كشفت وثائق سرية مسرّبة، تداولها الإعلام السوري مؤخرًا، عن تنسيق عسكري وأمني بين جبهة "البوليساريو" الانفصالية ونظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، تمّ برعاية مباشرة من النظامين الجزائري والإيراني، وفق ما ورد في تقرير بثّه التلفزيون السوري الرسمي، قبل أن يتم حذفه لاحقًا لأسباب غير معلومة.
وأورد التقرير، الذي حمل عنوان "وثيقة سرية تكشف تحالفًا خفيًا بين البوليساريو ونظام الأسد برعاية إيران والجزائر"، أن العلاقة بين الطرفين تعود إلى سنة 2012، حين وافق نظام الأسد على إدماج مقاتلين من "البوليساريو" في تدريبات عسكرية على الأراضي السورية، بإشراف من ضباط جزائريين، وبتنسيق مع “حزب الله” اللبناني.
وأوضح المصدر ذاته أن الاتفاق تم على خلفية مشاورات بين وزارتي الدفاع في الجزائر وسوريا، وجاء بناء على طلب من قيادات “جبهة البوليساريو”، بعد اجتماع سري احتضنته مخيمات تندوف، شارك فيه كل من محمد عبد العزيز، إبراهيم غالي، وعبد القادر عمر، إلى جانب ضابط تابع لجهاز استخبارات سوري متمركز بالجزائر.
الوثيقة، التي تعود لسنة 2012، أشارت إلى أن التدريبات انطلقت فعلاً في يناير من نفس العام، بمشاركة 120 عنصرا من الجبهة الانفصالية "البوليساريو"، جرى توزيعهم على أربع مجموعات داخل مقر قيادة القوات البرية التابعة للنظام السوري، في إطار تنسيق عسكري متعدد المستويات.
كما كشف التقرير عن زيارة قام بها وفد من “البوليساريو” إلى العاصمة اللبنانية بيروت في دجنبر 2011، حيث التقى مسؤولًا بارزًا في “حزب الله” من أجل التشاور بشأن الترتيبات الأمنية والمهام الموكلة لمقاتلي الجبهة داخل سوريا، دون أن يتمكن من لقاء الأمين العام للحزب، حسن نصر الله.
وتأتي هذه التسريبات في سياق ما وصفه التقرير بـ"شبكة علاقات معقدة" تجمع بين جبهة "البوليساريو" ونظام الأسد و"حزب الله"، بدعم مباشر من الجزائر وإيران، بهدف توسيع النفوذ الإيراني في المنطقة، واستغلال المقاتلين الصحراويين ضمن هذه الأجندة.
وفي سياق متصل، ذكّر التلفزيون السوري بتقرير سابق لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نشر بتاريخ 12 أبريل الجاري، أكدت فيه وجود مئات المقاتلين من "البوليساريو" الذين أرسلتهم إيران للقتال إلى جانب نظام الأسد، والذين يوجدون حاليًا رهن الاحتجاز من قبل السلطات السورية الجديدة.
المعطيات الواردة في التقرير، والذي تم حذفه لاحقًا من الموقع الرسمي للتلفزيون السوري، أعادت طرح تساؤلات بشأن الخلفيات الحقيقية للعلاقة بين الجبهة الانفصالية ونظام الأسد، والدور الذي تلعبه طهران والجزائر في دعم هذا التنسيق، في سياق إقليمي معقد ومفتوح على أكثر من احتمال.
0 تعليق