من “سمسار مخلفات” خريج دبلوم تجارة برأسمال لا يتجاوز 100 ألف جنيه، إلى صاحب شركة تصدّر نفايات معاد تدويرها بقيمة 5 ملايين جنيه شهريًا، إنه أحمد ريان، الشاب المصري الذي قرر أن يحوّل ما يعتبره الآخرون “قمامة” إلى ذهب. البداية كانت عام 2017، حين كان أحمد يعمل وسيطا صغيرا، ينقل الشكائر المليئة بالمخلفات إلى الشركات مقابل عمولة، لكن طموحه كان أكبر، فأسس شركة “المصرية لتدوير المخلفات”، المتخصصة في إعادة تدوير مختلف أنواع النفايات من ورق، وكرتون، وزجاج، وعبوات مياه، وكانز، مؤمنًا أن هذا المجال هو “لغة الفلوس” في زمن لا يتحدث إلا بالأرقام. وخلال سنوات قليلة توسّع نشاط أحمد حتى صار يُصدّر 95% من حصيلة الزجاج لدى شركته إلى الصين، واصفًا الصينيين بأنهم “عقول الأرض” والمحرّك الرئيس للصناعة العالمية. أضاف أن الزجاج، بعد فرزه إلى ملون وشفاف، يتم شحنه للصين حيث يُعاد تصنيعه إلى أجهزة ومنتجات تعود إلى مصر بأسعار مضاعفة، داعيًا إلى إنشاء مصانع وطنية لتدوير وإاعادة تصنيع هذه المواد محليًا والاستفادة منها بدل تصديرها خام وهدر قيمتها لصالح دول أخرى. أما الـ5% المتبقية من الزجاج لدى شركته ، فتذهب إلى السوق المحلي، إذ تستخدمها ورش صغيرة في صناعة التحف والزجاجات الخاصة بالعطور وغيرها. وأوضح أحمد أنه يحقق صادرات شهرية بقيمة 5 ملايين جنيه، ويعمل على خطة للتوسع في أسواق جديدة وعدم الاكتفاء بالصين، بل التوجه لتصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم. واختتم كلامه قائلًا إن سوق المخلفات يشبه “الذهب” الذي كان ينتظر من يكتشفه، معتبرًا أن ما يراه كثيرون مجرد “قمامة”، أصبح بالنسبة له كنزًا لا يقدَّر بثمن. بقلم: سهيلة إبراهيم