أكّد وزير الإعلام بول مرقص، خلال مشاركته في افتتاح الدورة الأولى من مؤتمر "أيام التحكيم في بيروت"، أنّ "هذا الحدث يشكل منعطفا مهنيا ووطنيا هاما في مسار استعادة لبنان لدوره الريادي كمركز قانوني وفكري، وملتقى دولي للحوار القضائي والقانوني المهني"، معتبرًا أنّ "تنظيم هذا المؤتمر في العدلية، في قلب العاصمة بيروت، وبمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين، هو أكثر من مجرد فعالية أكاديمية أو مهنية، بل هو إعلان واضح عن إيماننا العميق بقدرة لبنان، رغم كل التحدّيات، على النهوض مجددا، مستندا إلى إرث قانوني عريق، وبيئة معرفية منفتحة، وشراكة بين مؤسسات الدولة ونقابات المهن الحرة؛ وفي طليعتها نقابة المحامين في بيروت والمجتمع الدولي".وأشار إلى أنّ "من موقعنا كوزارة للإعلام، نرى أن التحكيم والإعلام يلتقيان في جوهرهما في نشر ثقافة العدل، الحوار، والحلول الرصينة للنزاعات. فالتحكيم، كوسيلة عادلة وفعالة لحل الخلافات، بحاجة إلى بيئة تثقيفية حاضنة، توضح للرأي العام مزاياه، وتكرّس الثقة به، وهذا هو دور الإعلام المسؤول، التوعوي؛ غير الموجه ولا المُسيس".وشدّد مرقص على "أنّنا في وزارة الإعلام نؤمن أن تعزيز ثقافة التحكيم في لبنان والمنطقة، يمر عبر خطاب إعلامي يسلّط الضوء على هذه الوسائل البديلة، بعيدا عن المفاهيم السائدة التي تختزل العدالة في مسارات المحاكم وحدها. كما نؤكد أهمية أن يُعتمد التحكيم، لا كأداة تقنية قانونية فحسب، بل كخيار حضاري يجمع بين السرعة، الفعالية، والعدالة التوافقية؛ ما يعزز ثقة المستثمرين والقطاع الخاص بالدولة ومؤسساتها".وأعلن "أنّنا نؤيّد بوضوح ما يسعى إليه هذا المؤتمر من إعادة تموضع لبيروت، لا فقط كعاصمة ثقافية وفكرية، بل كـ"عاصمة للتحكيم في العالم العربي"، وهذا ما نتطلع إلى تحقيقه من خلال التنسيق الوثيق بين الدولة، ونقابة المحامين، والهيئات الأكاديمية، والمنظمات الدولية والمحلية".