حذرت دراسة بريطانية من أن المتاجر الأوروبية قد تشهد نقصًا متزايدًا في مواد غذائية رئيسية، نتيجة تصاعد آثار تغير المناخ وتدهور التنوع البيولوجي في الدول المصدّرة إلى الاتحاد الأوروبي، ما ينذر بأزمة تموينية تلوح في الأفق.
وشملت الدراسة، التي أعدتها شركة الاستشارات البريطانية “فورسايت ترانزيشنز”، السلع الغذائية الأساسية التي تستوردها أوروبا بكثافة، وهي: الكاكاو، والذرة، والأرز، والقمح، وحبوب القهوة، وفول الصويا.
وكشفت الدراسة أن أكثر من نصف هذه الواردات تأتي من دول تعاني من هشاشة مناخية شديدة، ولا تمتلك الإمكانات الكافية للتكيف مع الصدمات البيئية.
من جانبها، أكدت كاميلا هايسلوب، في الدراسة، أن هذه التهديدات لم تعد افتراضية، بل أصبحت واقعًا ملموسًا ينعكس سلبًا على الأعمال والوظائف وتوافر الغذاء وأسعاره بالنسبة للمستهلكين، مضيفة: “الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.”
ويُعد الاتحاد الأوروبي أكبر مستهلك ومنتج ومُصدِّر للشوكولاتة في العالم، إلا أن معظم وارداته من الكاكاو تأتي من خمس دول، هي: كوت ديفوار، وغانا، والكاميرون، ونيجيريا، والإكوادور، وجميعها تواجه ضغوطًا بيئية متصاعدة.
وأضافت هايسلوب: “تتفاقم آثار تغير المناخ بفعل تدهور التنوع البيولوجي، ما يجعل النظم البيئية والمزارع أقل قدرة على مقاومة الصدمات. فالمزارع التي تفتقر إلى التنوع البيولوجي تصبح أكثر عرضة للأمراض، التي غالبًا ما تنتج عن هذا التدهور البيئي.”
وأشارت إلى أن هذه الضغوط المزدوجة ساهمت في رفع القيمة الإجمالية لواردات الغذاء الأوروبية بنسبة 41% خلال العام الماضي.
وتُبرز الدراسة تعرّض باكستان – وهي من كبار مُصدّري الأرز إلى أوروبا – لخسارة نحو 80% من محصولها في عام 2022، نتيجة فيضانات مدمرة، في حين شهدت كل من فرنسا والمملكة المتحدة في عام 2023 تراجعًا في محاصيل القمح بسبب الأمطار الغزيرة. كما تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا الشرقية في أضرار جسيمة بمحاصيل الذرة.
ورغم هذه الانتكاسات المناخية، لا يزال اعتماد أوروبا على الغذاء المستورد في ازدياد، إذ ضاعفت وارداتها من الذرة خلال العقد الماضي.
وتأتي هذه الدراسة في سياق تحذيرات دولية متزايدة من تأثيرات تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي على الأمن الغذائي العالمي، لا سيما في أوروبا، التي تعتمد بشكل كبير على استيراد السلع الزراعية من دول تعاني من هشاشة مناخية متزايدة.
0 تعليق