تباطؤ حركة الشحن البحري يعصف بالعمالة في موانئ كاليفورنيا

البورصة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تأثرت الحياة اليومية لعشرات الآلاف من العمال المستقلين والعاملين في موانئ كاليفورنيا، بالإضافة إلى المتاجر والأعمال المحلية، بفعل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تسببت في انخفاض كبير في عدد الشحنات البحرية التي تصل الموانئ يوميًا.

وسلّطت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الضوء على هذه الأزمة، مستشهدة بروبن دياز، البالغ من العمر 38 عامًا، الذي ينقل يوميًا حاويتين من البضائع باستخدام شاحنة كبيرة مستأجرة من موانئ جنوب كاليفورنيا إلى المخازن الواقعة على بعد عشرات الأميال.

لكن الآن، أصبح دياز بالكاد يتمكن من إيجاد حمولتين في الأسبوع، بل ويتلقى أجرًا أقل لنقلها، بعد الانخفاض الحاد في الواردات إلى ميناءي لوس أنجلوس ولونج بيتش، بحسب الصحيفة، ما دفعه مثل العديد من السكان المحليين والعمال الآخرين إلى التخلي عن عملهم في هذا القطاع.

وأصابت الرسوم الجمركية، خاصة تلك التي تستهدف السلع الصينية، تدفق الواردات إلى جنوب كاليفورنيا بالشلل، كما ساهمت في خنق الاقتصاد الذي يعتمد على نشاط الموانئ، وفي الوقت نفسه تنذر الأوضاع الحالية بالتفاقم بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على البضائع القادمة من الاتحاد الأوروبي.

وتُعد التجارة والخدمات اللوجستية من أكبر محركات الاقتصاد في جنوب كاليفورنيا، حيث توظف مباشرة نحو 900 ألف شخص، وتولد ما يقارب 500 مليار دولار في الناتج الاقتصادي بالمنطقة، وفقًا للصحيفة.

ويُشكّل ميناءا لوس أنجلوس ولونج بيتش مجتمعين أكبر بوابة حاويات في البلاد، حيث يستقبلان أكثر من ثلث واردات الولايات المتحدة من الحاويات، وأكثر من نصف هذه الواردات تأتي من الصين، حيث قُدرت قيمة البضائع القادمة من الصين التي مرت عبر هذه الموانئ العام الماضي بنحو 130 مليار دولار.

وفي الشهر الماضي، ألغت شركات الشحن عشرات الرحلات من الصين إلى الولايات المتحدة، مع قيام تجار التجزئة والمصنّعين، الذين أقلقهم فرض الرسوم، بتجميد أو إلغاء طلباتهم من الأثاث والملابس والمواد الخام وقطع غيار السيارات.

ووفقًا لمسؤولي الموانئ والتنفيذيين في شركات الشحن، انخفض عدد سفن الحاويات الوافدة إلى المجمع بنسبة 17% في النصف الأول من مايو، كما وصلت السفن بحمولات أقل من المعتاد.

هذا الانخفاض في تدفق الحاويات إلى الموانئ يعني انخفاض ساعات العمل لعمال الأرصفة والموظفين في المستودعات الذين يتقاضون أجورهم بالساعة، بالإضافة إلى تراجع عدد الرحلات لسائقي الشاحنات مثل دياز.

كما يؤثر الانخفاض سلبًا على الأعمال المحلية من مطاعم إلى وكالات تأجير وبيع الشاحنات وورش الصيانة، حيث أعلن أصحابها أنهم بدأوا في تقليص ساعات العمل وخفض العمالة.

وقال جون باجاكيس، الشريك الإداري في مطعم “بيج نيك بيتزا” في سان بيدرو، الذي يبعد نصف ميل فقط عن الميناء: “عندما يكون ميناء لوس أنجلوس نشطًا، نكون مشغولين، وعندما يتباطأ، يتراجع عملنا”، لافتًا إلى أن المبيعات في مطعمه انخفضت بنحو 15%.

وقال جاري هيريرا، رئيس نقابة عمال الأرصفة في جنوب كاليفورنيا، إن العمال الدائمين يعملون حاليًا 3 أو 4 أيام فقط في الأسبوع، بدلًا من 5 أو 6 أيام في الأوضاع العادية، مضيفًا: “أما بالنسبة للعمال المؤقتين، فلا توجد أي فرص عمل على الإطلاق”.

وشهدت الموانئ في جنوب كاليفورنيا مستويات شبه قياسية من الواردات، قبيل دخول الرسوم الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ في مطلع أبريل الماضي، بعد أن دفع الخوف من الرسوم التجار والمصنّعين إلى تقديم الطلبات مسبقًا.

والآن تتكدس السلع القادمة من فيتنام وإيطاليا والصين وغيرها من البلاد في 3 مستودعات تبلغ مساحة كل منها 200 ألف قدم مربع شمال مجمع الميناء، بانتظار نقلها إلى وجهاتها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق