وصف سفير لبنان في الفاتيكان غدي خوري، لبنان بأنه "نموذج مميز للتعايش بين الأديان"، مشيراً إلى أنه الدولة الوحيدة في العالم التي تمتزج فيها الأديان وتتعايش دون أن يشعر أي طرف بالتهميش، مؤكداً أن "اللبنانيين متساوون في القناعات والانتماء الوطني".
وتحدث خوري عن قلق الفاتيكان إزاء تراجع أعداد المسيحيين في الشرق الأوسط، معبّراً عن خشية الكرسي الرسولي من موجات الهجرة المتزايدة، لاسيما مع ما وصفه بـ"سهولة خروج المسيحيين من المنطقة".
وفي ما يخص موقف البابا فرنسيس من العمل الكنسي في لبنان، لفت خوري إلى أن البابا امتلك "رؤية ثورية وتجددية وتطورية"، غير أن الكنائس لم تتمكن بالضرورة من مواكبتها بالسرعة المطلوبة. وأشار إلى جهود الفاتيكان في تعزيز الشفافية داخل الكنيسة، مؤكداً أن ذلك تجلّى حتى خلال فترة مرض البابا من خلال التقارير شبه اليومية لحالته، كما أقرّ ببعض الأخطاء التي وقعت داخل المؤسسة الكنسية، مضيفاً أن هناك تلميحات دائمة إلى الحاجة لأن تواكب الكنائس حول العالم التطور والحداثة التي ينادي بها البابا.
وعن انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، أشار خوري إلى أن الفاتيكان تعامل معه كـ"حدث أليم جداً"، حيث كلف البابا على الفور أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بزيارة لبنان، ولاحقاً استقبل البابا أهالي الضحايا وخصص مبلغاً من صندوقه الشخصي للمساهمة في إعادة إعمار جزء من العاصمة. وأكد أن هذا الحدث ترك أثراً بالغاً في البابا.
كما شدد على أن الفاتيكان يتابع جميع الأزمات التي يمر بها لبنان ويتفاعل معها باستمرار.
وعلى الصعيد الشخصي، قال خوري إن أكثر ما يلخص شخصية البابا فرنسيس هو قوله المتكرر: "من أنا لأحكم على الناس؟"، مشيراً إلى أن هذا الموقف يعكس مدى إنسانيته وتواضعه، وأضاف: "طلب مني في مناسبتين أن أصلي من أجله، وهذا يكشف عمق تواضعه وروحه الإنسانية".
0 تعليق