نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب يهاجم بوتين وزيلينسكي.. هل تنسحب واشنطن من الوساطة؟, اليوم الاثنين 26 مايو 2025 07:24 مساءً
التصريحات أثارت جملة من التساؤلات حول مغزى هذا التصعيد، وما إذا كانت الولايات المتحدة، تحت قيادة ترامب، تتجه نحو التراجع عن دورها كوسيط محتمل في النزاع، أو تعيد تموضعها بما يخدم مصالح سياسية وانتخابية داخلية أكثر من حرصها على إنهاء الحرب.
بداية الانقلاب في الخطاب
ترامب، الذي لطالما تفاخر بعلاقته الوثيقة ببوتين، أطلق في الآونة الأخيرة تصريحات صادمة وصف فيها الرئيس الروسي بأنه "أصبح مجنونا تماما". كما لم يوفر نظيره الأوكراني من الانتقادات، معتبرا أن زيلينسكي يصدر تصريحات لا تفيد إلا بتأجيج الأزمة.
التحول في خطاب ترامب يعكس، بحسب الكاتب والباحث السياسي يفغيني سيدروف، جملة من العوامل الداخلية والخارجية، أبرزها ضغط الرأي العام الأميركي، وازدياد الانتقادات داخل أروقة الكونغرس، سواء من الديمقراطيين أو حتى من بعض الجمهوريين.
ترامب يخضع لضغوط داخلية.. لكنه لم يغير موقفه جذريا
في مداخلة عبر برنامج "الظهيرة" على "سكاي نيوز عربية"، رأى سيدروف أن لهجة ترامب التصعيدية الجديدة ليست انعكاسا لتحول استراتيجي حقيقي، بل هي استجابة ظرفية للضغوط الداخلية. وعلق قائلا: "ترامب حتى الآن لم يقدم على خطوات واقعية تدل على تغير موقفه تجاه روسيا، بل يكتفي بالتصريحات".
ويؤكد سيدروف أن ترامب يوازن بين انتقاد بوتين أمام الإعلام من جهة، وترك الباب مفتوحا أمام روسيا من جهة أخرى، تحسبا لتطورات قد تستدعي تفاهمات مستقبلية. ويفسر الباحث الروسي هذه المواقف بأنها محاولة من ترامب للظهور بمظهر القائد القادر على إدارة الصراعات دون الانجرار إلى مواجهات مباشرة، خاصة مع قوة نووية كروسيا.
إسطنبول مرة أخرى؟
أشار سيدروف إلى أن الجولة المقبلة من المفاوضات بين موسكو وكييف لا تزال قيد الإعداد، مرجحا أن تستضيفها إسطنبول مجددا، رغم الاعتراضات الروسية على بعض المواقع.
ولفت إلى أن أي انخراط أميركي في هذه المفاوضات سيفسر من قبل خصوم ترامب في الداخل كتنازل لروسيا، وهو ما يسعى الرئيس الأميركي لتجنبه.
من جانبه، رأى الدبلوماسي الأوكراني السابق فولوديمير شوماكوف أن هجوم ترامب على زيلينسكي يأتي كرد فعل على تصريحات الأخير، التي اتهم فيها ترامب بالصمت على القصف الروسي، معتبرا أن هذا الصمت شجع بوتين على ارتكاب مزيد من جرائم الحرب.
شوماكوف قال صراحة: "السيد زيلينسكي اتهم ترامب بأنه بصمته يشجع بوتين على تنفيذ جرائم جديدة، وهذا ما أغضب ترامب".
ويتابع شوماكوف تحليله بالإشارة إلى أن ترامب يحاول اللعب على التناقضات: من جهة يظهر صرامة كلامية تجاه بوتين كي لا يتهم بالتحيز، ومن جهة أخرى يواصل التغاضي عن دعم حقيقي لكييف، متهما زيلينسكي بالتسبب بمشاكل بدلا من التفاهم.
ويحذر شوماكوف من مغبة المراهنة على مفاوضات تتم في ظل استمرار القصف الروسي. ويصف الرغبة الروسية في المفاوضات بأنها تكتيك لإغراق الغرب في مستنقع المفاوضات العبثية، هدفه كسب الوقت وتعليق فرض العقوبات.
ويؤكد أن كييف باتت مقتنعة بأن موسكو لا تسعى لحل حقيقي.
أزمة الثقة بالوساطة الأميركية
بين التصعيد الكلامي والتباينات في الخطاب، تزداد الشكوك حول جدوى الدور الأميركي كوسيط. سيدروف يرى أن التناقضات في موقف ترامب تضعف من صدقيته، في حين يذهب شوماكوف إلى أبعد من ذلك، معتبرا أن واشنطن باتت أقل انخراطا في عملية السلام مما يعلن.
شوماكوف أشار إلى أن روسيا ما تزال تراهن على تراجع الغرب، وأن بعض الأصوات في موسكو تروج لفكرة أن تعليق توريد الأسلحة إلى أوكرانيا قد يكون ورقة تفاوضية مستقبلية.
شرط روسيا الأول.. وقف دعم الغرب لأوكرانيا
يوضح سيدروف أن روسيا تضع شرطا أساسيا للقبول بأي هدنة: وقف الغرب، خصوصا الولايات المتحدة، لتدفق السلاح على كييف. وهو شرط يصعب تلبيته في ظل المواقف الأوكرانية والغربية الحالية، ما يزيد من احتمالية فشل أي جولة تفاوضية.
ويرى سيدروف أن موسكو مستعدة للحديث عن وقف إطلاق نار مؤقت، شريطة تجميد الدعم العسكري لأوكرانيا، وهو ما تعتبره كييف والغرب تنازلا مرفوضا.
من يملك قرار إنهاء الحرب؟
قال شوماكوف بوضوح: "لا زيلينسكي ولا ترامب يملكان قرار إنهاء الحرب. بوتين وحده يملكه"، يرى الدبلوماسي الأوكراني السابق أن بوتين يتحرك من منطلق قوة، بينما ترامب، رغم خطابه الحاد، ينطلق من موقف ضعف داخلي، يعكس حسابات انتخابية أكثر من حرص حقيقي على السلام.
شوماكوف حذر من محاولات روسيا فرض مناطق عازلة داخل الأراضي الأوكرانية، ليس على الحدود فحسب، بل بعمق الأراضي، قائلا: "روسيا تسعى لإقامة مناطق عازلة داخل أوكرانيا، وهي ذريعة لتبرير هجماتها".
ويشير إلى أن هذه الخطة تعيد إلى الأذهان مشاريع روسيا الإمبراطورية، حيث تستخدم فكرة المناطق العازلة كوسيلة لإضفاء شرعية على احتلال الأراضي.
تصعيد عسكري ورسائل سياسية
كلا الضيفين أكدا أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة. فروسيا، وفق شوماكوف، كثفت هجماتها بالصواريخ الباليستية، في رسالة واضحة إلى أوكرانيا والغرب مفادها أن الكلمة الأخيرة لا تزال تقال من فوهات المدافع. أما سيدروف فاعتبر أن هذا التصعيد قد يكون مقدمة لجولة تفاوضية جديدة، تبنى على أنقاض الميدان وليس على طاولة متوازنة.
0 تعليق