تخطط الولايات المتحدة لإطلاق مفاوضات تجارية متدرجة مع نحو 18 من شركائها التجاريين الرئيسيين خلال الشهرين المقبلين، في إطار استراتيجية جديدة تهدف إلى تبسيط المحادثات المتعلقة برسوم “المعاملة بالمثل” التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت مصادر مطّلعة في تصريحات حصرية لصحيفة “ووال ستريت جورنال” الأمريكية إن المفاوضات تعتمد على نموذج تفاوض موحد أعدّه مكتب الممثل التجاري الأمريكي، ويتضمن محاور رئيسية تشمل الرسوم الجمركية والحصص، والحواجز غير الجمركية مثل اللوائح التنظيمية، والتجارة الرقمية، وقواعد المنشأ، والأمن الاقتصادي.
ويقوم النموذج على تخصيص جولات تفاوضية أسبوعية تشمل ست دول في كل جولة، على أن تتكرر الدورة حتى الموعد النهائي الذي حدده ترامب في 8 يوليو المقبل. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول ذلك التاريخ، ستُفرض رسوم جمركية جديدة على الدول غير المتعاونة، ما لم تمدد الإدارة الأميركية فترة التعليق الحالية التي تستمر 90 يومًا.
وأكدت المتحدثة باسم مكتب الممثل التجاري الأمريكي أن المكتب “يتحرك بسرعة وبإطار منظم مع الشركاء التجاريين الراغبين”، مشيرة إلى أن أهداف الإدارة الأميركية “واضحة”، وأن الدول الشريكة “لديها فهم جيد لما هو متوقع منها”.
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى تحقيق مكاسب تجارية سريعة في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية، في حين تلقّت بالفعل 18 مقترحًا مكتوبًا من الدول الشريكة وتقوم حاليًا بمراجعتها، بحسب ما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت.
وفي المقابل، أبدت بعض الدول تحفظاتها، حيث أكد مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي أن بروكسل لا تزال تنتظر طلبات أمريكية “ملموسة”، في حين نفى المكتب ذلك، مؤكدا أن الإطار التفاوضي تم عرضه على الأوروبيين مرارًا. أما المملكة المتحدة، فقد شددت على استبعاد أي تعديل في معايير سلامة الغذاء والسيارات، معتبرة تلك مسائل سيادية.
ولن تكون كندا والمكسيك جزءًا من هذه الجولة الجديدة من المحادثات، إذ إن قرار ترامب بشأن الرسوم المعاملة بالمثل لا يشملهما. كما من المرجح أن تدخل الصين – ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة – في مسار تفاوضي خاص، لا سيما في ظل نية ترامب فرض رسوم تتجاوز 145% على الواردات الصينية.
ورغم حديث ترامب عن تواصل “يومي” مع بكين، نفت الحكومة الصينية وجود مفاوضات جوهرية في الوقت الحالي. وكان ترامب قد أكد أنه لن يتراجع عن الرسوم المفروضة على الصين ما لم يحصل على “تنازلات كبيرة” من الجانب الصيني.
وتبقى تفاصيل مطالب واشنطن غامضة في بعض الملفات، بينما تسعى بعض الدول، كالهند، إلى تسريع المفاوضات، لا سيما بعد زيارة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس إلى نيودلهي هذا الأسبوع، والتي أسفرت عن اتفاق مبدئي على شروط التفاوض.
0 تعليق