الصحافة اليوم: 30-5-2025

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة  30-5-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

صحيفة الاخبار«الأخبار» تنشر النصّ الحرفي لمقترح ويتكوف

تنشر «الأخبار» في ما يلي النص الحرفي لمقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لوقف إطلاق النار في غزة، الذي وافق عليه الاحتلال الإسرائيلي، وتحفظت عليه حركة «حماس».

إطار اتفاق لتفاوض حول وقف إطلاق نار دائم:
1. المدة: وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً. يضمن الرئيس ترامب التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها.

2. إطلاق سراح الرهائن: سيتم إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء و18 جثة رهائن من «قائمة الـ 58» في اليومين الأول والسابع – سيتم إطلاق نصف الرهائن الأحياء والمتوفين (5 أحياء و9 متوفين) في اليوم الأول من الاتفاقية، والنصف الآخر (5 أحياء و9 متوفين) في اليوم السابع.

3. المساعدات الإنسانية: سيتم إرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار. سيتم احترام أي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن المساعدات للمدنيين طوال مدة الاتفاقية. سيتم توزيع المساعدات عبر قنوات متفق عليها تشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

4. العمليات العسكرية الإسرائيلية: ستتوقف جميع العمليات الهجومية الإسرائيلية في غزة عند بدء سريان هذه الاتفاقية. خلال فترة وقف إطلاق النار، سيتم وقف الحركة الجوية (العسكرية والمراقبة) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات يومياً، أو 12 ساعة يومياً في أيام تبادل الرهائن والسجناء.

5. إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي:

أ. في اليوم الأول، بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين (5 أحياء و9 متوفين)، سيتم إعادة الانتشار في الجزء الشمالي من قطاع غزة وممر نتزاريم، وفقاً للمادة 3 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية واستناداً إلى خرائط يتم الاتفاق عليها.

ب. في اليوم السابع، بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين (5 أحياء و9 متوفين)، سيتم إعادة الانتشار في الجزء الجنوبي من قطاع غزة وفقاً للمادة 3 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية واستنادًا إلى خرائط يتم الاتفاق عليها.

ج. ستعمل الفرق الفنية على تحديد حدود إعادة الانتشار النهائية خلال المفاوضات غير المباشرة.

6. المفاوضات: في اليوم الأول، ستبدأ المفاوضات تحت رعاية الضامنين-الوسطاء حول الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم، بما في ذلك:

أ. المفاتيح وشروط تبادل جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين مقابل عدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ب. القضايا المتعلقة بإعادة الانتشار وانسحاب القوات الإسرائيلية وترتيبات الأمن طويلة الأجل داخل قطاع غزة.

ج. الترتيبات المتعلقة بـ «ما بعد الحرب» في قطاع غزة والتي قد تطرحها أي من الأطراف.

د. إعلان وقف إطلاق نار دائم.

7. الدعم الرئاسي: الرئيس جاد بشأن التزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار ويصر على أن المفاوضات خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقت، إذا نجحت وتم التوصل إلى اتفاق بين الأطراف، ستؤدي إلى حل دائم للنزاع.

8. إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين: مقابل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء، ووفقاً لشروط المرحلة الأولى من اتفاقية 19 يناير 2025 بشأن الرهائن والسجناء، ستطلق إسرائيل سراح 125 سجيناً محكوماً بالسجن المؤبد و1,111 معتقلاً من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023. مقابل إطلاق سراح رفات 18 رهينة إسرائيلي، ستطلق إسرائيل سراح 180 جثة غزاوية. سيتم الإفراج بشكل متزامن وفقاً لآلية متفق عليها ودون مظاهر أو احتفالات علنية. سيتم الإفراج عن النصف الأول في اليوم الأول والنصف الآخر في اليوم السابع.

9. وضع الرهائن والسجناء: في اليوم العاشر، ستقدم حماس معلومات كاملة (إثبات حياة وتقرير الحالة الطبية / إثبات الوفاة) عن كل رهينة متبقية. في المقابل، ستقدم إسرائيل معلومات كاملة عن السجناء الفلسطينيين الذين اعتقلوا من قطاع غزة منذ 7 أكتوبر وأعداد الجثث الغزاوية المحتجزة في إسرائيل. تلتزم حماس بضمان صحة وسلامة وأمن الرهائن خلال وقف إطلاق النار.

10. إطلاق سراح الرهائن المتبقين عند الاتفاق: يجب أن تكتمل المفاوضات حول الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم خلال 60 يوماً. عند التوصل إلى اتفاق، سيتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين (أحياء ومتوفين) من «قائمة الـ 58» المقدمة من إسرائيل. في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال الفترة المذكورة، يمكن تمديد وقف إطلاق النار المؤقت بشروط ولمدة يتم الاتفاق عليها بين الأطراف طالما أن الأطراف تتفاوض بحسن نية.

11. الضامنون: سيضمن الضامنون-الوسطاء (الولايات المتحدة، مصر، قطر) استمرار وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً وأي تمديد متفق عليه، وسيضمنون إجراء مناقشات جادة حول الاتفاقات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم، وسيبذلون كل جهد لضمان إتمام المفاوضات المذكورة أعلاه.

12. رئاسة المبعوث الخاص: سيتوجه المبعوث الخاص، السفير ستيف ويتكوف، إلى المنطقة لإبرام الاتفاقية. وسيرأس ستيف ويتكوف المفاوضات.

13. الرئيس ترامب: سيعلن الرئيس ترامب شخصياً عن اتفاق وقف إطلاق النار. وتلتزم الولايات المتحدة والرئيس ترامب بالعمل لضمان استمرار المفاوضات بحسن نية حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي.

بوادر رفض «حمساوي» لمقترح ويتكوف: واشنطن تفخّح مسار التفاوض

أعلنت الولايات المتحدة أنّ كيان الاحتلال الإسرائيلي وافق على مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قدّمه مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، فيما أفادت بأنّ حركة «حماس» لا تزال «تُقيّم المقترح الجديد». وخلال مؤتمر صحافي، أكّدت المتحدّثة باسم «البيت الأبيض»، أن ويتكوف والرئيس دونالد ترامب وجّها إلى حركة «حماس» اقتراحاً لوقف إطلاق النار، كانت إسرائيل قد وافقت عليه وأيّدته رسمياً قبل إرساله. وأضافت ليفيت أنّ «المباحثات لا تزال جارية»، معربةً عن أمل الإدارة الأميركية في التوصّل إلى اتفاق نهائي يُفضي إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ويتيح «إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين إلى ديارهم»، وفق تعبيرها.

وعلى المقلب الإسرائيلي، نقلت «القناة 12» العبرية عن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تأكيده «القبول بمخطّط ويتكوف الجديد»، وقوله لعائلات الأسرى: «سنوافق على المخطط الذي نُقل إلينا الليلة… حماس حتى اللحظة لم تردّ، ولا نعتقد بأنها ستفرج عن آخر رهينة، لكن نحن لن ننسحب من غزة من دون أن نتسلّم جميع الرهائن». وفي المقابل، أكّدت حركة «حماس» تسلّمها المقترح الأميركي، معلنة، في بيان أمس، أنها «تعكف على دراسته بمسؤولية، وبما يحقّق مصالح شعبنا وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع». وعلى الرغم من تداول بعض وسائل الإعلام أنباء عن موافقة الحركة على المقترح، فقد نفت مصادر في الأخيرة ذلك، مؤكدةً أن القيادة لا تزال تدرسه ولم تُصدر موقفها النهائي بعد.

وفي ما يتصل بمضمون المقترح، نقل موقع «واللا» الإسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي كبير وصفه إياه بأنه «أكثر انحيازاً إلى إسرائيل من المقترحات السابقة»، مشيراً إلى عدم تضمّنه «ضمانات أميركية واضحة بوقف دائم لإطلاق النار». كما لفت الموقع إلى أن المقترح لا ينصّ بوضوح على استمرار وقف إطلاق النار في حال امتدّت المفاوضات لأكثر من 60 يوماً، مضيفاً أن كبار مسؤولي «حماس» لم يُبدوا ردّاً سلبياً عليه، لكنهم «أعربوا عن خيبة أمل من مضمونه»، وسط تقديرات استخبارية إسرائيلية ترجّح رفض الحركة له. وبالفعل، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول في «حماس» قوله إن المقترح الأميركي لا يستجيب لمطالب الحركة.

مقال ذات صلة: «الأخبار» تنشر النصّ الحرفي لمقترح ويتكوف

ويرى مراقبون أن طرح واشنطن يمثّل انقلاباً على المسار التفاوضي القائم، ويُعدّ في جوهره ردّاً إسرائيلياً على التفاهمات التي جرى التوصّل إليها سابقاً بين حركة «حماس» وويتكوف، أكثر مما هو مقترح جديد؛ علماً أن من أبرز بنوده:
مقابل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، ووفقاً لشروط المرحلة الأولى من اتفاق 19 كانون الثاني 2025 بشأن تبادل الأسرى، ستفرج إسرائيل عن 125 أسيراً محكوماً بالسجن المؤبّد، و1,111 معتقلاً من غزة تمّ اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023.

مقابل الإفراج عن 18 جثة لإسرائيليين، ستفرج إسرائيل عن 180 جثماناً لفلسطينيين من غزة.
سيتم التنفيذ بشكل متزامن وفق آلية مُتفق عليها ومن دون مظاهر أو احتفالات علنية. كما سيجري نصف هذه الإفراجات في اليوم الأول والنصف الآخر في اليوم السابع.
في اليوم العاشر، ستقدّم حماس معلومات كاملة (إثبات حياة وتقرير الحالة الطبية / إثبات الوفاة) لكل من الأسرى الإسرائيليين المتبقّين.

في المقابل، ستقدّم إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين الذين تمّ اعتقالهم في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وأعداد جثامين الشهداء الغزيين المحتجزين لديها.
تلتزم حماس بضمان صحة الأسرى وسلامتهم وأمنهم خلال فترة وقف إطلاق النار.
يجب الانتهاء من التفاوض بشأن الترتيبات اللازمة لوقف دائم لإطلاق النار خلال 60 يوماً.

عند التوصل إلى اتفاق، سيتم الإفراج عن جميع الأسرى المتبقّين (الأحياء والجثث) من «قائمة الـ58» التي قدّمتها إسرائيل.
إذا لم تُختتم المفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار خلال الفترة المذكورة، يمكن تمديد الوقف المؤقت بشروط ومدة يتم الاتفاق عليها من قبل الطرفين طالما أنهما يفاوضان بحسن نية.

بدورها، عبّرت مصادر دبلوماسية مصرية عن تفاؤل «حذر» بشأن إمكانية دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ قبل حلول «عيد الأضحى». وأكّدت هذه المصادر أنّ القاهرة تجري اتصالات مكثّفة مع الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، إلى جانب أطراف إقليمية ودولية، بهدف تثبيت التفاهمات الأخيرة. وترى القاهرة أنّ «الصيغة التي طرحها ويتكوف قابلة للبناء عليها»، خصوصاً بعد تلقّيها «إشارات إيجابية» من قيادة المقاومة بخصوصها، وإن كانت «حماس» لا تزال تطالب بضمانات تتعلق بمرحلة ما بعد التهدئة.

كما تدرك القاهرة، بحسب المصادر نفسها، طبيعة التحديات المرتبطة بالتوصّل إلى اتفاق نهائي، خصوصاً في ظلّ تجارب سابقة أثبتت هشاشة التفاهمات المؤقّتة إذا لم تحظَ بإرادة سياسية واضحة من الطرفين، إلى جانب الحاجة إلى إطار زمني محدّد للانتقال من التهدئة إلى الحلّ الدائم. وعلى هذا الأساس، تتعامل مصر مع ال مقترح الأميركي كـ«أرضية تفاوضية» قابلة للتطوير، لا كحل نهائي، في ظل ما تراه من تعقيدات داخلية في إسرائيل، حيث لا يزال القرار السياسي خاضعاً لتجاذبات حزبية وتحفّظات أمنية تعيق التوافق على مستقبل العملية العسكرية في غزة.

ماذا تفعل يا نواف؟

● لا يرغب سلام بمقارنته مع الحريري ولا يهتم إن شبه بالوزان
● «الرئيس غير التقليدي» يتجنب معركة صلاحياته فيلجأ للشعبوية

في حالة نواف سلام، ليس هناك ما يسمح باستخدام تعبير «لوهلة أولى». فالرجل، لا تنطبق عليه معايير الرّؤساء التقليديين للحكومة، حتى تاريخه العائلي والسياسي والمهني، لا يسمح بانتماء مكتمل الأركان إلى النادي التقليدي لرؤساء الحكومة.

هو ببساطة، واحد من الذين تحملهم لحظة خاصة إلى هذا الموقع. وهؤلاء، هم فئة تُتاح لهم الفرصة مرة في العمر، فإما يصنعون فرْقاً، فيكون له الأثر، وإما يكون مرورهم عابراً قرب السراي.

بالتالي، لا يمكن التعامل مع سلام بدرجة عالية من اليقين، ليس لأن الرجل صاحب مفاجآت، بل، لكونه، لم يظهر ثباتاً يجعل الناس تقول بأن هذه هي طريقة فلان، أو هذه هي بصمة فلان.

وهو لن يخضع لمحاسبة على ما قام به وما لم ينجزه، ولو قال فيه الناس ما يقولون، مدحاً أو ذمّاً لا فرق. فكل ذلك لن يوفّر له حصانة تبقيه في موقعه، كما لن يكون ممكناً إبعاده الآن عن منصبه.

ذلك، أن نواف سلام، هو ابن اللحظة الراهنة. وهو منذ ولادته مرشحاً ومكلّفاً ومؤلّفاً للحكومة، يحظى بغطاء مشهد جديد على لبنان:
غرب تقوده أميركا، يملك فرصة اختيار أركان السلطة في لبنان، ومن بينهم رئيس الحكومة، ومن دون الحاجة إلى مشاركة أحد. وعرب تقودهم السعودية، وقد ارتاحت من الشريك السوري، ولا ترى في لبنان حالة مستقلة تستوجب احترام حساباته الداخلية.

ووفق معايير الوصاية الأميركية – السعودية، فإن رئيس الحكومة، هو عضو في فرقة يقودها رئيس الجمهورية، ومهمّتها إدارة ما يشبه الـ«دولة»، بانتظار أن تتشكل سوريا من جديد، حتى يتم تكليفها بأمر الإشراف المباشر نيابة عنهم. وغير ذلك، ليس بين جميع اللاعبين المحليّين أي دور في الاختيار، وإن كان لهم دور في التسهيل أو التعطيل. وفي لحظتنا الراهنة، لا تملك القوى اللبنانية، ومن دون استثناء، القدرة على قلب الطاولة.

اليوم، بات بالإمكان تصوّر كيف يعمل نواف سلام، الموظف برتبة رئيس للحكومة. رجل يواظب على الحضور إلى مكتبه، وأمامه كمّية كبيرة من الملفّات، موزّعة أفقيّاً، وعامودياً أيضا. وكل يوم يزيد حجم الملفات واحداً بعد واحد. لكن أحداً لا يعرف مسبقاً، متى يحين موعد البحث في هذا المشروع أو ذاك.

الكل من حوله، ينتظر اتصال القصر، فيصار إلى سحب الملف المنوي إثارته، تعاد قراءته على عجل، وتسجّل الملاحظات على عجل، قبل الدخول إلى قاعة مجلس الوزراء.

وحظ نواف سلام العاثر، في أن الجمهور في لبنان منقسم، بين من يريد له أن يحافظ على مكانة السراي كما كانت مع رفيق الحريري، وبين من يريده أن يكرّر تجربة شفيق الوزان.

رئيس الحكومة لا يشعر بحاجتة إلى رضى القوى الداخلية، وجل همّه الآن، تجديد ثقة أطراف الوصاية به
إلى جانب عون

ولكي لا يطول النقاش، فنواف سلام، يعرف أن مشكلته اليوم، ليست مع سلاح حزب الله، بل مشكلته في مكان آخر، وهي محصورة أولاً وأخيراً، في أنه وافق راضياً مرضياً، على التخلّي عن صلاحياته كرئيس للحكومة، فلا دخل له في السّياسات الخارجية والدفاعية والأمنية، ودوره ملحق بالملفّات الإدارية كون قاعدة التحاصص لا تزال قائمة ولو بأسماء جديدة، فيما يبدو استعراضياً في معركة الإصلاح الاقتصادي، لأن الاستقواء بالأفكار الخارجية دون عقبات الدولة العميقة في لبنان.

بينما الصمت يطبِق على كل فريقه إزاء البدء بمساعدة الناس على العودة إلى منازلهم التي دمّرها العدوان، فيما ينتظر مثل الآخرين، الترياق حتى يزيد التغذية الكهربائية ساعة.

وفي هذه الحال، تظهر الصورة المثيرة للشفقة، عندما تصبح حكومة لبنان مشغولة بإنارة طريق المطار وتعزيز الأمن على جوانبه، بالتزامن مع تعزيز الشرطة السياحية فيما لا شرطة تنظّم المرور في العاصمة. أما الانفصام الذي يعيد صورة لبنان إلى أجزاء متباعدة فيما بينها، فهو يبقى محكوماً بأداء السلطات التنفيذية وعلى رأسها الحكومة.

وإذا ما أجري تمرين مع كبار المسؤولين على عيّنة من عشرة أيام خلال الأشهر الأربعة الماضية، لمعرفة الاهتمامات، سوف يتبيّن بوضوح، أن ملف المتضرّرين من الحرب الإسرائيلية ليس في رأس الأولويات، بل أكثر من ذلك، فإن الاهتمامات الفعلية لكبار المسؤولين، يجري ترتيبها وفق قواعد مختلفة: ما الذي يدغدغ سلطات الوصاية حتى تبقى راضية؟

وما الذي يظهر نتائج ولو صورية من أجل القول بأنّنا حقّقنا انجازاً ما؟ وأمام العجز القائم، تصبح السلطات في لبنان أكثر ميلا لتقليد ما تقوم به السلطات الجديدة في سوريا. إذ تسعى هذه أيضا إلى كسب ودّ نفس أطراف الوصاية الخارجية، وتحديداً الجانبين الأميركي والسعودي، لكن تملك مؤهّلات أكبر من لبنان، نظراً لموقع سوريا وقدراتها وتماسها مع مواقع الصراع في المنطقة.

لكن أحمد الشرع، الذي لا يملك حتى اللحظة إلا قدرة على تعديل الوقائع القاسية التي تواجه السوريين، أمنياً ومعيشياً وسياسياً، تراه يميل إلى لعبة إشغال الجمهور بالتصوّرات الافتراضية لما يمكن أن تكون عليه سوريا لاحقاً.

وفي هذه النقطة، يمكن تفسير، الاهتمام الجنوني للشرع وفريقه، بعالم التواصل الاجتماعي، وحيث الغزو الهائل الذي يجعل السوريين يتخيلون أن البلاد تمّ إعمارها وأن الخلاف الآن هو فقط، حول من يتولّى المناصب التي تديرها… هل بينكم من يذكر الصراع الذي شهدته بيروت نهاية القرن الماضي حول مشروع رفيق الحريري لإقامة قصر للمؤتمرات في العاصمة؟ وكيف انتقل النقاش إلى قتال بين جبهتين، واحدة ترفضه لعدم جدواه، وأخرى تدافع عن المشروع، لكنّها نجحت في جعله ليس متخيّلاً، بل قائماً، حتى إن بعض الذين دافعوا عن المشروع، اعتبروا يومها المعارضين، بأنهم يريدون تدمير قصر المؤتمرات. وهذا هو الحال الآن في سوريا، ويبدو أن في السلطة اللبنانية من يعيش حالة النشوة الافتراضية، على قاعدة، أن السماء ستمطر قريباً، ليس الدولارات فقط، بل حاجات الناس من الاستقرار والتنمية والديموقراطية.

صحيح، أن نواف سلام ليس مثل أحمد الشرع. لا فكرياً ولا سياسياً ولا على مستوى المهارات. كما أن نواف سلام يواجه معضلة في علاقته بالجمهور. ولم ينجح حتى الآن في التحوّل إلى مركز جذب لوسائل الإعلام أو حتى للجمهور. لكن الأهم من كل ذلك، أن نواف سلام، لا يبدو أنه يشرك الآخرين، بما في ذلك المقربين، في النقاش حول الأولويات، ويمنع عن الجميع من حوله، القيام بأدوار من شأنها التعويض عن نقص فادح في علاقة الحكومة بالناس. وفي الأيام الأخيرة، ظهر أن سلام، لا يجد سبيلاً إلى الحضور بقوة، إلا عبر ملامسة المواضيع الأكثر حساسية، وهو وإن كان يعرف أن معركة الإصلاحات الاقتصادية والمالية والقانونية، تشكّل أساسَ اي تغيير في البلاد، إلا أنه، يتصرف كمن استسلم للوقائع من حوله، ووجد ضالّته، في الهروب إلى البروباغندا الخاصة بسلاح المقاومة.

الحقيقة، أن نواف سلام، لا يمكنه الآن، معالجة «الضائقة الشعبية» التي رافقت وصوله إلى السراي ولا تزال تلازمه. ربما هو لا يهتم كثيراً لهذا الأمر، لكنّ الزّعامة التي تقدر على الاستمرار تحتاج ليس فقط إلى دعم الخارج، بل تحتاج إلى قوّة فعلية في الداخل، وهو أمر غير متوفّر، ويوماً بعد يوم، يتكاثر خصوم الرجل، ليس فقط عند الطامحين إلى استلام موقعه، بل عند غالبية ساحقة من القوى والجماعات الناشطة في الوسط السّني. فكيف تكون صورته، وهو الذي ليس محل ترحيب من ثنائي أمل وحزب الله، ومن يقف إلى جانبه من الشيعة ليسوا إلا «ثلة السفارات»، فيما هو يعلن حرباً علنية ضد التيار الوطني الحر، ويصلّي ليل نهار ألّا يكون مضطراً لعلاقة مع «القوات اللبنانية»، وفي هذه النقطة، يتعامل سلام وسمير جعجع سوية على أنهما لا يطيقان بعضهما البعض، لكنّهما ملزمان بهذه العلاقة، وإذا كان سلام يتّكل على دعم صديقه وليد جنبلاط، فإن الأخير، ليس بقادر على دعمه بالمدد الكافي. وعندها، يمكن معرفة الدائرة التي يرقص فيها الرجل، وهي نفسها الدائرة التي لا يزال النظام اللبناني يتحكّم فيها. وما ورد أعلاه، هو تفسير لما هو عليه الرجل، وليس تبريراً لما يقوم به الآخرون ضده. كما أنه يصعب تبرير طريقة عمل سلام نفسه، وهي طريقة عمل، ستقوده حتماً إلى فشل ذريع!

مرّة جديدة، وليس في الكلام تحريض لأحد على أحد. لكن مشكلة نواف سلام الأصلية، واضحة في أنه يؤدّي دور رئيس حكومة لبنان ما قبل العام 1992. وإذا لم يكن حوله من يصدقه القول، فإن وقائع الإدارة اليومية للدولة، داخلياً وخارجياً، تكفي لتقول له، بأن استعادة الدّور والتأثير والهيبة، لا يمكن تحصيلها من عند الجيران. اذهبْ وعالجْ مشكلتك داخل النظام أولاً، ومع الشركاء الذين أُجبروا على التعامل معك كرئيس للحكومة، لكنهم يظهرون يومياً، أن لا شيء يلزمهم العمل معك على أساس أنك رئيس فعلي للحكومة!

لا استشفاء للنازحين السوريين في عام 2026: وزير الصحة لـ«UNHCR»: «ما بتِقطَع»!

أبلغت «مفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» (UNHCR) وزارة الصحة، أول أمس، بأنها ستوقف التغطية الاستشفائية للنازحين السوريين المقيمين على الأراضي اللبنانية، والدعم المُقدّم لمختلف مراكز الرعاية الصحية الأولية، ابتداءً من تشرين الثاني المقبل.

القرار لم يكن مفاجئاً للوزارة، وإن كان صادماً في التوقيت، إذ إن المفوّضية بدأت منذ فترة بالتمهيد لهذا القرار عبر ترشيد التقديمات، ولا سيما تلك المتعلقة ببرنامج الصحة، الذي بلغ التقشّف فيه حدّ حصر التغطية الاستشفائية بحالات الرعاية الطارئة الحادّة والمُنقذة للحياة، وإخراج كل ما بات يُشكّل عبئاً على الموازنة من الأمراض المزمنة وما دونها.

وكانت سياسة الغربلة قد بدأت فعلياً في عام 2023، مع توالي القرارات التي تسحب بساط التغطية من تحت النازحين، لينخفض عدد المستفيدين من 60353 مريضاً إلى 44796 في عام 2024… إلى صفر إحالة مع بداية العام الجديد. وتُبرّر المفوّضية هذا القرار باستحالة تأمين التمويل اللازم بعد الانخفاض الكبير والسريع وغير المتوقّع لتمويل المنظمة، الذي لم يتجاوز حتى نيسان الماضي 20%، فيما لا يبدو المسار مُطمئناً للعام المقبل.

انخفض عدد المُستفيدين من 60353 مريضاً في عام 2023 إلى 44796 في عام 2024 إلى صفر إحالة مع بداية العام الجديد

بهذا القرار إذاً، تفكّ المفوّضية ارتباطها بالنازحين السوريين، مُورِّثةً أعباءهم للدولة اللبنانية، مع انتفاء الخيارات، وصعوبة تأمين التمويل السنوي اللازم لتغطية نفقات الصحة، التي كانت تراوح بين 18 و20 مليون دولار أميركي سنوياً. وهو ما اعتبره وزير الصحة، ركان ناصر الدين، أمراً غير مقبول، مُحمّلاً وفدَ المُفوّضية رسالةً أنها «ما بتِقطَع».

وأكّد له أنه «من غير الممكن وضع الدولة اللبنانية تحت الأمر الواقع، خصوصاً في ظلّ موجة نزوح لا تتوقف، وإنما كان يجب أن يكون القرار تدريجياً».

وأعاد ناصر الدين طرح القضية في جلسة مجلس الوزراء أمس، رافعاً الصوت باعتبار أن هذا القرار الذي بدأ بالصحّة، سيُكمل نحو برامج أخرى في وزارات أخرى، وهو «ما سيُرتِّب تالياً أعباءً على كل الوزارات»، على ما يقول ناصر الدين. لذلك، ورغم صعوبة ابتلاع هذا القرار، يدعو ناصر الدين إلى النظر إليه من زاوية أخرى، واعتباره «فرصة أمام الدولة اللبنانية للدفع باتجاه حل القضية ككل».

وبانتظار أن تتبلور الحلول، يبقى أن لهذا القرار تداعيات مباشرة على القطاع الصحي اللبناني غير القادر أصلاً على تأمين التغطية للمواطنين اللبنانيين.

وبالتالي سيكون القطاع أمام كارثة حقيقية مع وجود أكثر من مليون نازح سوري. وفي كِلتا الحالتين، فثمة ضحيتان: لبنان والنازح السوري، وهو ما عبّر عنه رئيس لجنة الصحة النيابية، النائب بلال عبدالله، معترضاً على القرار في الشكل والتوقيت. ففي الشكل، يأخذ عبدالله على القرار أنه «يتعاطى مع قضية النازحين السوريين كقضية منفصلة»، فيما ملف النازحين هو ملف كامل «مرتبط عضوياً بعضه ببعض». ولذلك، من الأَولى، بحسب عبدالله، طرح هذا الملف كسلّة متكاملة «من خلال العمل على وضع جدول زمني لمعالجة الملف كاملاً، لا بالتقسيط ولا بالاجتزاء».

وعدا الثقل الذي سيتسبب به هذا القرار على كامل نظام الرعاية الصحي وتهديده بالسقوط مجدّداً، فإن أسوأ ما في هذا الأمر هو الضغط على لبنان من باب إخراج النازحين السوريين من أي رعاية دولية، ولو على صعيد الصحة. فهذا الأمر «غير مقبول من الناحية الإنسانية أولاً، ولما يمكن أن يتسبب به ثانياً من انتشار الأمراض والأوبئة في المحيط المُضيف»، فيما لا عدّة للمواجهة، إذ «لا تملك وزارة الصحة موارد كافية لتغطية الشعب اللبناني أساساً». وهذا ما يُعدّه عبدالله «مسألة خطيرة وتناقض كل المواثيق والأعراف الدولية لحقوق الإنسان».

اللواء:

جريدة اللواءجولة اعتداءات إسرائيلية ليلاً.. و«اليونيفيل» تطالب بعملية سياسية لتحقيق السلام

سلام يؤكد الإلتزام بتوسيع سيادة الدولة.. وتعيينات تراعي الآلية وأنصاف مؤقت للعسكريين

في تطور، هو الثاني من نوعه، بعد انتهاء الاستحقاق البلدي والاختياري، شنت دولة الاحتلال سلسلة من الغارات على مناطق عند الحدود وفي عمق شمال الليطاني وصولاً الى البقاع الغربي، مروراً بمسيَّرات فوق الضاحية ليلاً، بعد سقوط شهيدين في غارات ما قبل الظهر، احدهما يعمل في بلدية بلدته، وذهب لتوفير المياه للسكان، فاغتالته مسيَّرة، والآخر، ذهب لتفقد منزله فقتل على الطريق (في كفركلا).

وحسب مصادر متابعة، فإن الاستهدافات الاسرائيلية لم تأتِ من فراغ، بل هي تهدف الى خلق معطيات جديدة على الارض في اطار معركة تصفية الحساب مع حزب الله، بهدف انهاكه، ودفعه الى التراجع.
وقالت المصادر ان ما يجري يتزامن مع متغيرات موصوفة على الجبهة السورية، ومفاوضات قد تؤدي الى وقف الحرب او اقله هدنة في غزة، حسب الوسيط الاميركي، الذي يعمل باشراف مباشر من الرئيس دونالد ترامب مباشرة.

ولا تخفي المصادر قلقها من ان تكون الاعتداءات الجارية، تهدف الى الضغط على الدولة اللبنانية قبل شهر او اكثر من موعد التمديد لقوات حفظ السلام في الجنوب (اليونيفيل).

ولم تستبعد المصادر ان تكون هناك صلة بين مجيء الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت نهاية الاسبوع المقبل، وما يجري على الارض.

وحسب المعلومات، فإن عدة ملفات في حقيبة اورتاغوس، في مقدمها ملفا اللاجئين السوريين والفلسطينيين.

وتطرح أورتاغوس أيضاً مقترحات تتعلق بالإصلاحات، وترسيم الحدود، وحصرية سلاح «حزب الله» والمخيمات بيد الدولة، وملف إعادة الإعمار، فضلاً عن التحاق لبنان بسوريا باتفاقات السلام مع إسرائيل.

كما أفادت معلومات «الجديد»، إن «المقترحات الأميركية ستُقدََّم بسقف عالٍ، مع مهلة زمنية محددة للبنان لتنفيذ ما يتوافق عليه، تحت طائلة المسؤولية في المرحلة المقبلة».

في السياق نفسه، تواصل واشنطن رفضها لتجديد مهمة قوات «اليونيفيل»، وتتجه إلى استبدالها بقوة جديدة تعكس تركيبة لجنة مراقبة الهدنة.

تعيينات وفقاً للآلية

وسط ذلك، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان مجلس الوزراء مرَّر التعيينات التي يراها ضرورية وملحَّة ووصفت نقاشاتها بالتقنية وتمحورت المداولات بالشق الإداري المطوَّل، ومن هنا كانت استراحة الغداء بمشاركة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء في المقصف في القصر الجمهوري.

ولفتت الى ان ما من تحفظات سجلت انما كان التركيز على مسألة الشفافية في التعيينات، ولاحظت ارتياح رئيس الجمهورية للأصداء الخارجية بشأن عمل الحكومة وهو ما عكسه في مداخلته في مجلس الوزراء.

الى ذلك فُهم ان مجلس الوزراء سيدرج في كل جلسة ملف التعيين لاسيما اذا تم إنجازها وفق آلية التعيين.

تعيينات مجلس الوزراء

إذاً، استكمل مجلس الوزراء في جلسته امس بالقصر الجمهوري بعض التعيينات الادارية، وبحث مجلس الوزراء في جلسته في جدول اعمال من عشرين بندًا، خلال الجلسة، تم تعيين جورج معراوي مديرا عاما للمالية بعد أن كان قد أشار وزير المال ياسين جابر إلى أنّه «سيصار الى تثبيت مدير عام المالية جورج معراوي لأنه كان يتولى المنصب بالتكليف».
كما أقرّ المجلس البند المتعلق بالمنح المالية للعسكريين (١٤ مليونا) لمن هم في الخدمة، و(١٢ مليونا) للمتقاعدين، على أن يعمل به بدءًا من أول تموز.

واستكمل المجلس تعيينات مجلس الانماء والاعمار، وعيّن يوسف كرم وابراهيم شحرور نائبين لرئيس مجلس الانماء والاعمار وغسان خير الله أميناً عاماً (كان مورداً بالتراضي للمجلس) وحسام عيتاني جورجيو كلاس وفراس ابو دياب اعضاء غير متفرغين. وعيّن أحمد عويدات مديرًا عامًا لأوجيرو.

وأطلع الرئيس عون مجلس الوزراء على محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما أطلع الرئيس سلام المجلس على نتائج زيارته دولة الامارات العربية المتحدة.

الوزراء أخذوا استراحة وتوجهوا لتناول الغداء قبل استكمال الجلسة وقد رافقهم رئيس الجمهورية . وسبق الجلسة اجتماع بين الرئيسين عون وسلام بحث في المستجدات والاوضاع العامة.
وعلمت «اللواء» انه جرى نقاش في آلية التعيين التي تمت، لكن لم تجرِ اي اعتراضات جوهرية، لأنه تم هذه المرة اطلاع الوزراء مسبقاً على الاسماء والسير الذاتية لهم والمعايير التي تم التعيين على اساسها.

تراجع السجال

وسط ذلك، تراجع السجال الداخلي بين الرئيس نواف سلام وحزب الله حول اولويات «الاصلاح والسيادة» ومصير سلاح الحزب، وبعد التصعيد الذي جرى حول ملف السلاح، تحدثت مصادر متابعة عن السعي لدى طرفي السجال لتهدئة الخطاب السياسي ونبرة التعاطي مع ملف السلاح، لتمهيد الارضية لحوار هادئ وبناء، يمكن ان يُعوّل عليه اذا حصل اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة نواف سلام وبين كتلة الوفاء للمقاومة، والذي تأخر بسبب سفر الرئيس سلام والانشغالات الاخرى اليومية، لكن توقعات المصادر الحكومية بأنه سيحصل نتيجة المساعي المبذولة للتهدئة والتي دخل على خطها الرئيس جوزاف عون.

وحسب معلومات «اللواء»، فقد وصلت عن طريق «بعض المحبّين» ملاحظات الى المعنيين بالسجال، تشير الى خطورة التصعيد في المواقف، ونصائح بتهدئة الحملات والعودة الى الخطاب الهادىء ولو من باب تأكيد موقف كل طرف لكن بطريقة دبلوماسية ولبقة، بإنتظار تدخّل احد الرئيسين جوزف عون ونبيه بري او كلاهما لدى الطرفين لوقف السجال او التخفيف من حدته.

وفي سياق مساعي التهدئة، علمت «اللواء» ان الرئيس عون قد يكون اثار الموضوع مع الرئيس سلام في اجتماعهما الثنائي قبيل جلسة مجلس الوزراء امس، كما ان رئيس الجمهورية خاطب الوزراء موصياً بالتضامن والمعالجات الهادئة للأمور بالحوار والنقاش وتلافي خطاب الاستفزاز. في اشارة الى بعض المواقف الوزارية التي كانت حادة حول عدد من المواضيع العامة ومنها التعاطي مع موضوع سلاح الحزب.

وفي توقعات المصادر الرسمية ان الجو سيميل الى التهدئة لا سيما اذا حصل اللقاء بين الرئيس سلام ووفد حزب الله خلال اليومين المقبلين، لأن وضع البلد لا يحتمل مزيداً من التوترات والانقسامات والخلافات، وبخاصة انه على ابواب موسم صيف واعد، وعلى ابواب تطورات اقليمية ودولية مهمة وحساسة ستطال بتأثيراتها بلا شك لبنان.

يشار الى ان الرئيس سلام شدد «على أن الدولة يجب أن تحتكر السلاح في جميع الأراضي اللبنانية. وفي حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال»، كشف سلام أن الحكومة اللبنانية حققت ما يقارب 80% من أهدافها في نزع سلاح الميليشيات جنوب البلاد.

وأضاف رئيس الحكومة: «لا نريد وضع البلاد على مسار الحرب الأهلية ولكننا ملتزمون بتوسيع سلطة الدولة وتعزيزها». توازياً، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم: «فوجئنا بالتقدم المحرز للجيش اللبناني في نزع سلاح حزب الله» كما اضطر الأخير للتنازل عن السيطرة الأمنية بمطار بيروت».

بيدرسون في عين التينة

وحضرت الملفات الحدودية، في اجتماع الرئيس نبيه بري مع المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا غير بيدرسون، والذي شاركت فيه المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جيني بلاسخاريت، وتطرق الى اوضاع لبنان والمنطقة سياسيا وميدانيا.

كما التقى رئيس المجلس السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه غرو، وتطرق البحث الى التمديد لليونيفيل وعدم التزام اسرائيل بمندرجات قرار وقف النار.

تحذير «اليونيفيل»

في ظل هذه الاوضاع المضطربة، واحتفاءً باليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، أقامت» اليونيفيل «احتفالاً في مقرّها العام في الناقورة، حضره ممثلون عن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، الى جانب مسؤولين سياسيين وقادة دينيين محليين، وسفراء، ومسؤولين من الأمم المتحدة. وتحدّث في المناسبة رئيسة بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، فقال ان «الوضع على طول الخط الأزرق لا يزال متوتراً وغير متوقّع، مع انتهاكات متكرّرة والخوف من مخاطر أي خطأ قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه»، مضيفاً انه «من خلال آليات الارتباط والتنسيق الخاصة بنا، فإننا نوفّر قناة للحوار وتهدئة الأوضاع، ونساهم في بناء أسس لإمكانية إيجاد حلّ». وشدد رئيس بعثة اليونيفيل على «ضرورة وجود عملية سياسية»، مشيراً إلى أن «الطريق إلى السلام في جنوب لبنان هو طريق سياسي، وعلينا جميعاً العمل على تهيئة الظروف المناسبة لحلّ مستدام وطويل الأمد». كما أكد أن «إحدى الخطوات المهمة في الأشهر الأخيرة كانت نشر المزيد من جنود الجيش اللبناني في الجنوب، ويجب الحفاظ على وجودهم، بصفتهم الضامن الوحيد لسلطة الدولة وأمنها، ولهذا، لا بدّ للأفرقاء الدوليين من الاستمرار في تقديم المساعدات».

تصعيد الاحتلال

جنوباً، نفذت مسيَّرة اسرائيلية عدوانا جويا بعد ظهر امس حيث استهدفت موظفا في بلدية النبطية الفوقا بغارة اثناء قيامه بعمله في منطقة علي الطاهر. وفي التفاصيل انه واثناء توجه الموظف محمود عطوي في بلدية النبطية الفوقا الى البئر الموجودة في حرش علي الطاهر لتحويل المياه الى المنازل، تم استهدافه على دراجته النارية بصاروخ من مسيرة مما ادى الى استشهاده والشهيد عطوي، له شقيق اسمه مصطفى استشهد ايضا بالقرب من مكان الاستهداف اليوم في نهاية التسعينات في قصف معاد للمنطقة.

واستشهد العنصر في الدفاع المدني التابع لكشافة الرسالة الإسلامية خضر فقيه جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار عليه خلال تفقده منزله قبالة جدار كفرفيلا.

وأصابت قنبلة صوتية مواطنا جراء استهدافه بمسيّرة إسرائيلية في بيت ليف.
واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي الصالحاني بين رامية وبيت ليف، سبقه إلقاء محلقة لقنبلة صوتية في أجواء رامية. تلاه قصف في اتجاه بلدتي عين عرب والوزاني.
ومع بداية المساء القت طائرة للإحتلال 3 قذائف استهدفت وادي مظلم عند أطراف بيت ليف.
واعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان انه بتاريخ 29 /5 /2025، عملت وحدة من الجيش بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل على إزالة عدد من السواتر الترابية وإعادة فتح طرقات في خراج بلدة العديسة – مرجعيون، كان العدو الإسرائيلي قد أغلقها بواسطة السواتر. وأثناء عمل الوحدة، حاول عناصر من قوات العدو ترافقهم دبابة منع الجيش من متابعة العمل، من دون أن يتمكنوا من ذلك.
وليلاً، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات مستهدفا منطقة وادي برغز، كما شن غارات وهمية فوق مدينة النبطية، كما نفذ غارات على البقاع الغربي وبركة الجبور.
ونفذ الطيران الحربي غارة على منطقة بين سجد والريحان.
كما اغار الطيران الحربي على اطراف بلدة البيسارية، وشنت مسيّرة غارة على منطقة الصالحاني في اطراف رامية.

البناء:

صحيفة البناءويتكوف ينقلب على ورقته التي قبلتها حماس بعدما سمح لدريمر بإدخال التعديلات

الخارجيّة الأميركيّة تتحدّث عن تخلّي إيران عن التخصيب… وخارجية إيران تنفي

عون إلى العراق الأحد: الانتهاكات الإسرائيليّة مستمرّة وانتخابات الجنوب تحدٍّ لها

كتب المحرّر السياسيّ

بينما كان ملايين المستوطنين يهرعون مذعورين إلى الملاجئ هرباً من صاروخ يمنيّ جديد استهدف مطار بن غوريون، بعدما بات روتيناً يومياً متوقعاً في منتصف الليل أو ساعات الفجر أو وسط النهار، كانت المقاومة في غزة تصعّد عملياتها وتوسّع نطاقها من الشمال والجنوب والوسط فتسقط ضباط وجنود الاحتلال قتلى وجرحى وتدمر آليّاته، وكان المبعوث الأميركيّ ستيف ويتكوف ينقلب على الورقة التي قدّمها لحركة حماس ونال موافقتها عليها، فيمنح لوزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة بنيامين نتنياهو صلاحيّة تعديلها وفقاً لمطالب نتنياهو، ويعلن أنه أرسلها لحماس بعد الحصول على موافقة نتنياهو في انحياز مكشوف خارج مفهوم دور الوسيط، وكانت حماس تأخذ الانقلاب بروية وتعلن أنها تدرس الورقة بمسؤولية وطنية، والتعديلات الجديدة تلغي استمرار وقف النار مع نهاية مهلة الستين يوماً للهدنة المفترضة في الورقة إذا لم يصل التفاوض إلى اتفاق على إنهاء الحرب، فيصبح هدف الورقة هدنة مؤقتة لا ضمانات بعدم العودة إلى الحرب بعدها، بل ربما في أولها بعدما تمّ استبدال صيغة الإفراج عن عشرة أسرى مناصفة في أول يوم وآخر يوم من الهدنة، بصيغة تصبح عملية الإفراج في اليومين الأول والسابع ما يعني احتمال العودة للحرب في اليوم الثامن.

في مفاوضات الملف النووي الإيراني روّجت وزارة الخارجية الأميركية لرواية تقول إن الاتفاق مع إيران بات قريباً، وفقا لرؤية الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك امتناع إيران عن تخصيب اليورانيوم، وقد نفت الخارجية الإيرانية أي تبدل في مواقف إيران المتمسكة بحقها في تخصيب اليورانيوم وقال وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إنه لا يجد ما يتيح التحدث عن الاقتراب من التوصل إلى اتفاق.

لبنانياً، يغادر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى بغداد الأحد، في زيارة مبرمجة مسبقاً للتشاور في الكثير من العناوين السياسية والاقتصادية والتعاون الثنائي، وشكر العراق على مساهماته لمساعدة لبنان قبل الحرب وخلالها، خصوصاً في تأمين شحنات الفيول لكهرباء لبنان أو في استضافة آلاف النازحين اللبنانيين وتأمين إيوائهم والعناية بهم، وكان الرئيس عون قد تحدّث في مجلس الوزراء عن الكثير من القضايا ومنها قال «في موضوع الانتهاكات الإسرائيلية، إنّها للأسف ما زالت قائمة إن كانت للأرض أو للأجواء اللبنانية من خلال الغارات المتكرّرة، إلا أن هذا الأمر لم يمنع أبناء الجنوب من الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية، رغم المخاطر الموجودة».

وفيما تصل المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان أواخر الأسبوع المقبل، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، فشنّ سلسلة غارات على الجنوب والبقاع في تصعيد جديد يهدف وفق مصادر متابعة لزيارة أورتاغوس بالضغط العسكري التفاوضي لحث الدولة على اتخاذ قرار ضد المقاومة لنزع سلاحها بالتوازي مع حملة سياسية داخلية موجهة ضد المقاومة.

في التفاصيل استُشهد مواطنان وأُصيب ثالث بالاعتداءات الصهيونية على بلدات في جنوب لبنان، حيث أغار طيران الاحتلال الحربي والمُسيَّر على بلدات جنوبية عدّة، في حين قصف جيش الاحتلال بقذائف المدفعية بلدات أخرى. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة، في بيان، عن «ارتقاء شهيد جراء إطلاق نار من العدو «الإسرائيلي» على بلدة كفركلا الحدودية في الجنوب»، مشيرًا في بيان آخر، إلى «إلقاء العدو «الإسرائيلي» قنبلة صوتيّة على بلدة بيت ليف قضاء بنت جبيل، أدّت إلى إصابة مواطن بجروح».

وارتقى شهيد ثانٍ هو الموظّف في بلدية النبطية الفوقا، محمود عطوي، بغارة نفّذتها مُسيَّرة صهيونية استهدفته أثناء قيامه بعمله في منطقة علي الطاهر.

وكان عطوي قد توجَّه إلى البئر الموجودة في حرج علي الطاهر لتحويل المياه إلى المنازل، عندما استهدفته المُسيَّرة الصهيونية بصاروخ وهو على دراجته النارية، فاستُشهد إثر ذلك.

في سياق متصل، شنّت الطائرات الحربية للاحتلال 6 غارات استهدفت أطراف بلدة القطراني. كما شّنت الطائرات عددًا من الغارات استهدفت وادي برغز في قضاء حاصبيا، وأغارت على أطراف بلدة كفرفيلا وعلى بلدة البيسيرية. واستهدف الطيران الصهيوني المُسيَّر منطقة الصالحاني في أطراف بلدة رامية.

وأطلق جيش الاحتلال ثلاثَ قذائف مدفعية مستهدِفًا بها منطقة وادي مظلم عند أطراف بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل، كما أطلق 4 قذائف استهدفت منطقة الصالحاني عند أطراف بلدة راميا. كذلك، استهدف قصف جيش الاحتلال بلدتَي عين عرب والوزاني.

من جهته، أصدر الجيش اللبناني بيانًا قال فيه، إنّ وحدة منه «عملت، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان «اليونيفيل»، على إزالة عدد من السواتر الترابية وإعادة فتح طرق في خراج بلدة العديسة في مرجعيون، كان العدو «الإسرائيلي» قد أغلقها بواسطة السواتر». وأشار بيان الجيش إلى أنّه «في أثناء عمل الوحدة، حاولت عناصر من قوات العدو، تُرافقها دبابة، منع الجيش من متابعة العمل، دون أنْ تتمكّن من ذلك».

وفي ظل صمت رسميّ حيال العدوان الإسرائيلي الجديد وعجز عن ردعه وحماية الجنوب ولبنان، نفذ عدد من أهالي بلدة كفركلا وقفة احتجاجية أمام مفرق دير ميماس – كفركلا، استنكارًا لاستمرار إسرائيل بإطلاق النار على كل مَن يتنقل داخل البلدة. وطالب المحتجون «الدولة ممثلة برئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بالتدخل ومعالجة المشكلة حتى يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم وأرزاقهم». وهدّدوا بـ»اتخاذ خطوات تصعيدية وصولاً الى إقفال طريق مرجعيون النبطية بالاتجاهين إذا لم تتخذ إجراءات لحمايتهم». وعقد المحتجون لقاء مع قائد اللواء السابع في الجيش العميد طوني فارس للبحث في الخطوات الآيلة إلى إزالة المخاطر التي تهدد حياة أبناء كفركلا.

وتخوّف خبراء في الشأن السياسي والعسكري من نيات «إسرائيل» العدوانية تجاه لبنان وتوسيع أعمالها الحربية ضد لبنان لأسباب عدة: الأول إعادة شد العصب في داخل الكيان الإسرائيلي في ظل التفكك والانقسام الحكومي وفي الرأي العام حول الحكومة وعملها وجدوى استمرار الحروب، والثاني الضغط الأقصى على الدولة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، والثالث التأثير على مسار المفاوضات الأميركية – الإيرانية.

واستبعد الخبراء عبر «البناء» قيام «إسرائيل» باجتياح بري كبير إلى حدود الليطاني أو الأولي، لأنها لا تضمن النتائج والكلفة البشرية والمادية على جيشها المنهك في الحرب خلال عام ونصف العام على جبهات عدة، وخاصة أن «إسرائيل» جربت الاجتياح في الحرب الأخيرة ولم تستطع تجاوز مدينة الخيام فكيف الى الأولي؟ علماً أن الجيش اللبناني موجود في جنوب الليطاني وبطبيعة الحال سيتصدّى لأي تقدم بري إسرائيلي وسيكون حينها تدخل المقاومة مشروعاً ومشرعاً لمساندة الجيش، إضافة الى عدم حاجة إسرائيل للعمل البرّي في ظل وجود وسائل تكنولوجية متطورة جوية تقوم بالمهمة من دون الحاجة الى الخيار البرّي، كما أن الأميركيّين ليسوا بوارد تغطية اجتياح بري للبنان وهم الذين ضغطوا على حكومة نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، لكن الخبراء يتوقعون توسيعاً للعمليات الجوية الإسرائيلية وتنفيذ عمليات اغتيال وتقدّم محدود في الجنوب للضغط على الدولة لحل مسألة سلاح حزب الله.

وأفادت معلومات قناة «الجديد»، بأن «نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس سوف تصل إلى بيروت في نهاية الأسبوع المقبل، حاملةً سلة مقترحات شاملة لحل عدد من الملفات الشائكة، في مقدّمها ملفا النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين». وقالت إن أورتاغوس ستطرح «مقترحات تتعلق بالإصلاحات، وترسيم الحدود، وحصرية سلاح حزب الله والمخيمات بيد الدولة، وملف إعادة الإعمار، فضلاً عن التحاق لبنان بسورية باتفاقات السلام مع «إسرائيل»». كما أفادت المعلومات بأن «المقترحات الأميركيّة ستُقدَّم بسقف عالٍ، مع مهلة زمنية محددة للبنان لتنفيذ ما يتوافق عليه، تحت طائلة المسؤولية في المرحلة المقبلة».

في المقابل ربطت أوساط في فريق المقاومة بين التصعيد الإسرائيلي وتصعيد بعض المسؤولين اللبنانيين ضد حزب الله وبين الزيارة المرتقبة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الى لبنان، وأوضحت لـ»البناء» أن لا مانع من الحوار مع رئيس الجمهورية حول استراتيجية الأمن الوطني وكيفية حماية لبنان، لكن الحديث عن نزع السلاح من دون رؤية ومسار وضمانات وبدائل لحماية الجنوب ولبنان وردع العدوان وتحرير الأرض، فهذا ضرب من الجنون لا يلجأ إليه إلا الضعفاء والمتآمرين والخائفين على مناصبهم ومصالحهم، لكن المقاومة كما كانت منذ السبعينيات والثمانينيات لن تسلّم ولن تستسلم بل ستبقى اليد على الزناد لمواجهة أي عدوان أو اجتياح بري.

وشدّد رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، على أن «الوضع على طول الخط الأزرق لا يزال متوتراً وغير متوقّع، مع انتهاكات متكرّرة والخوف من مخاطر أي خطأ قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه»، مضيفاً أنه «من خلال آليات الارتباط والتنسيق الخاصة بنا، فإننا نوفّر قناة للحوار وتهدئة الأوضاع، ونساهم في بناء أسس لإمكانية إيجاد حلّ». وشدّد رئيس بعثة اليونيفيل على «ضرورة وجود عملية سياسية»، مشيراً إلى أن «الطريق إلى السلام في جنوب لبنان هو طريق سياسي، وعلينا جميعاً العمل على تهيئة الظروف المناسبة لحلّ مستدام وطويل الأمد». كما أكد أن «إحدى الخطوات المهمة في الأشهر الأخيرة كانت نشر المزيد من جنود الجيش اللبناني في الجنوب، ويجب الحفاظ على وجودهم، بصفتهم الضامن الوحيد لسلطة الدولة وأمنها، ولهذا، لا بدّ للأفرقاء الدوليين من الاستمرار في تقديم المساعدات».

وكان رئيس الحكومة نواف سلام شدد على أن الدولة يجب أن تحتكر السلاح في جميع الأراضي اللبنانية. وفي حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال»، كشف سلام أن الحكومة اللبنانية حققت ما يقارب 80% من أهدافها في نزع سلاح الميليشيات جنوب البلاد. وأضاف رئيس الحكومة: «لا نريد وضع البلاد على مسار الحرب الأهلية، ولكننا ملتزمون بتوسيع سلطة الدولة وتعزيزها». توازياً، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم: «فوجئنا بالتقدم المحرز للجيش اللبناني في نزع سلاح حزب الله» كما اضطر الأخير للتنازل عن السيطرة الأمنية في مطار بيروت.

وفيما ربطت جهات مطلعة لـ»البناء» بين تصعيد سلام وبين لقاء رئيس الجمهورية وفد كتلة الوفاء للمقاومة في بعبدا والإيجابية التي ظللت اللقاء والكلام الإيجابي المتفهم للواقع الصادر عن رئيس الجمهورية، الأمر الذي استفز رئيس الحكومة، علمت «البناء» أن اللقاء بين رئيس الجمهورية وكتلة الوفاء للمقاومة لن يكون الوحيد، بل ستتفعل الاتصالات واللقاءات على خط بعبدا – حارة حريك خلال الأيام المقبلة أكانت مباشرة أو عبر قنوات تواصل صديقة.

على صعيد آخر، أكد رئيس الجمهورية ان ليس هدفه ان ينظر الى الوراء بل الى الامام بغية استكمال الخطوات الاساسية على طريق إعادة بناء الدولة، مشددا على ضرورة أن يتحلى الجميع بالمسؤولية في نقل الصورة الحقيقية لما يتم إنجازه. وقال: «لم ننجز كثيراً قياساً لما هو مطلوب إلا أن ما تحقق حتى الساعة أساسي لوضع الأمور على المسار الصحيح».

وشدّد الرئيس عون على أن مصر لطالما وقفت الى جانب لبنان في عز أزماته السياسية والاقتصادية من دون أن تتعاطى في الشأن اللبناني الداخلي الا من باب المساعدة وليس من باب التآمر عليه. موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، وفد الجمعيّة المصرية – اللبنانية لرجال الأعمال.

وكان مجلس الوزراء عقد جلسة برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في قصر بعبدا، وأقر البند المتعلق بالمنح المالية للعسكريين (١٤ مليوناً) لمن هم في الخدمة، و(١٢ مليوناً) للمتقاعدين، على ان يعمل به بدءاً من أول تموز. كما تم تعيين جورج معرّاوي مديراً عاماً لوزارة المالية بالأصالة. وتم تعيين غسان خيرالله أميناً عاماً لمجلس الإنماء والإعمار ويوسف كرم وإبراهيم شحرور نائبين للرئيس، وحسام عيتاني، جورجيو كلاس وفراس أبو دياب (أعضاء غير متفرّغين) وزياد نصر مفوض الحكومة لدى المجلس كما عُيّن مجلس الوزراء أحمد عويدات مديراً عاماً لهيئة «أوجيرو».

المصدر: صحف

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق