فضاءُ لبنانَ اليومَ كانَ انتخابياً، وفضاءُ فلسطينَ المحتلةِ – بل فضاءُ الامة – كان يمنياً..
كلُّ طبقاتِ الحقدِ الصهيوني قبلَ طبقاتِ دفاعِهم الجويِّ اَطبقَ عليها صاروخٌ يمني، فاصابَ قلبَ كيانِهم وامنَهم وعنجهيتَهم ومطارَ بن غوريون، وفي الحفرةِ التي احدَثَها هذا الصاروخُ على مَدرجِ المطارِ تدرَّجَ الموقفُ الصهيونيُ بينَ خيبةٍ وتهديد، وحلّقت فلسطينُ من جديدٍ بهُدهدٍ يمنيٍّ جاءَها بنبإٍ يقين، اَنَّ من يملكُ القدرةَ والحكمةَ والايمانَ لا يخيفُه تهديدٌ ولا يَثنيهِ عن مبدئِه وانسانيتِه لا تهويلٌ ولا عدوان ..
قال اليمنيون كلمتَهم المدوّيةَ ومن يطرقْ بابَهم سيَسمعِ المزيد، ولن يَزيدَ على الفرحةِ الفلسطينيةِ بهذا الانجازِ اليمنيِّ شيء، الا الشكرُ والامتنانُ الذي حمَلَهُ الفلسطينيونَ ومقاومتُهم وحزبُ اللهِ واهلُه ليمنِ الحكمةِ والايمانِ على هذا الفعلِ الاخلاقيِّ الذي سيكونُ فاتحةً لمرحلةٍ جديدة ..
في لبنانَ فتحَ الاستحقاقُ البلديُ والاختياريُ بعدَ سنينَ ثلاثٍ من التأجيل، واِن اُقفلت صناديقُ الاقتراعِ في مرحلتِه الاولى، فانه استحقاقٌ مفتوحٌ حتى الرابعِ والعشرينَ من الشهرِ الجاري، حتى تشربَ محافظاتُ لبنان جميعُها من هذا الكأسِ الانمائيِّ العائليِّ الذي لم يخلُ في بعضِ المناطقِ من النكهةِ السياسية.
حَشدتِ الدولةُ كلَّ قِواها لمواكبةِ المحطةِ الاولى من الاستحقاقِ الانتخابي، وحضرَ رئيسُ الجمهوريةِ مع الوزراءِ المعنيينَ الى وزارةِ الداخليةِ التي اَحسنت التنظيمَ والتجهيزَ بما اُوتِيَت من قدرةِ وقت، فكانت محطةً اُولى بنسبِ اقتراعٍ لامست الخمسةَ والاربعينَ بالمئة، ومع تقلبِ التنافسِ بينَ قضاءٍ وآخرَ من محافظةِ جبلِ لبنان، بقيَ الامرُ تحتَ سقفِ الانضباط، وان كانت الامورُ لم تخلُ من بعضِ الهَنّاتِ والهفَوات ..
اما جنوباً فبقيَ التفلتُ الصهيونيُ عدواناً بلا اسقفٍ ولا حدود، ومعَ شدِّ الدولةِ لاَزْرِها في الاستحقاقِ الانتخابيِّ البلديِّ استمرَّ العدوانُ الصهيونيُ استحقاقاً صعباً في ظلِّ الدعمِ الاميركيِّ المطلقِ واصرارِ البعضِ في لبنانَ على اضعافِ الدولةِ وموقفِها بوجهِ العدوِ وداعميه، عبرَ تقديمِهم العربةَ على الحصان ..
المصدر: قناة المنار
0 تعليق