في ظلّ المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية المتسارعة، يتزايد الضغط على دول أفريقيا لإعادة رسم مسارها التنموي بعيداً عن الاعتماد المزمن على المساعدات الخارجية.
وفي هذا السياق، يقدّم أمادو هوت، الاقتصادي السنغالي ونائب رئيس بنك التنمية الأفريقي السابق، نفسه كمرشح لرئاسة البنك، حاملاً معه رؤية إصلاحية جريئة تستند إلى خبرة تمتد لأكثر من 25 عاماً في القطاعين العام والخاص.
أكد هوت أن ترشحه لرئاسة البنك ينبع من “إحساس بالمسؤولية تجاه أفريقيا التي لم تعد قادرة على الانتظار”، مشدداً على أن “ما كان ينفع في الماضي لم يعد كافياً اليوم”.
وأشار إلى أن البنك يجب أن يتحول إلى “مؤسسة أكثر سرعة وابتكاراً واستقلالية، قادرة على تعبئة الموارد المحلية وقيادة التحول الاقتصادي من داخل القارة”.
رؤية استراتيجية للتحول
يتعهد هوت، في حال فوزه، بقيادة إصلاح شامل داخل بنك التنمية الأفريقي يرتكز على تسريع الإجراءات، وتحقيق الإنجاز، وتوجيه التمويل نحو مشاريع تحويلية تلبي احتياجات القارة الملحّة، خصوصاً في مجالات التعليم، الطاقة، والبنية التحتية.
وقال إن رؤيته تقوم على تعزيز التكامل الإقليمي والاعتماد على الذات، مع تركيز خاص على خلق فرص العمل للشباب والنساء، وتمكين القطاع الخاص من لعب دور أكثر فاعلية، مضيفاً: “أريد لبنك التنمية أن يصبح محركاً لتحول أفريقيا، ومكاناً يلتقي فيه القطاعان العام والخاص لحل التحديات الكبرى”.
دور أكبر في شمال أفريقيا
وفي ما يخص منطقة شمال أفريقيا، أكد هوت أن دولها كانت دائماً داعماً أساسياً للبنك، وأنه يطمح لتوسيع دوره في دعم الأولويات الوطنية للدول من خلال مشاريع البنية التحتية والطاقة والمياه والأمن الغذائي.
وأوضح أن “مشروعات كبرى مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية ليست مجرد استثمارات، بل أدوات استراتيجية لتكامل القارة وجذب الاستثمارات الخاصة”.
القطاع الخاص.. شريك أساسي
يؤمن هوت بأن أي تحول اقتصادي في أفريقيا لن يتحقق دون شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، ويرى أن البنك بحاجة إلى تطوير قدراته كمنصة موثوقة لتقليل المخاطر وجذب رؤوس الأموال.
ومن أبرز مقترحاته إنشاء إدارة جديدة مخصصة للقطاع الخاص يقودها نائب رئيس، تتولى بناء محفظة مشاريع جاهزة للاستثمار، وتقديم ضمانات، وتطوير أدوات تمويل مبتكرة.
من يوميبل إلى قيادة القارة
في حديثه، عاد هوت إلى جذوره، قائلاً إنه نشأ في أحد أفقر أحياء العاصمة السنغالية داكار، وإن والديه لم يتلقيا التعليم، إلا أنهما غرسا فيه قيم العمل الجاد والإيمان بقوة التعليم.
وأضاف: “قصتي ليست استثناءً، بل هي قصة كثير من أبناء أفريقيا. وهي ما يدفعني اليوم لتكريس خبرتي في خدمة قارة تستحق فرصاً أفضل”.
وبينما تدخل أفريقيا مرحلة جديدة من التحديات والفرص، يرى أمادو هوت أن الوقت قد حان لقيادة تُعيد تعريف دور البنك الأفريقي للتنمية، وتحوله إلى مؤسسة تقود القارة من الداخل، نحو مستقبل تصنعه بمواردها، وشبابها، وإرادتها
0 تعليق