في تصريحات هامة خلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، أشادت مديرة صندوق النقد الدولي، "كريستالينا غورغيفا"، بالجهود التي تبذلها الدول لتحقيق استقرار اقتصادي داخلي.
وارتباطا بالموضوع، أكدت المتحدثة ذاتها أن المغرب يمثل نموذجًا متميزًا في هذا الصدد، بعد أن استطاع ترتيب أوضاعه الداخلية بشكل جيد، معتمدًا على سياسات مالية ونقدية متينة.
كما أوضحت "غورغيفا" أن المغرب هو الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعتبر مؤهلة للحصول على خط ائتمان مرن من صندوق النقد الدولي، وهو ما يعكس قدرة الاقتصاد المغربي على التعامل مع التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية.
وبحسب خبراء في الاقتصاد، فإن هذه التصريحات الهامة تعزز مكانة المغرب على الساحة الاقتصادية الدولية، إذ يعتبر الحصول على خط ائتمان مرن من صندوق النقد الدولي من أبرز الشهادات على قدرة الدولة في مواجهة التقلبات الاقتصادية بشكل مستقل، دون الحاجة إلى شروط قاسية قد تفرضها برامج الإصلاح التقليدية.
ذات المحللين شددوا على أن الخط الائتماني المرن يعد أداة مالية تمنحها صندوق النقد للدول التي تحقق مستويات عالية من الاستقرار الاقتصادي ويمكنها أن تتعامل مع الأزمات الخارجية من دون التأثير الكبير على استقرارها الداخلي.
يتزامن هذا الإنجاز مع استمرار المغرب في تعزيز إصلاحاته الاقتصادية، بما في ذلك التحكم في العجز المالي، ورفع مستوى احتياطيات النقد الأجنبي، وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات. كما أشارت "غورغييفا" إلى أن هذه السياسات المالية والنقدية المتينة قد ساعدت في تمكين المغرب من مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية، مما يسهم في تعزيز قدرته على التكيف مع التحديات المستمرة.
ومن المتوقع أن يستمر المغرب في تعزيز موقعه كداعم رئيسي للاستقرار الاقتصادي في المنطقة. ومع التوقعات بارتفاع النمو الاقتصادي في السنوات القادمة، سيكون لهذا التصنيف من صندوق النقد الدولي تأثير إيجابي على سمعة المغرب كوجهة استثمارية آمنة، مما يعزز فرصه في جذب الاستثمارات الدولية.
وفي ختام تصريحها، أشادت غورغييفا بالمغرب كنموذج يحتذى به في المنطقة، مؤكدة أن الدول الأخرى في المنطقة يمكن أن تستفيد من تجربة المغرب في تبني السياسات المالية والنقدية المتوازنة لتحقيق استقرار اقتصادي مستدام.
0 تعليق