نظّمت جامعة طنطا احتفالية كبرى اليوم، بمناسبة تصدّرها الجامعات المصرية في مجال محو الأمية خلال عام 2024، بعد نجاحها في تحرير أكثر من 33 ألف مواطن من الأمية، في إنجاز يعكس التزامها بالمسؤولية المجتمعية وتنفيذها لرؤية الدولة المصرية في القضاء على الأمية وتحقيق التنمية المستدامة.

رئيس الجامعة: فخورون بالإنجاز ونؤمن برسالة التمكين المجتمعي

أكد الدكتور محمد حسين، رئيس جامعة طنطا، خلال كلمته في الاحتفالية، أن تصدّر الجامعة لقائمة الجامعات المصرية في مجال محو الأمية يُعد تتويجًا لجهود استثنائية بذلتها الجامعة خلال عام 2024، لافتًا إلى أن محو أمية 33 ألف مواطن يعكس دور الجامعة في دعم حقوق الإنسان، وتمكين المواطنين من التعليم، وتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بالتعليم الجيد.

وأشار إلى أن الجامعة لا تنظر إلى محو الأمية باعتباره جهدًا تعليميا فقط، بل باعتباره قضية تنموية وإنسانية ترتبط بكرامة الإنسان وقدرته على التقدم، مشددًا على التزام الجامعة بتعزيز ثقافة "التعلم مدى الحياة"، وبناء مجتمع معرفي رقمي قادر على مواكبة متغيرات العصر.

ووجّه الدكتور حسين الشكر إلى جميع من شاركوا في هذا الإنجاز، وعلى رأسهم الدكتور محمود سليم، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وأعضاء هيئة التدريس، والطلاب، وجميع الجهات الشريكة وعلى رأسها الهيئة العامة لتعليم الكبار.

إطلاق مبادرة «المعرفة حياة» لمحو الأمية الرقمية وتوفير فرص عمل

من جانبه، استعرض الدكتور محمود سليم، نائب رئيس الجامعة، في عرض تقديمي موسّع، أبرز إنجازات جامعة طنطا في مجال المشاركة المجتمعية، وتحديدًا في مشروعات محو الأمية، مؤكدًا أن الجامعة تعمل بخطى ثابتة منذ سنوات لدعم مبادرات الدولة وتحقيق المراكز الأولى في القضاء على الأمية.

وأعلن خلال الاحتفالية عن إطلاق مبادرة جديدة تحمل اسم «المعرفة حياة»، بالشراكة مع التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، ومجمع عمال مصر، ومؤسسة نور مصر الخيرية. وتهدف المبادرة إلى محو الأمية الرقمية، وتوفير فرص عمل للأشخاص الذين تم محو أميتهم بالفعل، وتمكينهم من أدوات العصر الرقمي، كجزء من رؤية شاملة لدمجهم في سوق العمل ودعم الاقتصاد الوطني.

الهيئة العامة لتعليم الكبار: إنجاز جامعة طنطا نموذج يحتذى به

وفي كلمته، نقل الدكتور وليد حويله، ممثل الهيئة العامة لتعليم الكبار، تحيات الدكتور عيد عبد الواحد، رئيس الهيئة، مشيدًا بدور جامعة طنطا في خفض نسبة الأمية بمحافظة الغربية بشكل ملموس، ومساهمتها الفعالة في محو أمية ما يقرب من 175 ألف مواطن خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح أن قضية الأمية لم تعد محصورة في عدم القدرة على القراءة والكتابة فحسب، بل تشمل كذلك عدم التمكن من المهارات الرقمية والريادية، مؤكدًا أن الهيئة طورت استراتيجياتها لتأهيل مواطن متعلم واعٍ يمتلك أدوات الابتكار والريادة.

تكريم قيادات الجامعة والطلاب المشاركين في المشروع

شهدت الاحتفالية مراسم تكريم لعدد من القيادات والمشاركين في مشروع محو الأمية، حيث أهدت الهيئة العامة لتعليم الكبار درعها إلى كل من الدكتور محمد حسين رئيس الجامعة، والدكتور محمود سليم، نائب رئيس الجامعة، كما كرّمت الجامعة ممثلي الهيئة، منهم الدكتور وليد حويله، ومحمد أبو النبايل، رئيس قطاع الأفرع الستة بالهيئة.

كما تم تكريم عمداء الكليات التي سجلت أعلى مشاركة طلابية في المشروع، من بينهم الدكتور أسامة بدر عميد كلية الحقوق، والدكتور أحمد هلال عميد كلية التربية، والدكتور ممدوح المصري القائم بعمل عميد كلية الآداب، بالإضافة إلى تكريم العاملين بالجامعة والهيئة والطلاب المتميزين في مجال محو الأمية.

جامعة طنطا.. نموذج للجامعة المجتمعية التنموية

تؤكد جامعة طنطا من خلال هذا الإنجاز أنها ليست فقط صرحًا علميًا، بل أيضًا مؤسسة مجتمعية فاعلة تُسهم في بناء الإنسان وتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها محو الأمية التقليدية والرقمية، وتعزيز فرص العمل والتنمية المستدامة.

وتُعد الجامعة واحدة من أبرز النماذج الناجحة في دمج التعليم بالمشاركة المجتمعية، وترسيخ فكرة الجامعة التي تخدم المجتمع وتُحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة أفراده.