أثارت خطوة السلطات الإعلامية الجزائرية بتوقيف بث برنامج رياضي شهير جدلاً واسعاً داخل الأوساط الإعلامية والسياسية، بعدما تبيّن أن السبب الحقيقي وراء القرار يعود إلى إشادة الفريق الصحافي بحسن الضيافة التي حظي بها نادي شباب قسنطينة خلال زيارته الأخيرة إلى المغرب لمواجهة نهضة بركان.

كما أشار بلاغ رسمي صادر عن الجهة المشرفة إلى أن التوقيف جاء على خلفية ما وصفه بـ"خطاب كراهية"، وهو التبرير الذي أثار استغراب عدد من المتابعين، خاصة أن مضمون الحلقة الموقوفة لم يتضمن سوى إشادة بتنظيم مغربي وصف بـ"المتميز"، ومعاملة راقية تلقاها الوفد الرياضي الجزائري.

وقد دخل الصحفي المغربي والناشط الفايسبوكي محمد واموسي على خط هذا المستجد، عبر تدوينة أثارت تفاعلاً واسعاً، اعتبر فيها أن "منطق السلطات الجزائرية غريب"، حيث كتب: "إذا مدحتَ المغاربة فأنت تبث الكراهية، أما إذا شتمتهم صباح مساء، ودعمت تقسيم بلدهم، وحرضت على الفوضى عندهم، فأنت تمارس الوطنية!".

وأوضح واموسي، في التدوينة ذاتها، أن الإعلام الجزائري بات يُدار بمقاييس مزدوجة، حيث يتم الترويج للعداء تجاه المغرب بشكل مستمر، بينما يُعتبر أي مضمون إيجابي اتجاه الجار المغربي خروجاً عن "الخط التحريري المسموح به"، وهو ما يُفاقم من تردي مناخ حرية التعبير في البلاد.

وقد عبّر عدد من المهتمين بالشأن الرياضي والإعلامي عن استيائهم من هذا القرار، معتبرين أن الرياضة يفترض أن تكون جسراً للتواصل وتقريب الشعوب، لا أداة لزيادة الشقاق وتصفية الحسابات السياسية بين الحكومات.