أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي بين السلطات الثلاث الايرانية اللواء محسن رضائي، أن ملحمة الدفاع المقدّس تمثل نموذجا يحتذى لحياة كريمة تلهم مختلف فئات المجتمع، لاسيما الشباب، من أجل مستقبل أفضل.وجاء تصريح رضائي خلال مشاركته في حفل عرض فيلم “اسفند” ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمهرجان المقاومة الدولي، بحضور صنّاع الفيلم وعائلة الشهيد علي هاشمي.ووجه القائد السابق للحرس الثوري الإيراني خلال فترة الدفاع المقدّس اللواء رضائي، الشكر لصنّاع السينما المقاومة، مثنيًا على جهودهم في توثيق ونقل بطولات الدفاع المقدس وجبهة المقاومة إلى الجمهور. واعتبر أن المقاومة هي ركيزة راسخة في بناء الهوية الإيرانية الإسلامية.وفي معرض حديثه عن سبب إطلاق وصف “المقدس” على الحرب المفروضة، أشار إلى أن الله تعالى في القرآن الكريم أذن بالدفاع عن الأرض والوطن، وعليه فإن هذا الدفاع كان مشروعا ومقدسا.وتحدث رضائي عن بدايات الحرب المفروضة، لافتًا إلى أنّ “خمسة أقاليم إيرانية تعرضت لاعتداء شامل من قبل النظام البعثي العراقي على امتداد 1200 كيلومتر من الحدود، ما تسبب في نزوح نحو مليونين ونصف المليون من المواطنين، إلى جانب استخدام أسلحة كيميائية محرمة ضد الشعب الإيراني”.وأشار رضائي إلى أن “إيران واجهت خلال الثلاثمائة سنة الماضية هزائم مريرة وأوضاعا عسكرية متدهورة، الأمر الذي جعل الجميع يتوقع هزيمتها عند اندلاع الحرب”.وأضاف أن “الجيش في تلك الفترة كان مفككا، والأسلحة التي اشترتها حكومة الشاه كانت بلا ذخيرة فعالة، إلا أن هذه التحديات أدت إلى انطلاقة ثورة دفاعية داخلية، أفرزت تطورات نوعية في المجال العسكري، لدرجة أن تصنيع المعدات والذخائر محليا وفر على البلاد مئات مليارات الدولارات، في حال كانت مضطرة لاستيرادها من الخارج”.وفي سياق حديثه عن الأوضاع الإقليمية، تطرق رضائي إلى العدوان الأمريكي على اليمن، وأشاد بشجاعة المقاومة اليمنية التي تمكنت من الرد بقوة على هذه الهجمات، مدمرة عددا من الطائرات المقاتلة والمسيرة، بل وهددت بشكل مباشر مقاتلة “إف-35” الأمريكية، الأمر الذي اضطر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إصدار أمر بالانسحاب.وفي ختام كلمته، نوه رضائي بتضحيات الشهيد علي هاشمي، معتبرا إياه من أوائل المقاومين الذين تصدوا للعدوان البعثي، وقال إن “العرب الإيرانيين في خوزستان كانوا في طليعة من أقاموا المتاريس وبادروا بالمقاومة”، مشيرا إلى أن “القادة الميدانيين في الحرب لم يكن اكتشافهم صعبا، لأن شجاعتهم وبطولاتهم كانت واضحة كالشمس، وكانوا، على حد وصف الشهيد قاسم سليماني، من القادة الذين يقولون “اتبعوني” ويتقدمون الصفوف بأنفسهم”.واختتم رضائي تصريحه بالتأكيد على أن الدفاع المقدس ليس مجرد تجربة عسكرية، بل هو مصدر إلهام يضيء طريق الأجيال من أجل تحقيق التنمية والكرامة، متمنيا مزيدا من العزة والازدهار للشعب الإيراني. المصدر: وكالات