أكد وزير السياحة الأنجولي، مارسيو دي جيسوس لوبيز دانييل، أن بلاده أطلقت خارطة طريق للتعافي السياحي ترتكز على استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى رفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.9% بحلول عام 2050.
وأشار وزير السياحة الأنجولي – في حوار مع شبكة “سي إن بي سي إفريقيا” الأمريكية – إلى أن أنجولا اتخذت خطوة جريئة بإصدار مرسوم للإعفاء من التأشيرة لأكثر من 100 دولة، ما يضعها في مصاف الوجهات المنفتحة والآمنة، مشددا على أهمية الأمن لتسهيل الدخول، مستشهدًا بنماذج ناجحة مثل بنين وغانا ورواندا التي جمعت بين الأمن والتيسير، مما أسهم في استعادة ثقة المسافرين.
وأوضح أن السفر داخل القارة مازال مقيدًا بأنظمة تأشيرات قديمة، متسائلًا “الشباب في أوروبا وأمريكا اللاتينية يستطيعون التنقل بحرية، فلماذا لا نستطيع نحن في أفريقيا أن نفعل الشيء نفسه؟”، مشددًا على أهمية اعتماد سياسة إفريقية موحدة للإعفاء من التأشيرات.
وتطرق الوزير أيضًا إلى قضية الربط الجوي، معلنًا أن أنجولا ستستضيف قمة حول الربط الجوي في وقت لاحق من العام لتعزيز سياسات “الأجواء المفتوحة” وتيسير الوصول بين الدول الإفريقية، مؤكدًا أن “السياحة لا يمكن أن تزدهر دون خطوط طيران موثوقة”.
وتسعى أنجولا، التي كانت تُعد نجمًا صاعدًا في السياحة الإقليمية، إلى استعادة مكانتها بعد تراجع إيراداتها من 628 مليون دولار في 2016 إلى 24 مليونًا فقط في 2022، وذلك في ظل مشاركة وزراء السياحة الأفارقة في فعاليات معرض إندابا الإفريقي للسياحة والسفر هذا العام؛ لبحث التحديات المشتركة التي تعيق نمو القطاع، وعلى رأسها السياسات المقيدة للتأشيرات وضعف الربط الجوي بين الدول.
وعلى صعيد التعاون الإقليمي، تعمل أنجولا على تعزيز علاقاتها مع جيرانها عبر لقاءات مباشرة بين مشغلي الرحلات السياحية، مثل تلك التي جرت مع زامبيا، بهدف بناء علامات تجارية مشتركة وتشجيع السياح على استكشاف أكثر من وجهة في منطقة جنوب القارة.
وخلال مشاركته في المعرض، التقى دانييل مع أطراف معنية من أسواق سياحية رائدة مثل جنوب أفريقيا وزيمبابوي وناميبيا وزامبيا، مؤكدًا أهمية التعلم من تجاربهم الناجحة وتبني استراتيجيات موحدة لتعزيز جاذبية القارة أمام السياح الدوليين.
وختم الوزير قائلاً “التعاون هو المفتاح.. إذا أردنا لأفريقيا أن تزدهر كوجهة سياحية عالمية، فعلينا أن نزيل الحواجز الداخلية ونعمل معًا.. فمن خلال الإصلاحات الطموحة، والتعاون الإقليمي، والرؤية الواضحة، تأمل أنجولا في تمهيد طريق جديد لا ينعش قطاعها السياحي فحسب، بل يسهم أيضًا في خلق سوق سفر إفريقي أكثر ترابطًا وقوة”.
0 تعليق