قد تصبح صورة بسيطة لبقعة حمراء على الجلد كافية لتقييم حالة الإكزيما بدقة تضاهي تشخيص الأطباء، بفضل نظام ذكاء اصطناعي جديد طوّره باحثون من جامعة كيو في اليابان، ما يمثل تطوراً واعداً في مراقبة الصحة الرقمية، خاصة لملايين المرضى الذين يعانون من هذا المرض الجلدي المزمن.
اختبر الفريق العلمي البرنامج على نحو 10 آلاف صورة حقيقية، التُقطت من قبل مستخدمي منصة "Atopiyo" اليابانية، أكبر مجتمع إلكتروني للإكزيما، حيث شارك أكثر من 28 ألف مستخدم بـ57 ألف صورة لأعراضهم وتجاربهم الشخصية. واستطاع النظام تحديد أجزاء الجسم بدقة 98%، والكشف عن مناطق الإصابة بدقة كاملة، ما يبرز قوة النظام في التعرّف البصري.
ويستخدم النظام مبدأ "درجة شدة العناصر الثلاثة" لتقييم الحالة، بناءً على ثلاث علامات رئيسية: الاحمرار، التورم أو النتوءات، والضرر الناتج عن الخدش. وقد وصلت درجة التوافق بين تقييمات النظام وتقديرات أطباء الجلد إلى 0.73 على مقياس يُعتبر فيه الرقم 1.0 تطابقاً مثالياً، ما يشير إلى دقة عالية في التقدير السريري.
رغم ذلك، لاحظ الباحثون أن تقديرات الذكاء الاصطناعي كانت أقل ارتباطاً بمستويات الحكة التي يصفها المرضى ذاتياً، ما يعكس فجوة بين المظهر الجلدي والأعراض الحسية، ويؤكد أهمية الجمع بين التقييم البصري والانطباعات الشخصية للحصول على صورة شاملة للحالة.
وتُعد هذه التقنية خطوة مهمة نحو تمكين المرضى من متابعة حالتهم بشكل ذاتي من خلال هواتفهم الذكية، لكن الباحثين شددوا على ضرورة اختبار النظام على فئات سكانية مختلفة وأنواع بشرة متنوعة قبل اعتماده في البيئات الطبية بشكل رسمي.
0 تعليق