هل يرسم مصير الرهائن ملامح نهاية حرب غزة؟

sky news arabia 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يرسم مصير الرهائن ملامح نهاية حرب غزة؟, اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025 05:16 صباحاً

وبينما يبشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرب الإفراج عن الرهائن، تلوح من واشنطن أنباء عن إعلان وشيك للرئيس دونالد ترامب بشأن وقف لإطلاق النار، يتضمن صفقة متعددة الأبعاد. المشهد التفاوضي بدا وكأنه يسير على حافة السكين.

الرهائن.. كلمة السر في مشهد معقد

 يبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإطلاق تبشير مشوّش، حين أعرب عن أمله في إمكانية الإعلان عن شيء ما يتعلق بالرهائن الإسرائيليين في غزة.

بدا التصريح في لحظته الأولى كاختراق سياسي، إلا أن مكتب نتنياهو عاد سريعاً للتوضيح بأنه لا يقصد توقيتاً معيناً، بل يؤكد على "الجهود المستمرة".

هذا التضارب يعبّر بوضوح عن تردد الحكومة الإسرائيلية بين استثمار إعلان مرحلي يحقق مكاسب إعلامية، وبين الخشية من فشل مفاوضات غير ناضجة.

في المقابل، تقاطعت تصريحات نتنياهو مع معلومات نشرتها مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" بشأن نية ترامب الإعلان عن وقف لإطلاق النار خلال أيام، يشمل صفقة للإفراج عن الرهائن.

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قدم مقترحاً وافقت عليه حماس، بحسب مصادر فلسطينية، لرويترز وينص على هدنة 70 يوماً، إطلاق سراح رهائن إسرائيليين على دفعتين، انسحاب جزئي ومتدرج لإسرائيل من غزة، ومفاوضات غير مباشرة على هدنة دائمة.

لكنّ الرد الإسرائيلي، وفق وسائل إعلام عبرية، جاء سلبياً، حيث نفى ويتكوف أن تكون حماس وافقت فعلاً على المقترح، مؤكداً أن ما سُمع حتى الآن "مخيب للآمال وغير مقبول".

هذا التباين يعيدنا إلى المعضلة المركزية التي شدد عليها الخبير منصور معدي: إسرائيل لا تريد أن تُمنح حماس دوراً سياسياً، حتى وإن تحقق وقف لإطلاق النار.

الأزمة أميركية أكثر من كونها إسرائيلية؟

في مداخلة له عبر "سكاي نيوز عربية"، أضاء الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية منصور معدي على الزاوية التي غالباً ما تُغفل: "الأزمة الآن أميركية مع حماس، أكثر من كونها بين إسرائيل وحماس"، مذكّراً بأن ترامب يسعى لتصوير نفسه كصاحب المبادرة التي أنهت حرب غزة، بدفع من ضغوط عربية وخليجية.

يعتبر معدي أن إدارة ترامب ترى في نتنياهو عائقاً أمام مصالحها الشرق أوسطية، وتسعى إلى توليد ديناميكية جديدة تنهي الحرب وتعيد ترتيب الملفات الإقليمية، خصوصاً أن تأخر الحل يهدد مشاريع التطبيع وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية.

كلام معدي هنا يربط المعركة في غزة بالمسرح الدبلوماسي الأوسع، حيث لا تُفهم الحرب بمعزل عن أهداف استراتيجية تتجاوز الخرائط الفلسطينية.

حسابات تل أبيب.. من التصعيد إلى التحكم في توزيع المعونات

يرى معدي أن إسرائيل رغم الضغط الأميركي، ترى في التصعيد العسكري وسيلة أكثر نجاعة لإرغام حماس على القبول بإملاءاتها.

يوضح: "تمت تصفية نحو 30 قيادياً من حماس منذ تجدد القتال، وآخرهم محمد السنوار، ما أضعف قدراتها".

هذه التصفية المستهدفة -بحسب معدي- تسببت في إحداث فراغ داخل القيادة الميدانية للحركة، ما يمهد لتليين موقفها.

معدي لا يقرأ الوضع العسكري منفصلاً عن التفاوض، بل يؤكد أن نتنياهو يعتمد المسارين: الضغط العسكري والتفاوضي في آن.

ويشير إلى أن إسرائيل استكملت السيطرة على نحو 60 بالمئة من غزة، وتعمل على الوصول إلى 75 بالمئة، مع قرارات بتجنيد 450.000 جندي احتياطي، ما يعني استعداداً لحرب طويلة تمتد حتى نهاية أغسطس.

وفيما يتعلق بالمساعدات، يؤكد معدي أن إسرائيل لا تمانع في إدخال ألف شاحنة يومياً، لكنها تصر على الإشراف الكامل على التوزيع، لمنع استفادة حماس منها. وهنا يبرز تصاعد الأزمة الإنسانية كأداة ضغط مزدوجة: على حماس من جهة، وعلى المجتمع الدولي من جهة أخرى.

ضغوط ترامب.. بين عجلة الإنجاز وقيود الواقع

يشدد منصور معدي على أن ترامب لا يملك ترف الوقت. فالرئيس الأميركي، كما يصفه "يريد إنهاء هذه الحرب لأن مشاريع كثيرة أمامه".

يسعى ترامب لتسويق نفسه كبطل السلام الجديد في الشرق الأوسط، ويدرك أن استمرار الحرب سيُعقّد اتفاقات التطبيع ويُربك علاقات واشنطن مع الحلفاء العرب.

يرى معدي أن واشنطن قد تلجأ إلى فرض نوع من الإدارة المؤقتة لغزة بعد انسحاب حماس، مقترحاً فكرة "البروتكتورات" الأميركية - أي وصاية دولية بدعم عربي - كأحد السيناريوهات المطروحة.

وقد لمح ترامب بالفعل إلى تولّي واشنطن "إدارة اليوم التالي" في غزة، بما يشمل الإشراف على الأمن والمساعدات.

هذا التصور -وإن بدا طموحاً- يعكس نية أميركية في تغيير الواقع السياسي الفلسطيني من جذوره، بحيث لا تعود حماس لاعباً سياسياً، بل تُستبدل بهياكل مدنية تحت إشراف دولي.

معدي يرى أن إسرائيل توافق ضمنياً على هذا الطرح، لكنها لا تريد أن تمنح حماس اعترافاً سياسياً في أي صيغة تفاوضية مباشرة.

حماس.. معضلة البقاء أو الانسحاب

من جهة حماس، يلاحظ معدي أنها باتت تُدرك نفاد ذخيرتها وقدراتها العسكرية، مضيفا: "نرى بعض الصواريخ هنا وهناك، لكنها لم تعد تشكل مواجهة حقيقية كما في بداية الحرب"،

ويرى معدي أن الحركة باتت أكثر استعداداً للوصول إلى صفقة، خصوصاً بعد اغتيال محمد السنوار، لكنّ العقدة تبقى في المفهوم ذاته: ما بين وقف إطلاق نار محدود، وانسحاب كامل.

فحماس تطالب بضمانات أميركية تؤكد إنهاء الحرب في نهاية الهدنة، في حين أن إسرائيل ترفض التزاماً كهذا.

معدي يرى أن إسرائيل قد توافق على هدنة 60 يوماً، لكنها لن تقبل ربطها بانسحاب كامل أو إنهاء الحرب. 

بين مفهومَي وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب

يشدد معدي على أن الفارق بين وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب هو جوهر الخلاف. إسرائيل، بحسبه، "تريد وقفاً مؤقتاً، دون ضمانات، ودون إعطاء حماس أي دور مستقبلي".

أما الحركة، فتسعى لضمانات بانسحاب الجيش الإسرائيلي وتثبيت هدنة دائمة.

هذه الفجوة بين المفهومين تعكس ليس فقط خلافاً سياسياً، بل اختلافاً في الرؤية الإستراتيجية: إسرائيل تريد تصوير نهاية الحرب كـ"نصر حاسم"، يُخرج حماس من القطاع ويمنع تجدد قوتها، فيما تعتبر حماس أن أي صفقة لا تضمن بقاءها لاعباً سياسياً ستعني نهايتها.

المعادلة الأميركية الإسرائيلية.. توافق أم خلاف؟

يقول معدي إن هناك توافقاً واسعاً بين واشنطن وتل أبيب بشأن الخطوط العريضة: إخراج حماس، نزع السلاح، إدارة جديدة للقطاع.

لكنّ الخلاف يكمن في التوقيت والآليات. ترامب يريد حلاً سريعاً يُوظف سياسياً، بينما نتنياهو يريد حرباً طويلة تحقق إنجازاً ميدانياً يُغلق ملف حماس نهائياً.

ويضيف أن الخلاف قد يُعقّد التحركات الدبلوماسية المقبلة، خصوصاً أن الولايات المتحدة بدأت تعاني من ضغوطات عربية تدعو إلى وقف الحرب فوراً، مقابل التقدم في مسارات التطبيع، بما يشمل دولاً مثل السعودية وسوريا ولبنان.

نهاية الحرب بعيون نتنياهو وترامب

يريد نتنياهو نهاية حرب تشبه إعلان نصر، لا مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار.

يهدف إلى إخراج حماس بالكامل من غزة، ونزع سلاحها، والسيطرة على توزيع المساعدات.

أما ترامب، فيسعى لنهاية توافقية تحفظ ماء الوجه للطرفين، وتفتح الباب أمام مشروع أمريكي لإعادة ترتيب الإقليم.

بحسب تحليل معدي، فإن ما يمنع الوصول إلى اتفاق هو ليس فحسب الميدان، بل رؤية الطرفين لشكل النهاية. ويختتم تحليله بتشديده على أن "التحدي الأكبر ليس وقف القتال، بل اليوم التالي"، أي من سيحكم غزة؟ كيف ستدار؟ ومن يضمن عدم تجدد الحرب؟

يبقى المشهد في غزة مفتوحاً على كل الاحتمالات، وسط تضارب الروايات وغياب الثقة بين الأطراف.

تصريحات نتنياهو تُبقي الباب موارباً على إنجاز لم تتضح معالمه، بينما تصريحات ترامب تتسارع بحثاً عن إعلان سياسي مفصلي. لكن في قلب هذا المشهد، تظل تحليلات منصور معدي الأكثر التصاقاً بالواقع: فالمعركة لم تعد فقط بين إسرائيل وحماس، بل أصبحت اختباراً لإرادة أمريكية في إعادة هندسة الشرق الأوسط، ولرغبة إسرائيلية في فرض نهاية عسكرية لحركة أرهقتها الحروب وبدأت تعترف بثمن الصمود.

الحرب لم تنتهِ بعد، لكنها دخلت مرحلة الحسابات المعقدة، حيث السياسة تملي على البنادق متى تصمت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق