تترقب الأسواق العالمية، خاصة أسهم شركات الدفاع، باهتمام كبير الاجتماع المقرر عقده بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتن في ألاسكا، اليوم /الجمعة/، حول اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وكان هذا الصراع بمثابة شرارة صدمة في مجال الطاقة، كما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتضرر تعاملات الاقتصاد الروسي مع معظم العالم الغربي، وفق منصة إنفستنيج المالية. وأعلن البيت الأبيض أن اجتماع ترامب وبوتين سيعقد الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت ألاسكا (19:00 بتوقيت جرينتش). وعلى صعيد التعاملات ،حققت الأسهم العالمية صعودا كبيرا لتسجل مستويات قياسية اليوم الجمعة، وسط ترقب الأسواق لنتائج تلك المحادثات، إلى جانب انتظار بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي قد تكشف مؤشرات جديدة حول قوة الاقتصاد الأكبر في العالم. فقد عزز مؤشر MSCI العالمي لجميع الدول مكاسبه الأخيرة مع ارتفاع الأسهم الأوروبية قليلاً في التعاملات المبكرة. وسجل المؤشر ارتفاعا بنسبة 0.2% ليصل إلى 953.4، وهو مستوى قريب قليلاً من مستواه القياسي البالغ 954.21 الذي سجله يوم الأربعاء. وسجلت العقود الآجلة في وول ستريت ارتفاعا طفيفا بنحو 0.1-0.2 في المائة. وقال شانيل رامجي، الرئيس المشارك لقسم الأصول المتعددة في شركة بيكتيت لإدارة الأصول: “لا تزال هناك علاوة مخاطرة ضئيلة في الأسواق الأوروبية بسبب الحرب، مضيفا. أي حل سيقلص هذه العلاوة في نهاية المطاف”وتابع، أسعار النفط والسلع الأخرى قد تتفاعل أيضا. واستقر عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات عند 4.287%، بعد ارتفاعه خمس نقاط أساس في اليوم السابق عقب بيانات مؤشر أسعار المنتجين. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 0.2% في آخر تعاملات عند 97.965. وقال توني ميدوز، كبير مسؤولي الاستثمار في بي آر آي لإدارة الثروات: “إذا توقفت الحرب في أوكرانيا، أتوقع أن تنخفض أسهم الدفاع قليلا، لكنني أعتقد أن السبب الأساسي وراء ارتفاع أسهم الدفاع لا يزال قائماً”.وشهدت أسهم قطاعي الطيران والدفاع ارتفاعا قويا منذ فبراير 2022، مع مكاسب تتراوح من أكثر من 600% لشركة ليوناردو إلى أكثر من 1500% لشركة راينميتال. كما ادت الحرب على أوكرانيا الى ارتفاع حاد في أسعار الطاقة الأوروبية، فقد زاد سعر خام برنت بنسبة 30% ، بينما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بنحو 300% لتصل إلى مستويات قياسية. ولكن تراجعت أسعار النفط الخام في الأشهر التالية. لكن العقود الآجلة الهولندية، وهي المعيار الإقليمي للغاز الطبيعي، ارتفعت بشكل حاد مع سعي أوروبا جاهدة لإيجاد بديل للغاز الروسي الذي كان يغطي أكثر من 40% من إجمالي الطلب. وأدت الحرب إلى زيادة اعتماد أوروبا على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي فائق التبريد. وقد التزم الاتحاد الأوروبي بزيادة مشترياته من النفط الخام والغاز والفحم الأمريكي من حوالي 75 مليار دولار في عام 2024 إلى 250 مليار دولار سنويا حتى عام 2027، بموجب اتفاقية تجارية أمريكية جديدة – وهو رقم يراه معظم الخبراء غير واقعي.