أظهرت دراسة مشتركة أجراها باحثون من المملكة المتحدة والصين أن المراهقين الذين ينامون لفترة أطول ويذهبون إلى النوم في وقت مبكر يتمتعون بقدرات إدراكية أفضل، وأحجام دماغ أكبر، ووظائف دماغية محسّنة مقارنة بأقرانهم الذين ينامون أقل أو في وقت متأخر. وتأتي هذه النتائج لتؤكد الدور الحيوي الذي يلعبه النوم في التطور العقلي والنفسي خلال مرحلة المراهقة.
ووفقاً لما نشره موقع Medical Xpress، استندت الدراسة إلى بيانات أكثر من 3200 مراهق تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عاماً، تم تتبع أنماط نومهم باستخدام أجهزة "فيت بيت"، ومقارنتها بنتائج فحوصات دماغية دقيقة. وتمكن الباحثون من تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات بحسب أنماط نومهم، حيث أظهرت المجموعة التي نامت مبكراً ولمدة أطول أداءً أفضل في اختبارات تتعلق بالمفردات، والتركيز، وحل المشكلات.
وبينما لم تُسجل فروقات واضحة في التحصيل الدراسي التقليدي، فإن الاختبارات المعرفية الدقيقة كشفت أن أفضل أداء كان من نصيب من ناموا أطول وفي وقت أبكر، تلتهم المجموعة المتوسطة، ثم أولئك الذين اعتادوا النوم متأخراً والاستيقاظ مبكراً، والذين سجلوا أضعف وظائف دماغية وحجماً أقل للدماغ.
ويؤكد العلماء أن النوم يلعب دوراً بالغ الأهمية في إزالة السموم من الدماغ، وتعزيز الاتصال العصبي، وتحسين الذاكرة، إلى جانب دعمه للمناعة والصحة النفسية. ومع ذلك، أظهرت دراسات موازية أُجريت في الولايات المتحدة أن غالبية المراهقين، بمن فيهم أصحاب العادات الجيدة، لا يحصلون على عدد ساعات النوم الموصى بها لفئتهم العمرية، مما يدعو إلى التركيز على نشر الوعي بأهمية النوم الكافي كجزء من نمط حياة صحي ومتوازن.
0 تعليق