عقدت وفود تركيا وأوكرانيا والولايات المتحدة اجتماعاً في إسطنبول اليوم الجمعة، في حين من المقرر أن تنعقد محادثات ثلاثية بين روسيا وأوكرانيا وتركيا، وذلك بعد تأخير المفاوضات التي كان من المخطط لها أن تنطلق أمس الخميس. وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية، لوكالة الأناضول، أن وفود تركيا والولايات المتحدة وأوكرانيا اجتمعت برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ، في مكتب الرئاسة التركية بقصر دولمة بهجة في إسطنبول.

وترأس الوفد الأميركي وزير الخارجية ماركو روبيو، وضم المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب لشؤون أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ، وسفير واشنطن لدى أنقرة توم باراك.

وتعقيبا على المفاوضات المرتقبة بين وفدي موسكو وكييف، قالت وزارة الخارجية الروسية إن هناك فرصة للتوصل إلى وثيقة مع أوكرانيا في إسطنبول لإنهاء الصراع. وأضافت أن إضفاء الشرعية على نتائج مفاوضات إسطنبول ممكن، رغم انتهاء ولاية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي انتهت ولايته في 20 مايو/أيار 2024، لكن البرلمان الأوكراني أيّد تمديد صلاحياته لحين إجراء انتخابات في الوقت المناسب. وقالت الخارجية الروسية أيضا إن “عزم كييف على بحث موضوع وقف إطلاق النار حصراً أمر مثير للقلق”.

بدورها، قالت الرئاسة الأوكرانية إن أولوية كييف في المباحثات مع موسكو وقف إطلاق نار غير مشروط. وتنعقد المباحثات في إسطنبول بغياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان يتوقع حضوره، مما أثار غضب زيلينسكي الذي توجه إلى تركيا للمشاركة بالمباحثات ثم قرر عدم فعل ذلك، واصفا الوفد الروسي بأنه “صوري”.

من جهته، قال الرئيس الأميركي إنه كان يتوقع ذهاب بوتين إلى المفاوضات في تركيا، مؤكدا أنه سيلتقي الرئيس الروسي بمجرد ترتيب الأمر. وأكد ترامب، خلال جولته في الإمارات، أن النزاع بين روسيا وأوكرانيا يتطلب مزيدا من العمل، واصفاً استمرار سقوط القتلى جراء الحرب بـ”الأمر المخزي”.

وكان مصدر بوزارة الخارجية التركية استبعد عقد اجتماع بصيغة رباعية بين الولايات المتحدة، وروسيا، وأوكرانيا، وتركيا، بعد لقاء جمع بين وزير الخارجية التركي مساء أمس الخميس مع الوفد الروسي. وعقد الرئيس الأوكراني اجتماعا مطولا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة في وقت سابق الخميس.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنه سيلتقي في إسطنبول نظيره الأوكراني أندريه سيبيغا، على أن يلتقي مسؤول أميركي أدنى رتبة منه الوفد الروسي.

ولكنه قال للصحفيين بعد محادثات لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في مدينة أنطاليا التركية: “أريد أن أكون صريحا. لا أعتقد أن لدينا توقعات كبيرة حيال ما سيحدث”.

كذلك أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية أن لقاء جمع الوزير سيبيغا مع نظيره الأميركي والسيناتور ليندسي غراهام في أنطاليا. وأضافت أنه جرى خلال اللقاء مناقشة النهج المقترح للخطوات القادمة من الجانب الأوكراني، خلال المفاوضات مع الجانب الروسي.

وقال وزير الخارجية الأوكراني إنه من المهم للغاية أن ترد روسيا بالمثل على خطوات أوكرانيا البناءة، مضيفا أن على روسيا أن تدرك أن رفض السلام له ثمنه.

“وفد صوري”

كذلك اعتبرت كييف الوفد الروسي “صوريا” لعدم مشاركة الرئيس بوتين، في حين كان من المخطط أن يشارك الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي زار تركيا بغرض المشاركة في المفاوضات. ويقود الوفد الروسي المستشار الرئاسي فلاديمير ميدينسكي، ومعه نائب وزير الخارجية ونائب وزير الدفاع.

ويُعرف عن ميدينسكي، المولود في أوكرانيا في عهد الاتحاد السوفياتي ووزير الثقافة سابقاً، أن لديه نزعة قومية متشددة.

وسبق له أن شارك في أول جولة مفاوضات مباشرة بين الطرفين في ربيع 2022 التي لم تفض إلى نتيجة، وذلك بعيد اندلاع الحرب في فبراير/شباط من العام ذاته. وفي 2023، أعلن ميدينسكي أن أوكرانيا “جزء من الأرض الروسية”.

أما الوفد الأوكراني، فيرأسه وزير الدفاع رستم عمروف الذي منحه زيلينسكي تفويضاً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وفي 11 مايو/أيار الجاري، اقترح الرئيس الروسي استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا من دون شروط مسبقة يوم 15 من الشهر ذاته بإسطنبول، طالبا من نظيره التركي استضافة الجولة الجديدة.

يشار إلى أنه في مارس/آذار 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.

ووقع البلدان اتفاقية بإسطنبول في يوليو/تموز 2022، بوساطة تركيا والأمم المتحدة لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وللمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ومددت الاتفاقية 3 مرات قبل أن تعلق موسكو العمل بها في 17 يوليو/تموز 2023.

المصدر: مواقع إخبارية