نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أعترف .. أنا المواطن السعودي!, اليوم الخميس 15 مايو 2025 04:09 صباحاً
صالح جريبيع الزهراني*
أعترف أنا المواطن -كاتب هذه السطور- بأنني عاجزٌ تماماً عن متابعة وملاحقة النجاحات والإنجازات والفعاليات في بلادي، رغم حرصي الشديد على أن أكون مُطَّلعاً بشكل حثيث كل يوم على كل حدث وحراك وعمل.
نحن -السعوديين- بفضل الله نعدُّ النجاحات عندما يعدُّ غيرنا الخيبات، وتتوالى علينا البشارات عندما يتجرع غيرنا الانكسارات.
نحن نسافر بسرعة الصاروخ، وغيرنا مازال عالقاً في الحُفَرِ، يندب حظّه، ويستجرُّ ماضيه، ويعزف على شعاراته المهترئة.
أقول ذلك فخراً واغتباطاً بما وصلنا إليه، فخراً بالنفوس الطامحة، والعزائم القوية، والعقول التي لا تهدأ، والعيون التي لا تنام.
أفتخر بالجذور الضاربة في أعماق التاريخ، والحضارة التي تقول بأن أول حجرٍ وُضِع على حجرٍ وأول بيت وضع للناس كان هنا، في بكة “مكة”، إيذاناً بفتح جديد للإنسانية التي كانت تسكن الكهوف والقفار، وتفترش الأرض وتلتحف السماء.
كنَّا ومازلنا وسنبقى روَّادُ الحضارة المادية والمعنوية؛ عبر إرثنا وتأثيرنا في شعوب العالم لغةً وفروسيةً وحميةً وديناً وأخلاقاً ومبادئ وقيم ومعاني إنسانية سامية، نطق بها التاريخ وتمثَّلت بها الشعوب.
أفتخر بقيادةٍ (منّا وفينا)، تقي براحتيها مواطنيها، وتضعهم في مآقيها، وترفع من قدرهم وشأنهم بين الأمم كل يوم، قيادة تبني وطناً عظيماً، ينعم فيه أبناؤه بالأمن والخيرات، وتجلب لهم الثمرات، وتقال لهم العثرات، قيادة لا تعرف الشعارات الزائفة، ولا العنتريات الكاذبة، بل تؤمن بالعمل، والعلم، والإخلاص، وأداء الأمانة، وصناعة السلام.
إن ما حدث في الرياض وحدها من حراك اقتصادي في يوم واحد، يعادل اقتصادات بلدان بأكملها خلال عام كامل، وما يحدث في الرياض وحدها من حراك سياسي كفيل بقيادة توجهات الدول، وتغيير سياسات العالم، وفرض الرؤية السعودية في كل القضايا، وتعزيز حضورها في كل المحافل، وما يحدث فيها من فعاليات ومؤتمرات وأنشطة علمية وثقافية ورياضية وفنية وصحية وبيئية يدلُّ على أنها أصبحت قلب العالم.
خلال زيارة الرئيس الأمريكي لعاصمة القرار العربي (الرياض)، استمتعت باتجاهين:
باتجاه النجاح الذي تحققه بلادي والشراكات والاتفاقيات الاستراتيجية والاستثمارات الضخمة في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي والنقل والبحوث الصحية والفضاء والتعدين والصناعات المدنية والعسكرية، والإشادة الكبرى وعبارات الإعجاب التي أظهرها المسؤولون الأمريكيون تجاه قائد النهضة السعودية في العصر الحديث سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وسدد خطاه وأخزى أعداءه.
أما الاتجاه الآخر والمتعة الأخرى فقد كانت في مشاهدتي لامتقاع الوجوه وجحوظ العيون ورؤية الخيبات والحسرات على وجوه الكارهين الحاقدين الحاسدين لوطني العظيم، الذين لم يتبقَّ أمامهم إلا الكذب والشتم والتلفيق والتدليس، ومحاولة حرف الحقائق، والتقليل من الإنجازات، وتسطيح العقول بكلام لا يقبله حتى الأغبياء، ونشر رسومٍ وصورٍ طفولية وفيديوهات معدلة تسيئ للمملكة وحكامها، معتقدين أن ذلك يشفي غليلهم، ويطفئ غضبهم، ولكن هيهات، فلن يزيدهم ذلك الوهم المصطنع والتبرير الزائف والله إلا اضطرام النار في أكبادهم، وتغلغل اليأس إلى نفوسهم، واجتراع الحسرات، وتراكم الخيبات، زادهم الله خيبةً وحقارةً وذلاً وصغاراً.
*كاتب سعودي
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق