إدانة واسعة لإطلاق النار تجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية وتزايد الضغوط على الكيان الإسرائيلي بشأن غزة

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أطلق جنود من الاحتلال الإسرائيلي طلقات تحذيرية تجاه دبلوماسيين عرب وأجانب خلال زيارتهم للضفة الغربية المحتلة، الأربعاء، حسبما أعلن جيش الاحتلال، وهو ما استدعى إدانات واسعة في ظل تصاعد الضغوط على الكيان الإسرائيلي للسماح بدخول المساعدات إلى غزة التي دمرتها الحرب.

حثّت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الكيان الإسرائيلي على محاسبة المسؤولين عن إطلاق النار الذي جرى بالقرب من مدينة جنين ومخيمها، وهي منطقة ينشط فيها مقاتلون فلسطينيون، ويُنفّذ فيها جيش الاحتلال مداهمات وهجمات متكررة.

ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية “الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثلة في الاستهداف المباشر بإطلاق الرصاص الحي على وفد دبلوماسي معتمد لدى دولة فلسطين”.

وقال جيش الاحتلال إن “الوفد انحرف عن المسار المُعتمد”، ما دفع قواته إلى إطلاق “طلقات تحذيرية” لإبعاده عن “منطقة غير مُصرّح لهم بالتواجد فيها”. وأعرب الجيش في بيان عن “أسفه للإزعاج الذي سببه” إطلاق النار، الذي لم يُسفر عن إصابات.

جاءت هذه الحادثة في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الكيان الإسرائيلي بسبب الحرب في قطاع غزة، حيث ينتظر الفلسطينيون الذين أنهكهم الجوع والعطش تسلّم الإمدادات الحيوية بعد سماح الاحتلال بدخول كميات محدودة من المساعدات التي حُرموا منها لأكثر من شهرين.

ومع تكثيف جيش الاحتلال هجماته وغاراته المدمّرة، سجل الدفاع المدني مقتل 19 شخصًا على الأقل، بينهم رضيع يبلغ أسبوعًا واحدًا، جرّاء الغارات التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الأربعاء في قطاع غزة.

وقالت الأمم المتحدة، الاثنين، إنها حصلت على الموافقة لإرسال المساعدات لأول مرة منذ أن فرض الكيان الإسرائيلي حصارًا خانقًا في 2 آذار/مارس، متسببًا بنقص حاد في الغذاء والدواء. وأعلن الاحتلال الإسرائيلي دخول 93 شاحنة إلى غزة، الثلاثاء، تحمل كميات تقل كثيرًا عن المطلوب. ولكن الأمم المتحدة أكدت أن المساعدات لم تصل إلى النقاط المحددة للبدء بتوزيعها.

وصعّد جيش الاحتلال هجومه نهاية الأسبوع على غزة، معلنًا أن هدفه هو القضاء على حركة “حماس”، التي كان هجومها على الكيان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 السبب في اندلاع الحرب. وواجه الاحتلال ضغوطًا كبيرة، بما في ذلك من حلفائه التقليديين، لوقف الهجوم المكثف والسماح بدخول المساعدات.

وقالت كالاس، الثلاثاء، إن “غالبية قوية” من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين أيدوا مراجعة التعاون التجاري مع الكيان الإسرائيلي، مؤكدة أن هذه الدول ترى أن “الوضع في غزة لا يُطاق… وما نريده هو رفع الحظر عن المساعدات الإنسانية”.

وأعلنت السويد أنها ستضغط على الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على عدد من الوزراء في حكومة الاحتلال، بينما علّقت بريطانيا مفاوضات التجارة الحرة مع الكيان الإسرائيلي واستدعت السفير الإسرائيلي.

ووصف البابا لاوون الرابع عشر الوضع في غزة بأنه “مقلق ومؤلم”، داعيًا إلى إدخال كميات كافية من المساعدات. فيما اعتبرت وزارة خارجية الكيان الإسرائيلي أن التحرك الأوروبي “يعكس سوء فهم تام للواقع المعقّد الذي تواجهه إسرائيل”.

وسارعت عدة دول أوروبية، بالإضافة إلى مصر، إلى إدانة إطلاق النار تجاه الدبلوماسيين في الضفة الغربية، وطالبت بلجيكا الكيان الإسرائيلي بتقديم توضيحات مقنعة، فيما اعتبرت إيطاليا تهديد الدبلوماسيين أمرًا “غير مقبول”. وأعلنت كل من إيطاليا وفرنسا استدعاء سفيري الكيان الإسرائيلي بعد الحادثة.

وأكدت مصر “رفضها المطلق لتلك الواقعة التي تُعدّ منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، وتطالب الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابساتها”.

وشارك في الزيارة، وفق وكالة وفا الفلسطينية للأنباء، دبلوماسيون من فرنسا، وبريطانيا، وكندا، وإسبانيا، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، ومصر، والأردن، والمغرب، والبرتغال، والصين، والنمسا، والبرازيل، وبلغاريا، وتركيا، وليتوانيا، وبولندا، واليابان، ورومانيا، والمكسيك، وسريلانكا، والهند، وتشيلي.

وقال أحمد الديك، المستشار السياسي للوزارة والذي كان يقود الوفد: “أطلقوا النار علينا بجنون”. وأضاف: “ندين هذا الفعل المجنون من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أعطى انطباعًا حيًا للوفد الدبلوماسي عن الحياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ونتمنى على أعضاء الوفد الدبلوماسي أن ينقلوا هذه الصورة، وأن يتم التعبير عنها بمواقف واضحة”.

وأكد دبلوماسي أجنبي كان ضمن الوفد، لوكالة فرانس برس، أنه سمع “إطلاق نار متكررًا” من داخل مخيم جنين، الذي هجّر جيش الاحتلال سكانه. وأضاف: “كنا نقوم بزيارة مع محافظ جنين إلى حدود المخيم لمعاينة الدمار” في المنطقة التي تشهد منذ أشهر عمليات عسكرية مكثفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر: أ ف ب

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق