تسبب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باثارة جدلًا واسعًا عقب زيارته المفاجئة للأسير الفلسطيني البارز مروان البرغوثي داخل زنزانته في سجن "غانوت"، حيث أطلق تصريحات اعتبرت "استفزازية" وردًا مباشرًا على الانتقادات الفلسطينية والدولية التي أعقبت الزيارة. وأثارت زيارة الوزير بن غفير لزنزانة الاسير مروان البرغوثي، والتي وجه فيها إليه كلمات قاسية، استنكارا من الأحزاب العربية والإسرائيلية والفلسطينية. وخلال الزيارة، الاستفزازية، قال بن غفير للبرغوثي، الذي يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد: "كل من يتلاعب بشعب إسرائيل، كل من يقتل أطفالنا، كل من يقتل نساءنا، سنبيدهم. لن تهزمنا". وفي تغريدة نشرها على منصة "إكس"، قال بن غفير: "قرأت هذا الصباح أن كل أنواع كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية لم يعجبهم حقًا ما قلته للإرهابي الكبير مروان البرغوثي"، مضيفًا: "لذا سأكررها مرارًا وتكرارًا، دون اعتذار، كل من يتلاعب بشعب إسرائيل، وكل من يقتل أطفالنا ونساءنا، سنقضي عليهم". في المقابل، رد عضو الكنيست اليساري عوفر كاسيف على تصريحات بن غفير قائلًا: "ليس بعيدًا اليوم الذي تنقلب فيه الأدوار: سيكون بن غفير، التابع لفكر مائير كاهانا الإرهابي، البائس والمتغطرس، خلف القضبان، بينما سيكون البرغوثي على رأس الدولة الفلسطينية المستقلة". وسلط الإعلام العبري، بمختلف توجهاته، الضوء على الزيارة المثيرة للجدل، حيث وصفتها صحيفة "هآرتس" بأنها تحمل إسقاطات معقدة، ونقلت عن أقارب البرغوثي قولهم إنهم "صُدموا من التغيرات التي طرأت على ملامحه، والإرهاق والجوع الذي يعانيه". كما أفاد موقع "واي نت" العبري بأن عائلة البرغوثي أعربت عن مخاوفها من "إعدامه داخل زنزانته بأوامر مباشرة من بن غفير"، في حين قال قسام، نجل مروان البرغوثي، إن هناك "تهديدًا مباشرًا من بن غفير لحياة والده"، مؤكدًا تعرضه لاعتداءات متكررة من قبل مصلحة السجون منذ السابع من أكتوبر الماضي. من جهتها، اعتبرت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية زيارة بن غفير "تهديدًا مباشرًا لحياة البرغوثي"، في حين وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الخطوة بأنها "تصعيد خطير وانتهاك صارخ للمعاهدات والاتفاقيات الدولية"، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري. بدوره، كتب حسين الشيخ، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عبر منصة "إكس": "إن تهديد بن غفير للقائد مروان البرغوثي في زنزانته هو ذروة الإرهاب النفسي والأخلاقي والجسدي الممارس ضد الأسرى، وانتهاك خطير للمواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية"، مشيرًا إلى أن ما جرى يُعد "تجاوزًا غير مسبوق" في سياسة الاحتلال، ويستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا. وفي السياق ذاته، شنّ موقع "كيكر شبات" العبري المتشدد هجومًا على أعضاء الكنيست الذين دافعوا عن البرغوثي، مشيرًا إلى تصريحات عضو الكنيست العربي أيمن عودة الذي قال: "في كل مرة أرى سلوك الفاشيين القسري، أرى ضعفًا وغباءً في آنٍ واحد، إنهم ضعفاء جدًا، بل وأكثر غباءً". وأضاف عودة: "عندما يشاهد العالم أجمع هذا الفيديو، سيرى جانبًا آخر من قبح الاحتلال: إيتمار بن غفير كإرهابي يرتدي ربطة عنق، يتجاوز في حق مروان البرغوثي في زنزانة، وفي ظروف أكثر قسوة". وختم بالقول: "هناك حقيقة واحدة مؤكدة، وهي أن الشر بطبيعته ضعيف أمام شعب يكافح من أجل حريته... الشعب الفلسطيني سيهزم الاحتلال وجميع أعدائه". وكتب أيمن عودة، رئيس حزبي حداش والعربية للتغيير، أنه "عندما يشاهد العالم أجمع هذا الفيديو، سيرى وجهًا آخر لبشاعة الاحتلال: إيتامار بن غفير كإرهابي يرتدي ربطة عنق، يُسيء معاملة مروان البرغوثي في زنزانة وفي ظروف أشد قسوة. الشر ضعيف أمام شعب يُناضل من أجل حريته. سيهزم الشعب الفلسطيني الاحتلال وجميع أمثاله من أمثال بن غفير". وأضاف عضو الكنيست عوفر كاسيف أن "اليوم لن يكون بعيداً عندما تنقلب الأدوار: الكاهاني البائس والمتغطرس سيكون خلف القضبان، والبرغوثي سيكون على رأس الدولة الفلسطينية المستقلة". وأعربت عائلة البرغوثي عن خوفها على حياته، قائلةً: "نخشى إعدام مروان داخل زنزانة السجن بأوامر من بن غفير". وقال قسام، نجل البرغوثي: "هناك تهديد مباشر من بن غفير لوالدي. نخشى على حياته". ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الزيارة بأنها "استفزاز غير مسبوق وإرهاب سياسي منظم في إطار ما يتعرض له الأسرى"، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عن حياة البرغوثي "بعد أن اقتحم بن جفير زنزانته وهدده". بدورها قالت حركة حمـ.ـاس أن "اقتحام الإرهـ.ـابي المتطرف بن غفير زنزانة القائد الأسير مروان البرغوثي وتهديده الوقح يكشف فاشية الاحتلال" واضافت أن اقتحام زنزانة المناضل مروان البرغوثي سيزيده إصرارا على مواصلة نضاله المشروع من أجل حرية شعبه وكرامته" داعية شعبنا إلى أوسع حالة تضامن مع أسرانا الأبطال والوقوف في وجه جرائم الاحتلال وتصعيد الضغط الشعبي" كما دعت الأمم المتحدة وأحرار العالم للتحرك العاجل لتوفير الحماية للأسرى ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم" انتهى غزة-تل ابيب/ المشرق نيوز