طاجيكستان ومصر دولتان متحضرتان تتمتعان بتاريخ عريق وثقافة غنية. وفي هذا السياق، تتمتع العلاقات الودية بين شعبينا بتقاليد تاريخية غنية. منذ العصور القديمة، تقع أرض الطاجيك عند مفترق طرق "طريق الحرير"، وبدأ "الطريق اللازوردي" في الجبال الشاهقة في طاجيكستان. تثبت الأبحاث الأثرية أن اللازورد البدخشاني والأحجار الكريمة والزينة الأخرى تم نقلها من أراضي طاجيكستان الحالية إلى بلاد فارس وبابل ومصر واليونان القديمة. وتشير هذه الأقوال إلى أن العلاقات التجارية لأسلافنا لها تاريخ يعود إلى آلاف السنين. 

اليوم العلاقات بين جمهورية طاجيكستان وجمهورية مصر العربية في مستوى عالي. وتثبت الزيارات الرسمية والرسمية التي يقوم بها رئيس الدولة إلى الدول العربية هذه الحقيقة مرة أخرى. ومن الجدير بالذكر أن أساس وقاعدة هذه العلاقات مرتبطة أيضًا بالقواسم المشتركة التاريخية والثقافية والدينية بيننا. 

الموضوع الذي قررنا البحث والدراسة فيه هو تغطية العلاقات بين طاجيكستان ومصر في صحيفة "جمهورية". ومن الجدير بالذكر أنها من أوائل الصحف الطاجيكية التي ساهمت بشكل كبير في تغطية الأحداث في طاجيكستان والعالم منذ القرن العشرين. وهذا يعني أن 100 عام من تاريخ طاجيكستان مسجلة فيها. علاوة على ذلك، تنشر صفحات صحيفة "جمهورية" العديد من الأخبار والتقارير حول اللقاءات والعلاقات رفيعة المستوى بين طاجيكستان ودول العالم. وبناء على ذلك، قمنا بدراسة الجوانب التي تنظر بها الصحيفة الرسمية لجمهورية طاجيكستان - صحيفة "جمهورية" - إلى العلاقات بين طاجيكستان ومصر. 

جدير بالذكر أن مصر اعترفت رسمياً باستقلال جمهورية طاجيكستان في الأول من يناير عام 1992، وتم استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في الأول من أبريل عام 1993. 

انعقد أول لقاء رفيع المستوى بين رئيسي الدولتين - رئيس جمهورية طاجيكستان، فخامة إمام علي رحمان، ورئيس جمهورية مصر العربية، فخامة حسني مبارك، في ديسمبر/كانون الأول 1994 على هامش القمة السابعة لرؤساء دول منظمة المؤتمر الإسلامي في مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية.

وقد أعطت الزيارات الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية طاجيكستان، فخامة إمام علي رحمان، إلى مصر في فبراير 2007، وفي الفترة من 9 إلى 11 مارس 2022، وزيارة العمل للمشاركة في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) في الفترة من 7 إلى 8 نوفمبر 2022، زخماً لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. 

وبالإضافة إلى ذلك، في عام 2017، عقد اجتماعان مثمران بين رئيس جمهورية طاجيكستان، فخامة إمام علي رحمان، ورئيس جمهورية مصر العربية، فخامة عبد الفتاح السيسي: الأول في 20 مايو/أيار في الرياض، المملكة العربية السعودية، على هامش قمة رؤساء الدول العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة، والثاني في 5 سبتمبر/أيلول في شيامن، جمهورية الصين الشعبية، على هامش حوار الدول النامية ودول مجموعة البريكس. 

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الجيدة بين البلدين تحظى بتغطية واسعة في وسائل الإعلام في طاجيكستان ومصر. وعلى وجه الخصوص نشرت صحيفة "جمهورية" أكثر من 30 خبراً وتقريراً عن العلاقات بين طاجيكستان ومصر (في إطار زيارتين رسميتين). وتغطي المواد المنشورة مواضيع سياسية واقتصادية وعلمية وثقافية ذات أهمية. 

وإذا قرأنا المقالة التي نشرتها صحيفة "جمهورية" في هذه الأيام مع صحيفة "الأهرام" المصرية الرسمية، يتضح أن الجانب المصري أيضاً مهتم ببلدنا ويرغب في تعزيز العلاقات. وعلى وجه الخصوص، نشر موقع صحيفة الأهرام 30 خبراً وتقريراً حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى مصر في 10 مارس 2022 وحده. 

كما نشر هذا الموقع، في إطار زيارة رئيس الدولة إمام علي رحمان إلى جمهورية مصر العربية، خبراً عن كلمة رئيس طاجيكستان، ومذكرات التفاهم، ولقاء وزير الري المصري مع السفير الطاجيكي في مصر بشأن مشاركة مصر في مؤتمر دوشنبه للمياه. وهذا يدل على أن العلاقات بين البلدين تتوسع أكثر من أي وقت مضى. 

نشرت صحيفة "الجمهورية" العديد من الأخبار والتقارير حول الزيارة الرسمية لزعيم الأمة إلى جمهورية مصر العربية، والتي صادفت يوم 9 مارس 2022، تحت عنوان "زعيم الأمة في جمهورية مصر العربية". وقد تم نشر كل لقاء لرئيس الدولة مع ممثلين رفيعي المستوى من مصر تحت عنوان فرعي محدد، مثل "اللقاء مع رئيس وزراء جمهورية مصر العربية مصطفى مدبولي"، "الاجتماعات والمفاوضات رفيعة المستوى بين طاجيكستان ومصر". 

صحيفة "جمهورية" بنشر تقاريرها عن استقبال رئيس طاجيكستان من قبل كبار ممثلي مصر ووضع رئيس الدولة المحترم إمام علي رحمان إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول وضريح الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات في القاهرة، كعلامة على احترام تاريخ وثقافة وحضارة وأبناء هذا البلد المشاهير، تؤكد أن العلاقات بين البلدين تقوم على الاحترام المتبادل. 

ويذكر التقرير الذي  تم نشره في 8 فبراير/شباط 2007 بفخر ما يلي: 

وفي ختام اللقاء، قدم فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب بجمهورية مصر العربية، في جو مهيب، ميدالية الدولة المصرية الذهبية لرئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان، تقديراً لمساهمته البارزة في تنفيذ وتعزيز ثقافة السلام، ودوره البارز في حل المشكلات السياسية ذات الأهمية الإقليمية والدولية. 

ومن الجدير بالذكر أن صحيفة "جمهورية" استخدمت أيضًا أنواعًا أخرى من الأنواع الصحفية، بالإضافة إلى تغطيتها للعلاقات بين طاجيكستان ومصر في شكل أنواع إخبارية. إلا أن الأخبار تحظى بمكانة خاصة في تغطية العلاقات بين البلدين في صحيفة "جمهورية". 

ومن خلال بحثنا المحدود، يمكننا أن نستنتج أن الجريدة الرسمية لجمهورية طاجيكستان - صحيفة "جمهورية" - تلعب دورا هاما في تغطية العلاقات بين طاجيكستان ومصر. ويتجلى هذا الدور في قيام الصحيفة بالترويج للسياسة الخارجية الناجحة لبلدنا بقيادة رئيس البلاد، السيد إمام علي رحمان، من خلال إعداد ونشر التقارير عن الاجتماعات رفيعة المستوى. والأهم من ذلك أنه لم ينشر أية مادة انتقادية عن بلدنا الصديق مصر. تسعى "جمهورية" بشكل مستمر إلى تعزيز صداقة طاجيكستان مع دول العالم، بما في ذلك  مع مصر. 

ومن الجدير بالذكر أن صحيفة "جمهورية"، إلى جانب عكس العلاقات وتسليط الضوء على موقف طاجيكستان، تقدر أيضًا مساهمة رئيس الدولة في حل المشكلات العالمية.