نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: مرآة الغد, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 07:01 مساءً اعتادت مرآتي أن تسمع أسراري بدون أن تنطق بكلمة واحدة .دومًا تنصت وتراني بكل أحوالي تتقبل غضبي وفرحي وحزني .تنصت لمن يمر عليها وتعكس صورتهم عليها ، لم تخن يومًا أي شخص مر بها ولو بالصدفة وأخبرها شئ يخصه كانت تعرف ما وراء الوجوه وتسمع أصواتهم في الداخل وترى وجوههم الحقيقية .وكان الحامل الذي يحملها كل هذه المدة هو صديقها المخلص حافظ أسرارها لم يخذلها يومًا ، ظل طوال عمره يحملها ، في ظهرها ، يحملها بين ذراعيه خوفًا عليها من أن تسقط فتكسر ويخدش قلبها .مرت الأعوام على هذا الحال وهو يسمع والمرآه تحكي وفي يوم وهم يتسامرون مر عليها صاحبها ، فصمتت نظر إليها وتحدث إليها واعترف لها بأسرار وخبايا .أخبرها إنه يخشى الحياة والفراق ، يسعى جاهدًا لتغيير الحال إلى أحسنه ولكنه لايعلم بأي الطريق يسير ، ولا يعلم إن كان القادم خير أم شئ آخر في انتظاره .يمضي ولا يعلم إن كان هذا هو الطريق الصحيح أم هو طريق خطأ قدر له أن يمشي فيه .تساؤلات عديدة لم يجد لها أي إجابات ولم يجد لها الحلول .لكنها أسئلة لحوحة لاتكف عن إزعاجه .أخبرها أنه عاشق ومحب أخبرها عن حبه لأطفاله وأصحابه وذويه أخبرها عن مسئولياته .فماذا يفعل إذا وضع في موقف وكان عليه الاختيار في الحياة هل يختار الاختيار الأصعب أم يلجأ إلى الأسهل حلاًأم يهرب كعاداته حتى يجد الحل من مأزق الحياة .وسؤال عن المستقبل والحال وماذا يحدث غدًا ؟يجعله يعيش دومًا متلهفًا للغد وباطنه خائف منه مختبئ خلف ماذا يحدث غدًا؟ وهل غدًا هذا سيكون هو متواجد فيه؟ أم سيكون انتقل إلى حياة أخرى .أخذت المرآة تستمع وكأنها تتعرف عليه للمرة الأولى ، فشعرت بأنها تريد أن تربت على كتفه لتخفف عنه اوجاعه ولكنها كانت تعلم أن صلاحيتها التي خلقت من أجلها لا تتعدى حدود الانعكاس فقط فتركته يحكى ليستريح وهي تنظر له .في حياتنا ياعزيزي كل منا خلق لشئ عليه أن يؤديه دور عليك أن تقوم به وبواجبك نحوه .هناك من كان حمله صعب فيصبر ويحتسب ويسعى متوكلاً على الرحمن لأنه متيقن بأن الله إذا كلف أعان .وهناك من ولد في حلقه ملعقة من ذهب ولكنه هو أيضًا يبحث عن شيء ينقصه .في حياتنا لا تكتمل إلا برضانا عنها وقناعتنا بما نملك .فوراء كل باب حكاية وقصة لا يعلم بها أحد .فعليك بالسعي والرضا يسهل عليك العبور .فعلمت الإجابة عن هذه الأسئلة ؟ أم مازالت تبحث عن حلولاً لها ؟ # د. أميرة سالم