اشار رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب كميل شمعون الى انه في الوقت الذي كان من المفترض على حزب الله ان يقرأ بتمعن وهدوء المتغيرات في المنطقة والإقليم، ويستخلص منها نهاية دوره كفصيل إيراني مسلح في لبنان والمنطقة العربية، أتحف اللبنانيين بتوجيه رسائل حامية أقل ما يقال فيها انها ممجوجة واهنة ومملة لا تفيد المفاوض الإيراني في مواجهة المفاوض الأميركي، ولا تغير قيد أنملة في قرار العهد رئاسة وحكومة بانتزاع ليس فقط سلاح الحزب، بل كل سلاح غير شرعي على الأراضي اللبنانية.واوضح شمعون في حديث إلى "الأنباء" الكويتية، بانه يدرك حزب الله ان القرار بانتزاع سلاحه ليس للمناورة ولا للمقايضة، بل اتخذ لتنفيذه لا لتعليقه كفزاعة غب الطلب. وبالتالي لا خيار أمامه سوى تسليم سلاحه للدولة اللبنانية تطبيقا للقرار الدولي 1701 وملحقاته في اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه بكامل إرادته، والتزم بتنفيذ مضمونه دون قيد أو شرط، ووقعت عليه حكومة تصريف الأعمال السابقة برئاسة نجيب ميقاتي. من هنا التأكيد على ان كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن استحالة نزع سلاح المقاومة، وتهديدات نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي بقطع اليد التي ستمتد إلى السلاح، مجرد تطبيل لا صدى له ولا موجات ارتدادية.ولفت الى انه سواء توصلت المفاوضات بين واشنطن وطهران إلى إبرام اتفاق أو تسوية بينهما أم فشلت في اجتراح معجزات تقي النظام الإيراني ومعه المفاعلات النووية الإيرانية ضربات حتمية قاصمة، على حزب الله ان يعي حقيقة الواقع الجديد في لبنان، إلا وهو انطلاق السواد الأعظم من اللبنانيين خلف العهد وإلى جانبه، في بناء الدولة الفعلية على أسس صلبة ومتينة لا تهزها عواصف إقليمية ولا تزعزع متانتها عوامل داخلية. وعلى ما تبقى من قيادات في الحزب ان يتنبهوا جيدا إلى ان الرسائل الحامية والمواقف التصعيدية، سواء لإسناد المفاوض الإيراني في مواجهة المفاوض الأميركي، أم لإسناد مطالب وشروط الحزب في المحادثات الثنائية الداخلية حول كيفية تسليم سلاحه ومواقعه، ستنتهي لا محالة بمثل ما انتهت إليه حرب إسناد غزة.واعتبر شمعون بان تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي متروك للدبلوماسية اللبنانية بإشراف ومتابعة وعناية رئيس الجمهورية جوزف عون. وأي كلام آخر كنفاد صبر المقاومة وجاهزيتها لدحر العدو محزن ومضحك في آن، ولا قيمة له في ميزان الحكمة والتعقل والقيادة الرشيدة التي يتحلى بها العهد. والحق يقال ان الإسناد الحقيقي هو إسناد العهد في تواصله مع دول القرار لتحرير الجنوب وإعادة رسم لبنان على الخارطتين العربية والدولية، ودعم الحكومة ومواكبتها في مسارها الإصلاحي والإنقاذي.واوضح بان لبنان بقيادة الرئيس العماد جوزف عون يسير في الاتجاه الصحيح ويسلك ولو بوتيرة متباطئة الطريق القويم للوصول إلى الدولة المنشودة. إلا ان مشكلة العهد تكمن في عدم توافر الإمكانات المالية واللوجستية اللازمة لتسريع الخطوات وبلوغ الولادة الجديدة للبنان الدولة والكيان، خصوصا ان اللبنانيين يعقدون على الرئيسين عون ونواف سلام آمالا جساما لتحقيق أوسع مروحة من الإنجازات والإصلاحات، قبل دخول لبنان مدار الانتخابات النيابية في ربيع 2026.