صناديق الذهب تحت المجهر.. زخم غير مسبوق ودعوات لزيادة المخصصات

البورصة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أدت التغيرات العالمية العنيفة، وعلى رأسها تصاعد التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية بين القوى الكبرى، إلى إحداث طفرات قياسية في أسعار الذهب، باعتباره الملاذ الآمن التقليدي للمستثمرين وقت الأزمات.

ومع تصاعد المخاطر وتقلبات أسواق الأسهم، توجهت شريحة واسعة من المستثمرين إلى صناديق الاستثمار في الذهب، بحثًا عن الأمان والعوائد المستقرة، بدلاً من المجازفة في أسواق الأسهم التي أصبحت أكثر عرضة للضغوط.

وعلى الصعيد المحلي، ساهم التراجع المستمر في معدلات التضخم على تخفيض المركزى لأسعار الفائدة والذى عزز من جاذبية أدوات الاستثمار البديلة، ومن ضمنها صناديق الذهب، مع سعي المستثمرين لتحقيق عوائد أعلى من تلك التي تقدمها أدوات الدخل الثابت التقليدية.

تحركات غير مسبوقة 

وقال إيهاب رشاد، العضو المنتدب لشركة مباشر القابضة، إن الذهب شهد خلال الربع الأول من عام 2025 تحركات غير مسبوقة في تاريخه، مدفوعًا بحالة عدم الاطمئنان وعدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، مما عزز مكانته كأعلى ملاذ آمن للمستثمرين.

وأضاف رشاد، أن أسعار الذهب وصلت إلى مستوى 3500 دولار للأوقية، قبل أن تتراجع سريعًا إلى 3300 دولار، مشيرًا إلى أن السوق لم يتمكن من الحفاظ على مستويات الذروة لأكثر من يوم واحد.

رشاد: شهد الذهب ارتفاعات غير مسبوقة مدفوعا بعدم الاطمئنان

وأوضح رشاد أن هناك سيناريوهين رئيسيين لتحركات الذهب خلال الفترة المقبلة؛ الأول، أن تهدأ التوترات العالمية وتنخفض حدة الصراعات، وهو ما قد يدفع الأسعار للهبوط إلى مستوى 3000 دولار للأوقية، يتبعها مرحلة تقييم جديدة للأوضاع. أما السيناريو الثاني، فيتعلق بتجدد التصعيد وممارسات عنيفة في الأسواق، مما قد يدفع أسعار الذهب للارتداد مجددًا وتجاوز مستوى 4000 دولار للأوقية.

وفيما يتعلق بتوجهات الاستثمارات، أكد رشاد أن حالة عدم الاستقرار دفعت العديد من المستثمرين إلى إعادة توجيه محافظهم نحو صناديق الذهب، باعتبارها الخيار الأكثر أمانًا مقارنةً بالأسهم وأدوات الدخل الثابت التقليدية.

و أوقفت شركته الاكتتاب الجديد الخاص بصندوق الاستثمار فى الذهب “ذهب مباشر” التابع لها، فى انتظار استقرار الأوضاع الجيوسياسية وهدوء وتيرة الحرب التجارية التى يشنها الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب.

وأوضح أن الشركة حصلت على موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية خلال الربع الأول، وكان من المقرر إطلاق الصندوق وبدأ الاكتتاب في بداية الشهر الجاري، لكن ما يحدث أجل خطط الشركة الخاصة بالصندوق.

وبلغ سعر الذهب ذروته الثلاثاء الماضى ليصل إلى مستوى 3500 دولار للأوقية الواحدة، بعد أن هاجم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رئيس الاحتياطى الفيدرالى، جيروم باول، وإعلانه عن نيته بإقالة المصرفى، على الرغم من أن لك ليس فى سلطته.

وجاء ذلك فى إشارة منه لعدم رضائه برفض بول لاقتراحه بخفض معدلات الفائدة، حيث من المتوقع أن تشهد الأسواق العالمية عودة قوية لمستويات التضخم المرتفعة مرة أخرى، بعد فرض ترامب لرسوم حمائية جمركية على واردات الدول المختلفة على الولايات المتحدة.

وشهدت صناديق الاستثمار فى الذهب زخم شرائى بعد إعلان ترامب لذلك، محولين جزءًا من محافظهم الاستثمارية نحو الملاذ الآمن ومتخارجين من الأسهم وأدوات الدخل الثابت.

الترجمان: لابد من تخصيص المستثمرين جزءًا من المحفظة للذهب

ولفت سامح الترجمان، الرئيس التنفيذى بشركة إيفولف القابضة، إلى وجوب جزء من محفظة المستثمرين تتمثل فى الاستثمار فى الذهب، دون الاعتماد على سبب ارتفاع أو انخفاض سعره، خاصةً وأنه الملاذ الآمن.

وتابع أن قيمة الذهب الحقيقية ظهرت وقت الأزمات كأزمة كوفيد-19 فى 2020، أو الأزمات المتتالية الحالية بين حروب عسكرية وأخرى تجارية.

وعزز الترجمان من أراء الآخرين، بتوجه العديد من شركات إدراة الأصول لتأسيس صناديق هى الأخرى، وسط الزخم التى تشهده الصناديق الحالية.

أسعار الوثائق

ودفع ذلك التوجه تحقيق وثائق صناديق الذهب لمستويات قياسية خلال الفترة الأخيرة لترتفع أسعار الوثائق منذ بداية العام الجارى وحتى إغلاق الأسبوع الماضى صعودًا بنحو 27.4% فى وثائق “سبايك بلتون” و26.8% فى سعر وثيقة “AZ Gold”، بالإضافة إلى 26% نموًا فى سعر وثيقة “الأهلى دهب”.

وتوقع الخبراء أن تشهد أسعار الذهب استمرارا فى الصعود على الرغم من الحركة التصحيحية الحالية، ليتخطى مستوى 4 آلاف دولار على المدى القصير إلى المتوسط، وفقا لرؤياهم.

البواب: سنشهد إصدارات جديدة بحلول استثمارية أوسع

ورجح خليل البواب، رئيس الأسواق الإقليمية والخليجية فى شركة بلتون المالية القابضة، أن يزداد الزخم على الاكتتابات فى وثائق صناديق الذهب خلال الفترة المقبلة مع ارتفاع أسعاره عالميا، خاصةً وأنه الملاذ الآمن لمستثمرى متوسطى وطويلى المدى.

وأضاف أن ذلك سيشجع على إصدار صناديق جديدة بحلول استثمارية أوسع، مشيرا إلى أن صندوق سبايك بلتون التابع لشركته ارتفع أداؤه منذ يناير بحوالى 27.4%.

وبنى الخبراء آرائهم وفقا للتقارير العالمية والتى تشير إلى وصول سعر الأوقية إلى 3700 دولار مقابل 3300 دولار بحسب تقديرات جولدمان ساكس، بنك الاستثمار العالمى، وتخطيه لمستوى 4 آلاف دولار بحلول منتصف 2026، كما عزز بنك الاستثمار، جى بى مورجان، التوقعات، مرجحا أن يصل إلى مستوى 4 آلاف دولار خلال العام المقبل.

ومحليا، يرى نجيب ساويرس، رجل الأعمال فى مقابلة مع منصة عربية بيزنس، أن سعر أوقية الذهب ستصل إلى مستوى 5 آلاف دولار خلال العامين المقبلين، مشيرا إلى أن تكلفة الأوقية الواحدة لا تتخطى 30 دولارًا.

وأضاف ساويرس، أن الانهيارات الحادة في الأسواق العالمية تعود إلى سياسات ترامب، الذي لم يتوقع هذا التراجع العنيف وكان يمكنه تنفيذ خططه الاقتصادية بطريقة أكثر هدوءًا ترضي الجميع، لافتا إلى أن معظم الأسهم فقدت 100% من قيمتها السوقية، معتبرًا أن موجة التراجع الحالية وصلت إلى أقصى مداها، وأن الأسواق لن تشهد انهيارات أعمق مما حصل.

وشجع قرار المركزى بتقليص معدلات الفائدة على تخارج المستثمرين من أدوات الدخل الثابتة نحو الادوات الاخرى، وخاصةً الملاذ الآمن، كما ساعدها الاضطرابات التى تشهدها أسواق المال عالميا ومحليا، حيث مع كل قرار للرئيس الأمريكي ينعكس ذلك على قرارات المستثمرين.

سوق المال

وفى سوق الأسهم، تضاربت الأسواق لترتفع تارةً وتنخفض أخرى، مسببة تذبذب فى الآراء لدى المستثمرين، خاصةً مع توجه وارن بافيت لتسييل الجزء الأكبر من محفظته والتى تخططت حجم السيولة فيها نحو مليار دولار.

وصعد مؤشر البورصة المصرية الرئيسى EGX30 بنحو 0.5% لتسجل 32015 نقطة، وارتفع مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة EGX70 EWI بحوالى 0.36% ليصل إلى 9320 نقطة، فيما ارتفع مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 0.38% ليصل إلى 12751 نقطة، ومؤشر EGX30 Capped بـ 0.47% ليصل إلى 39924.7 نقطة.

المصري: هناك توجه واضح وزخم كبير نحو الاستثمار في وثائق الذهب

قال مصطفى المصري، العضو المنتدب لشركة “ثاندر” لتداول الأوراق المالية، إن هناك توجهًا واضحًا وزخمًا كبيرًا من المستثمرين نحو الاستثمار في وثائق صناديق الذهب خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن معدلات الإقبال ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بالفترات السابقة، مدفوعة بالقفزات القياسية في أسعار الذهب.

وأوضح المصري أن جميع الأدوات المالية متاحة للتداول عبر منصة “ثاندر”، إلا أن الارتفاع القوي في أسعار الذهب جذب شريحة أكبر من المستثمرين إلى صناديق الذهب تحديدًا.

ووصف المصري الذهب بـ”الفارس في السوق حاليًا”، لافتًا إلى أن الطفرات السعرية الأخيرة كسرت جميع التوقعات التقليدية، وأصبح تحرك الذهب مرتبطًا بشكل أكبر بالقرارات السياسية العالمية وليس بالتحليلات المالية المعتادة.

وأكد أن الحركة التصحيحية التي يشهدها الذهب حاليًا تعد فرصة للشراء، باعتبارها حركة جني أرباح طبيعية تحدث تاريخيًا، متوقعًا أن تعود الأسعار للارتداد والصعود مجددًا مع استمرار العوامل الداعمة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق