الشركات الأمريكية تخوض سباق تأمين المعادن المهمة قبل انتهاء مدة الهدنة التجارية

البورصة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

شهد مؤشر المعادن الشهرية للطاقة المتجددة استقرارًا نسبيًا في مايو 2025، مسجلًا ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 2.83%، في وقت تواصلت فيه تقلبات أسعار المعادن الأساسية مثل النحاس والصلب والليثيوم والكوبالت، وسط تسابق الشركات الأمريكية لتأمين المواد الخام قبل تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة.

واختبرت أسعار النحاس والصلب تقلبات حادة واستقرار نسبي، إذ قفزت أسعار النحاس في الربع الأول من العام مع تنامي المخاوف من القيود التجارية، قبل أن تتراجع بشكل حاد في أبريل إثر فرض الصين رسومًا جمركية مشددة على السلع الأمريكية، بحسب ما نقلته منصة “أويل برايس” الاقتصادية.

وأشارت البيانات إلى أن العقود الآجلة للنحاس في الولايات المتحدة هبطت بنسبة 14% خلال أسبوع واحد، متدنية مؤقتًا عن حاجز 9,000 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن؛ ما يرجع إلى فجوة الأسعار بين السوق الأمريكية والأسواق العالمية، ما قد يؤدي إلى زيادة المخزونات بمجرد تطبيق الرسوم فعليًا.

أما في قطاع الصلب، فقد هدأت الأسعار بعد موجة ارتفاع دفعتها المخاوف من الرسوم المتبادلة، وتراجعت أسعار اللفائف الساخنة من ذروتها في مارس التي بلغت نحو 920 دولارًا للطن القصير، بينما بدأت عروض أسعار ألواح الصلب في الانخفاض مع تراجع الطلب الفوري وتقلص فترات التسليم من المصانع، ما يعكس هدوءًا مؤقتًا في السوق.

رغم ذلك، يواجه منتجو الصلب في الولايات المتحدة ضغوطًا مستمرة، إذ أبقت الرسوم الجمركية التي تم الإعلان عنها في مطلع أبريل على المعدلات القديمة البالغة 25% على منتجات الصلب والألمنيوم.

وفيما يخص معادن البطاريات، شهدت معادن الليثيوم وفرة في العرض، بينما شهد سوق الكوبالت تقلب ملحوظ.

ولا يزال الليثيوم تحت ضغط هبوطي كبير بعد الطفرة التي شهدها العام الماضي، نتيجة لتزايد الإنتاج من خام “سبودومين” وارتفاع المخزونات، خاصة مع انخفاض أسعار كربونات وهيدروكسيد الليثيوم بشكل متواصل خلال الربع الأول، وسط توقعات بمزيد من الانخفاض في الربع الثاني، ما دفع الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات في بعض مؤشرات آسيا.

أما الكوبالت، فشهد حالة من التقلب الحاد، إذ تراجعت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في تسع سنوات خلال يناير نتيجة فائض المعروض. لكن قرارا مفاجئا من جمهورية الكونغو الديمقراطية بوقف صادرات الكوبالت لمدة أربعة أشهر اعتبارًا من فبراير، دفع الأسعار إلى الارتفاع بنسبة تقارب 40% خلال مارس، لتُنهي الربع الأول عند نحو 34,000 دولار للطن، ورغم استمرار الترقب في السوق خلال مايو، تشير التقديرات إلى أن هذا الارتفاع قد لا يدوم طويلاً بعد استئناف الشحنات الكونغولية.

ورغم بعض إشارات الاستقرار في أسعار المعادن الصناعية، لا يزال سوق المعادن العالمية مرهونة بالمتغيرات الجيوسياسية والتجارية؛ فالتقلبات الحادة، خصوصًا في معادن الطاقة المتجددة، تؤكد هشاشة سلاسل الإمداد في ظل الحروب التجارية، ما يعزز الحاجة إلى استراتيجيات توريد أكثر مرونة وتنوعًا للحد من المخاطر المستقبلية.

المصدر: أ.ش.أ
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق