أنت تائه .. اذاً انت فلسطيني.. بقلم لؤي ديب متى تعرف أنك تائه ؟ حينما تقف في بلادك وعيناك ترنوا إلى بلاد أخرى حينها تقف في بلاد لم تنشأ فيها وعيناك ترنوا إلى بلادك عندما تبقى في بلادك وعيناك على مستقبل تراه مستحيلا عندما تبقى في بلادك وعيناك على ماض لن يعود أبدا عندما يُختار لك ولا تختار كيف تكون علاقتك بالله عز وجل ، لن نعود كما كنا وافضل حتى نتخلى عن افكار استبدلت روح الله فينا وزرعت الشك في امكانية الاستمرار ، الله عز وجل محبة ولكنه تعالى سره مكروه بصورة الشيخ والكاهن والحاخام ، الاوطان انتماء وعلاقة غريزية وهي لم تنفر احد لكن منّ من يركبون القرار فيها اشد من منّ يدعون وكالتهم الحصرية لله عز وجل يشرعون باسمه ويقتلون باسمه وكل مبيق صعب باسمه . وحدهم اهل الطبيعة واهل الصحراء يعرفون الله فلا يوجد لديهم مصابيح تزور القمر ، ليتنا اطفئنا الشيخ والكاهن والحاخام فكلهم يزور الله . يعرفون أن القمر يتوضأ بالشمس ، ويعرفون أن الليل يتوضأ بالنجوم ، ولكن لا يعرفون أن الشمس تتوضأ بالناس ، لذا من لا يتوضأ بالناس تبطل شمسه ، اذاً من لا يتوضأ بالناس تبطل صلاته ، رضا الله يكمن في انقاذ روح وليس بين صفحات قوانين الكتب ، هذه المساجد والكنائس والمعابد تُسجن فيها ارادة الله عندما تحدد الحركة في دعاء لجائع في غزة وتقف عند ذلك .. هذا كذب وتدليس . في الوقت الذي كان يجب ان تكون بندقيتنا عاقلة اصيبت بالجنون ، وفي الوقت الذي كان على ساستنا ممارسة العنف السياسي اصيبوا بانفصام نفسي في عالم يشاهد محرقتنا ، ظروف يدوب فيها الحديد ويُلام الفلسطيني على مجرد التوهان . هذا التوهان هو نتيجة التدويخ في طاحونة نلف وندور بها منذ نكبتنا ، ليس الشعب الفلسطيني هو منّ يظهر في الصور بل هي ، اشباح .. انعكاس صورة احتضاره كشعب صلب تتهاوى تعاويذ حصانته ، معمعة توقعت فيها كل شيء ، اناس اخذت دور الصياد وكثيرون كانوا الفريسة ، ولكن ما فاجئني حقا هو ظهور فئة جديدة من الكلاب كانت مهمتها احضار الفريسة للصياد ! أنت تائه .. اذاً انت فلسطيني .. شيء يحاكي هلوسات طفل جائع في غزة .