توقع بنك “جولدمان ساكس” أن يقوم تحالف “أوبك+”، الذي يضم ثماني دول رئيسية منتجة للنفط، برفع إنتاجه بمقدار 410 آلاف برميل يوميًا خلال شهر أغسطس المقبل.
وأشار البنك، في مذكرة صادرة اليوم الإثنين، إلى أن سوق النفط لا تزال تشهد أوضاعًا متشددة نسبيًا، مدعومة ببيانات اقتصادية عالمية قوية، فضلًا عن الدعم الموسمي الذي يحفز الطلب على النفط خلال فصل الصيف.
ورجّح البنك أن هذا الواقع يجعل من غير المرجح أن يؤدي التباطؤ المتوقع في الطلب إلى وقف خطط زيادة الإنتاج، المتوقع تحديدها في اجتماع “أوبك+” يوم 6 يوليو.
وكان التحالف قد أعلن، يوم السبت الماضي، زيادة إنتاج شهر يوليو بمقدار 411 ألف برميل يوميًا، في خطوة تهدف إلى استعادة الحصة السوقية وفرض الانضباط على الأعضاء المتجاوزين لحصص الإنتاج.
وبالتزامن مع قرار الزيادة، ارتفعت أسعار النفط اليوم بأكثر من دولار للبرميل؛ إذ صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.9% إلى 63.97 دولارًا، بعد أن أنهت جلسة الجمعة الماضية على انخفاض بنسبة 0.9%. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.8% إلى 62.54 دولارًا، بعد تراجع طفيف في الجلسة السابقة.
وأوضح “جولدمان ساكس” أن قرار “أوبك+” يعكس توازنًا دقيقًا بين عوامل السوق، ويستند إلى رؤية استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تطبيع فائض الطاقة الإنتاجية، وتعزيز التماسك الداخلي للتحالف، وضبط وتيرة نمو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وأضاف البنك أن إنتاج “أوبك+” سيستقر اعتبارًا من سبتمبر، نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي في الربع الثالث، إلى جانب بدء تشغيل مشاريع نفطية كبيرة خارج التحالف.
من جهة أخرى، حافظ البنك على نظرته الحذرة للأسعار، متوقعًا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت نحو 60 دولارًا للبرميل، و56 دولارًا لخام غرب تكساس لبقية عام 2025، على أن تنخفض إلى 56 و52 دولارًا على التوالي في عام 2026.
وأرجع “جولدمان ساكس” هذا التراجع المتوقع إلى زيادة المعروض من خارج إنتاج النفط الصخري، ما قد يؤدي إلى فائض في الإمدادات يُقدّر بمليون برميل يوميًا في 2025، و1.5 مليون برميل يوميًا في 2026.
ولفت البنك إلى أن هذا التأثير يتم تعويضه جزئيًا من خلال تعديل معتدل في توقعات الطلب، مدعومًا بمراجعة صعودية لتقديرات الاستهلاك في إفريقيا، وبيانات طلب أقوى من المتوقع في أوروبا، فضلًا عن تراجع التقديرات بشأن نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الأسواق الغربية.
0 تعليق