يظهر النموذج الأولي العام المقبل بسعر يقارب 100 ألف يوان (نحو 10 آلاف جنيه إسترليني).الروبوت الجديد لا يقتصر على دوره كحاضنة تقليدية للأطفال المبتسرين، بل جُهز برحم صناعي قادر على استقبال البويضة المخصبة وتغذية الجنين عبر أنبوب خاص ينقل العناصر الغذائية، ما يجعله مختلفاً عن الحاضنات الطبية المعروفة. ويهدف الابتكار إلى محاكاة الدورة الكاملة للحمل منذ الإخصاب وحتى الولادة الطبيعية.هذا الإعلان أعاد إلى الأذهان ما طرحه فيلم The Pod Generation عام 2023، والذي تخيل سيناريو يسمح للأزواج باستخدام أرحام صناعية محمولة لتقاسم تجربة الحمل، لكن هذه المرة قد يتحول الخيال إلى واقع ملموس في الصين. وتأتي هذه الخطوة في ظل ارتفاع معدلات العقم بالبلاد، التي ارتفعت من 11.9% عام 2007 إلى 18% عام 2020، ما دفع بعض الحكومات المحلية إلى إدراج علاجات أطفال الأنابيب ضمن التأمين الصحي.غير أن المشروع أثار نقاشات واسعة تتعلق بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية، إذ يرى مؤيدون أنه قد يفتح باب أمل جديد للأسر التي فشلت معها العلاجات التقليدية، بينما يعتبره منتقدون "غير إنساني" لأنه يحرم الجنين من العلاقة الجسدية والعاطفية مع الأم. كما حذرت ناشطات نسويات من أن انتشار الأرحام الصناعية قد يقلّص دور المرأة في المجتمع ويغير شكل الأسرة والأمومة جذرياً.وفيما أكد الدكتور تشيفنغ أن الرحم الصناعي بلغ مرحلة "ناضجة" تقنياً، لم يُحسم بعد الجدل القانوني والأخلاقي. فقد بدأت مناقشات محلية في مقاطعة غوانغدونغ بشأن التشريعات اللازمة، لكن لم يتم إقرار أي إطار قانوني حتى الآن. وبينما يعتبره البعض "ثورة علمية"، يرى آخرون أنه تجربة محفوفة بالمخاطر تمس القيم الإنسانية الأساسية.