أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة لندن أن الاكتئاب قد يكون مؤشراً مبكراً لظهور الألم المزمن لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن، حيث تبين أن أعراض الاكتئاب تتفاقم قبل ما يصل إلى 8 سنوات من بدء الألم، وتستمر في الارتفاع حتى بعد ظهوره.
واعتمد الباحثون في دراستهم، التي نُشرت في Medical Xpress، على تحليل بيانات لأكثر من 3660 شخصاً فوق سن الخمسين، ممن عانوا من ألم متوسط إلى شديد، وقارنوا حالتهم النفسية مع مجموعة أخرى لم تُبلغ عن أي ألم. ووجدوا أن أعراض الاكتئاب بدأت بالتدهور تدريجياً قبل ظهور الألم، وبلغت ذروتها عند بدايته، ثم بقيت بمستوى مرتفع خلال السنوات اللاحقة، بعكس المجموعة الأخرى التي بقيت فيها معدلات الاكتئاب منخفضة ومستقرة نسبياً.
كما رصدت الدراسة اتجاهاً مشابهاً في الشعور بالوحدة، حيث ارتفعت مستوياته لدى المصابين بالألم المزمن قبل وبعد ظهوره، في حين ظلت منخفضة في المجموعة الأخرى. وتركزت أنواع الألم التي أبلغ عنها المشاركون في الظهر والركبة والورك والقدم، دون تحديد دقيق لأسباب الألم.
وأكدت الدكتورة ميكايلا بلومبرغ، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن "العلاقة بين الألم والاكتئاب معروفة منذ وقت طويل، لكن ما لم يكن واضحاً هو تسلسل ظهور هذه الحالات"، مضيفة أن نتائج الدراسة تُظهر أهمية تقديم الدعم النفسي والاجتماعي المبكر للأشخاص المعرضين للاكتئاب، بهدف الوقاية أو على الأقل تأخير ظهور الآلام المزمنة لاحقاً.
وتفتح هذه النتائج الباب أمام مقاربات جديدة في العلاج الوقائي، من خلال التركيز على الحالة النفسية كعامل رئيسي في التنبؤ بالأمراض الجسدية لدى كبار السن.
0 تعليق