حين وضعت الحرب الصهيونية على لبنان أوزارها، وعاد الناس إلى بيوتهم المهجورة، عادوا إلى تراب قلوبهم، لم يلتفتوا إلى الحجارة المهدّمة، ولا إلى الطرقات المتصدّعة. حملوا غرسهم وكانت الأرض بانتظارهم.هذا المشهد، التقطته ريشة التشكيلية فادية عنان في لوحة تختصر حكاية وطن بكامله. الرجل المسنّ الذي عاد إلى بلدته عيتا الشعب بعد الحرب مباشرة،وكان أول فعل له “غرس زيتونة”.في اللوحة، يظهر الرجل منحنياً نحو التراب، يداه تتشابكان حول جذع الزيتونة كمن يحضن ابنه، أو يبارك مولوداً جديداً. والخلفية ليست مجرد مشهد طبيعي، بل فضاء من الدلالات: بقايا الحرب، صمت الدمار، وظلال الأمل المولود من الرماد.إنه مشهد يتجاوز الزمان والمكان، ليصبح أيقونة من أيقونات المقاومة… يد تحفر في التراب، وقلب لا يعرف الانكسار. المصدر: موقع المنار