نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: من القذائف إلى الورق.. الحرب حاضرة بقوة في معرض بيروت للكتاب, اليوم السبت 26 أبريل 2025 10:51 صباحاً ولم تسمح الحرب التي شهدها لبنان مؤخرا بإقامة المعرض في موعده، الذي كان مقررا في الشهر الأخير من عام 2024، الأمر الذي جعل الدورة 66 تقام في مايو استثنائيا، وبرعاية رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، على أن تقام الدورة اللاحقة في موعدها المعتاد نهاية العام الجاري. ويقول القائمون على المعرض لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه رغم ضآلة عدد الكتب التي تناولت الحرب بشكل مباشر، فإن تأثيرها على دور النشر والكتاب والمضامين كان عميقا، وبدا ذلك واضحا في الحديث مع بعض دور النشر المشاركة في المعرض وفي معارض مماثلة في لبنان. ويوضح الإعلامي أنطوان سعد صاحب دار نشر "سائر المشرق" لـ"سكاي نيوز عربية": "صدر لنا في 15 مارس كتاب (حزب الله ولبنان خطان لا يلتقيان)، وهو نموذج عن الكتب التي تعكس آثار الحرب، خصوصا بعد مقتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله". ويضيف سعد: "هناك كتاب يحمل عنوان (رسول الشاه وشيعة السفارة)، لأول مرة يتناول كتاب في مدخله معركة الإسناد (التي خاضها حزب الله تزامنا مع حرب إسرائيل على قطاع غزة) وما أدت إليه من عدوان إسرائيلي على حزب الله ولبنان، وما نتج عن ذلك من خسائر كبرى ومن تغيير في ميزان القوة شيعيا ولبنانيا، وهذا ما فتح الباب لخروج الدولة من سلطة الحزب وأسس لتوازن جديد داخل البنيتين اللبنانية والعربية". وأشار إلى "بناء سلطة لبنانية متحررة من ضغوط حزب الله ومن دور إيران فيها، وهذا ما وضح بوصول جوزيف عون (رئيس لبنان) وسلام (رئيس الحكومة) إلى السلطة التي احتكرها حزب الله لسنوات". ويوضح سعد: "هناك 4 كتب أخرى تأثرت بالحرب الأخيرة على لبنان التي لا زالت مستمرة، رغم أنها لم تتناول موضوع الحرب بشكل مباشر". ويقول في السياق نفسه صاحب دار "نلسن" سليمان بختي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الحرب في لبنان موضوع حاضر دائما. وتابع بختي: "لكلّ حربه في لبنان، وحتى لكلّ هواه في اختيار الانتماء إلى حرب ما. متى تبدأ الحرب؟ ومتى تنتهي؟ لا أحد يعلم". وأضاف: "كيف يمكن أن تستوي الحرب في كتاب؟ أرى أمامي نصوصا كثيرة في دار النشر تذكر الحرب وتتذكر فصولها. لا يزال وهج الحرب الساخن يلف حياتنا. ربما يحتاج الأمر إلى بعض الوقت حتى تختمر الأشياء. ربما لم يصل بعد من يكتب ملحمة الحرب". ويرى الناشر اللبناني أن الحرب "كانت قاسية، زلزلت في كياننا أشياء كثيرة. صدمت الواقع كما صدمت العقل والخيال". ويوضح بختي: "هناك رواية لشاب موهوب من غزة اسمه منيب أبو سعادة، عنوانها (أرض لا تموت). ساعد في وصولها الموسيقي الصديق أحمد قعبور، وأعتقد أنها ستكون من ضمن إصداراتنا الجديدة في المعرض العتيد". واعتبر أن "رغم قوة الحرب، فإنها لا يمكنها أن تقتل الأرض ولا إرادة البشر". وتغيب الإحصاءات الدقيقة حول عدد الكتب التي تتناول الحروب في هذه الدورة من معرض بيروت، ويعزى ذلك، بحسب منظمي المعرض، إلى عدم وجود آلية منهجية ترصد موضوعات الكتب بدقة قبل صدورها، أو عملية فرز جماعي للعناوين ضمن المعرض. ومع ذلك، يتوقع العديد من القراء والزوار أن تطغى الحرب على كثير من العناوين الجديدة، لا كموضوع مباشر، بل كظل ثقيل يلون الحكايات ويشظي اللغة ويعيد تشكيل الشخصيات. ويقول أحمد، وهو طالب جامعي: "كل سنة نلاحظ أن الحرب حاضرة. اللبنانيون لا يكتبون عنها فقط بل من داخلها. حتى لو كانت القصة رومانسية أو اجتماعية يبقى هناك شيء يذكّر بالقصف والخسارة". وتضيف المعلمة سناء بحصلي لموقع "سكاي نيوز عربية": "أتوقع أن أرى كتبا عن الحرب حتى لو لم تذكر في العنوان. نحن شعب يكتب من جراحه. وكل سنة نقرأ حربا بصيغ مختلفة". كما يقول إبراهيم، وهو صاحب مكتبة في بيروت: "في المعرض لا تظهر الحرب على أغلفة الكتب فقط، بل في النظرات أو النقاشات أو الندوات المزمع عقدها أو في حفلات توقيع الكتاب الذين يقف أصحابها، مرة جديدة، ليقولوا كلمتهم وسط الركام". ويختم جان صليبا، وهو معلم، قائلا: "إذا لم تكن السطور تحمل بصمات الدمار والحرب فبلا شك ستكون أحاديث الرواد في المعرض عن ذلك".