يعمل فريق المفاوضات ، الأحد، في العاصمة القطرية الدوحة للتوصل الى اتفاق، حول مقترح ويتكوف ومقترح شامل لإنهاء الحرب، حسب ما أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. وأوضح المكتب أن المباحثات الجارية تتناول مقترحين؛ الأول هو مقترح "ويتكوف"، والثاني مقترح أشمل يرتبط بإنهاء الحرب، ويتضمن بنودا تتعلق بنفي قيادات حركة حماس إلى خارج قطاع غزة، ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية كجزء من تسوية شاملة، وتجريد القطاع من السلاح. وأوضح مصدر أن خطة “ويتكوف”، التي يقودها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، تتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 40 و50 يوماً، تُفرج خلالها حركة حماس عن جزء من الأسرى الإسرائيليين، بينهم أحياء وجثامين، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين. وتشمل الخطة أيضاً مرحلة تفاوضية ثانية خلال فترة الهدنة، تهدف إلى التوصل لاتفاق شامل لإنهاء الحرب، يشمل ترتيبات أمنية، ونزع سلاح الفصائل، وإعادة إعمار قطاع غزة، وهي البنود التي ترفضها حماس بصيغتها الحالية وتطالب باتفاق شامل يتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا إسرائيليًا كاملاً من القطاع. في السياق انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الصفقة المحتملة، داعيا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإعادة فريق المفاوضات من الدوحة وبدء عملية واسعة بغزة، بينما طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى. وبشأن احتمال انسحابه من الحكومة بسبب صفقة التبادل قال بن غفير إن “نتنياهو يعرف الخطوط الحمر وأتمنى ألا نصل إليها”. وأضاف بن غفير أن “الصفقة التي نسمع عنها خطأ فادح”، داعيا نتنياهو لإعادة فريق المفاوضات من الدوحة وبدء عملية واسعة بغزة. وفي حديث له مع إذاعة “103 إف إم” الإسرائيلية صباح اليوم الأحد، تناول بن غفير تجدد المفاوضات بشأن صفقة الرهائن، وقال: “من الخطأ أن نذهب إلى صفقة الآن” داعيا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة فريق المفاوضات من الدوحة وبدء عملية واسعة بغزة. وقال: “أعتقد أن الصفقة خطأ، إنه خطأ فادح لأننا لا نعيد جميع الرهائن، حماس لا تكتفي بالتفاخر، حادثة هنا، انتصار هناك، إحباط آخر، سيكون من الخطأ الكبير إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، اليوم، لا يوجد سبب لنا لإدخال المساعدات إذا كان رهائننا لا يأكلون حتى” مطالبا الحكومة “بسحق حماس حتى النهاية”. وتابع “أبذل قصارى جهدي لضمان استمرارنا في منع إدخال المساعدات الإنسانية، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعرف الخطوط الحمراء وأتمنى ألا نصل إليها”. وأردف: “تخليت عن كل شيء. تخليت عن مليارات وعن مناصب، وذلك لأنني رجل مبادئ، إذا تجاوزت مبادئي، فلن أبقى في الحكومة ولو لدقيقة واحدة، يجب أن نواصل الحرب”. وقال بن غفير “ستصل المساعدات الإنسانية إلى حماس، وأنا أقول إنه لا ينبغي أن تصل، وفقا للقانون الدولي، لسنا مضطرين لذلك، فقد حالت هذه المساعدات دون تحقيق الجيش الإسرائيلي النصر حتى الآن”. وأوضح بن غفير أن هناك حوار بينه وبين نتنياهو، قائلا: “رئيس الوزراء يعرف حدودي، إذا لم نتمكن من إسقاط حماس، فلن يكون لهذه الحكومة الحق في الوجود”. وأشار الوزير أيضا إلى سلوك نتنياهو خلال الحرب: “الأمر ليس سياسيا معه، رئيس الوزراء لا يتصرف بدوافع سياسية على الإطلاق، فهو يتصرف بدافع المحبة لإسرائيل، أنا لا أتفق مع كل ما يقوله رئيس الوزراء، لدي مشكلة مع المساعدات الإنسانية التي يريد تقديمها، ولدي مشكلة مع تسريع الهجرة التي لا تحدث”. ولفت: “جلست مع رئيس الوزراء لعشرات الساعات، ما يحفز رئيس الوزراء هو حب إسرائيل، لقد أخطأ نتنياهو في مفهومه، مثل كثيرين غيره”. وأضاف: “رئيس الوزراء ارتكب خطأ كبيرا، لكنه الآن يسعى إلى شيء واحد، وهو النصر”. ويستعد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لفترة حاسمة تمتد 24 ساعة في المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي حين تحدثت تقارير عن ضغوط دولية على طرفي التفاوض للتوصل إلى اتفاق، قالت حماس إن مرحلة الصفقات الجزئية انتهت. وقال المسؤولون الإسرائيليون للصحيفة إن الحكومة تمنح المفاوضات فرصة حقيقية، ويُتوقع اتخاذ القرار النهائي مساء اليوم الأحد. يأتي ذلك بينما قالت مصادر إن الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة غير مخول بصلاحيات كافية للبت في القضايا العالقة بشأن التوصل إلى صفقة. وأشارت المصادر إلى أن نتنياهو يريد الإفراج عن جميع الأسرى في غزة دون وقف الحرب. من جانبها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم منفتحون على إدخال تغييرات طفيفة على الإطار الذي حدده المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ويرفضون أي تعديلات جوهرية. كما نقلت يديعوت أحرونوت عن مسؤول إسرائيلي كبير أن المفاوضات الآن ليست عرضا مسرحيا، وأنه يتعين اتخاذ قرار الاتفاق أو الحرب. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية أن الجيش مستمر في تنفيذ الهجمات في غزة، وإسرائيل تعطي حماس فترة قصيرة للتوصل إلى صفقة. وقالت المصادر الأمنية إنه إذا لم يتم التوصل إلى صفقة، فإن العملية العسكرية ستبدأ رسميا ويجري الآن الاستعداد لها. وقد طالبت عائلات الأسرى نتنياهو ووفد التفاوض الإسرائيلي الموجود بالدوحة بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن. وقالت العائلات، في مؤتمر صحفي، إن نتنياهو يخوض الحرب لاعتبارات سياسية، ويقود الإسرائيليين إلى حرب أبدية، وإلى إقامة مستوطنات في غزة. وأوضحت أنه يخدم بذلك أقلية متطرفة، محذرة من أن استمرار الحرب سيقتل باقي الرهائن. وشددت عائلات الأسرى على أن إعادة المختطفين وإنهاء الحرب مصلحة إسرائيلية. كما تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب تضامنا مع عائلات الأسرى المحتجزين في غزة وللمطالبة بوقف الحرب. ويطالب المتظاهرون الحكومة الإسرائيلية بوقف الحرب وإبرام صفقة تعيد الأسرى، ويؤكدون أن استمرار الحرب سيقتل باقي الأسرى. وتقدر إسرائيل وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، وكثف جيش الاحتلال خلال الأيام الأربعة الماضية من وتيرة قصفه القطاع، بالتزامن مع توجه الوفد المفاوض للدوحة وزيارة ترامب للمنطقة. ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي. وتنصل نتنياهو من بدء المرحلة الثانية للاتفاق واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس/آذار الماضي. وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود. انتهى الدوحة-غزة-تل ابيب/ المشرق نيوز