أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة عيد الأضحى من مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، إلى "أننا لسنا في لحظة وطنية تاريخية فقط، بل بلحظة إقليمية معقّدة وغامضة وشديدة المخاطر، والمفروض حماية لبنان كوطن وعائلة لبنانية، ومنع اللعبة الدولية عن واقع بلدنا المأزوم".
ولفت إلى أن "الحكومة مطالبة بسياسات وطنية وخيارات لبنانية تليق بحاجات الظرف المحلي والدولي الصارخ، وأيّ خطأ في مواقف الحكومة الوطنية يضع البلد كلّه في مأزق، واعلموا أن العالم ليس جمعية خيرية، وبلدنا موجود ضمن غابة دولية تعتاش على الدم والخراب والاستنزاف الاقتصادي والسياسي".
وذكر قبلان أن "ما تقوم به إسرائيل هو طغيان وحشي وجرائم سيادية موصوفة وسحق لقرار وقف إطلاق النار، من وراء بسمة أميركية ودعم لا محدود، وردّنا هو المزيد من التمسك بالمقاومة والالتفاف حولها، وتأكيد لخيارها الوطني والسيادي، وقيمة لبنان من قيمة الجيش والمقاومة والإصرار الوطني الشامل على التضحية من أجل لبنان، والدولة مطالبة بمواقف حازمة من الضامن الأمريكي الذي لا يجيد إلا الغدر، ولا قيمة للبنان بلا قوة سيادية تكافح من أجل سيادة هذا البلد".
وقال في كلمة وجهها للعرب "لبنان دفع عن قضايا العرب والمنطقة أغلى الأثمان طيلة عقود طويلة وما زال، وما قدّمه في سجلّ قضايا العرب لم تُقدّمه دولة بالإقليم على الإطلاق، وما قدّمته المقاومة يفوق كل ما قدّمه العرب مجتمعين طيلة نصف قرن وما زالت".
وأوضح قبلان أنّ "المطلوب من دول المنطقة الكفّ عن شؤون لبنان الداخلية، وقصة شقيق وصديق يجب أن تصبّ في صالح العائلة الوطنية، وإلا مزّقت البلد، ولا نريد صداقات والتزامات تمزّق بلدنا، الحكومة مطالبة بتقديم سياسة واضحة حول المصالح الوطنية الميثاقية والسيادية، وعلى رأسها ما يجري في الجنوب اللبناني والضاحية والبقاع، واليوم لا ملف أهم من الملف الأمني والإعماري في الجنوب، والمناسبة الآن بشهر حزيران، وشهر حزيران يُذكّرنا بالاحتلال الإسرائيلي التاريخي لبيروت عام 1982، ولولا الملحمة السيادية التي قدّمتها المقاومة لكُنّا الآن أمام احتلال إسرائيلي شبيه باحتلال عام 1982".
وأضاف "على الدولة اللبنانية أن تعلم بأنّ شبكة المصالح الوطنية تاريخياً تبدأ من الجنوب اللبناني بحكم موقعه وتضحياته من قضايا المنطقة الساخنة سيما القدس وفلسطين، والقيمة الوطنية تبدأ من الجنوب وتعود إليه، وهناك من صارح الحكومة والدولة اللبنانية من دول المنطقة الموثوقة بأنه على استعداد فعلي للبدء مباشرةً بورشة إعمار شاملة، ولذلك المطلوب من الحكومة أن تكون واضحةً مع شعبها بالجواب، والالتزامات الدولية التي تمنع الحكومة من قبول عروض إعادة إعمار الجنوب والضاحية والبقاع إنما تريد تمزيق لبنان وطمره بالأزمات الهيكلية والوطنية، وليس مقبولاً رفض مبادرات إعمار الجنوب والضاحية والبقاع، خاصةً أننا في بلد يعاني من كارثة مالية، ونكبة اقتصادية وحصار دولي إقليمي، يمنع إنعاش قطاعاته المختلفة، فيما العين على استنزاف لبنان وتدمير موقعه السياسي والأخلاقي".
0 تعليق