تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق عندما تبدأ أنامله في العزف، لا تسمع مجرد ألحان؛ بل رحلة فنية تشق طريقها إلى القلب مباشرة، هكذا يصف كثيرون العازف محمد بكر، ابن محافظة الدقهلية، الذي صنع لنفسه اسمًا في عالم الموسيقى رغم بداياته المتواضعة، ليصبح اليوم أحد الوجوه البارزة في فرق الموسيقى والرقص الشعبي.من مكتبة صغيرة إلى خشبة المسرحلم يكن العزف مجرد هواية عابرة لمحمد بكر، بل شغف وُلد معه منذ نعومة أظافره. في سن الثالثة عشرة، وبينما كان أقرانه يقضون أوقاتهم في اللعب، كان "بكر" يُدرّب أصابعه على مفاتيح آلة أورج بسيطة اشتراها من إحدى المكتبات، وبدأ يعزف ألحانًا سمعية مثل "عيد الميلاد" و"ماما زمانها جاية"، معتمدًا فقط على أذنه الموسيقية.لم يتلقَ تعليمًا أكاديميًا في بدايته، لكنه كان تلميذًا مخلصًا لفنه، يعلّم نفسه بنفسه، ويكتشف أسرار الآلات من خلال التجربة والتكرار، حتى تمكن من تطوير نفسه بمهارة لافتة أثارت إعجاب المحيطين به.رحلة التطور والاحترافمع مرور الوقت، التحق محمد بكر بمركز وطلائع الاستاد للموهوبين، حيث وجد في هذا المكان بيئة خصبة لتغذية موهبته، وتتلمذ على أيدي عازفين محترفين، وشاركهم العزف في عدد من الفعاليات.ثم انتقل إلى مركز شباب المنصورة (الساحة الشعبية بمنطقة العباسي)، حيث انطلقت مرحلة جديدة من التميز. هناك، لم يقتصر أداؤه على آلة واحدة، بل تنقل بين الأورج والترومبيت والكمان والأكورديون، كما شارك في فرق موسيقى نحاسية ووترية وكورال، وقدم عروضًا مبهرة مع فرق الفنون الشعبية.فنان متعدد المهاراتما يميز محمد بكر ليس فقط تنوع الآلات التي يجيدها، بل قدرته على الأداء المتوازي؛ فكان يعزف الأورج مع فريق الرقص الشعبي، وفي الوقت نفسه، يعزف الترومبيت ضمن فرقة الموسيقى النحاسية، إلى جانب مشاركته كمطرب في كورال الأكاديمية، وعازف كمان في فرقة الوتريات.كما عمل تحت إشراف مدربين كبار في تصميم رقصات الفنون الشعبية، وكان راقصًا ضمن فرق معتمدة، ما أضاف بعدًا فنيًا جديدًا لتكوينه الموسيقي المتكامل.تكريمات ومراكز أولىلم تمرّ موهبة محمد بكر دون أن تحظى بالتقدير، فقد كُرِّم من محافظ الدقهلية الأسبق اللواء فخر الدين خالد، واللواء محمد صوان، كما حصل على إشادة خاصة من الموسيقار الكبير هاني شنودة، الذي كرّمه كمدرب موسيقى وعازف متميزوخلال مشاركاته المتعددة، حصد بكر مراكز أولى وثانية وثالثة على مستوى الجمهورية في أكثر من آلة موسيقية خلال العام نفسه، وهو إنجاز قلّ أن يتحقق لفنان واحد.شغف لا ينطفئرغم مسيرته الطويلة، لا يزال محمد بكر يحتفظ بنفس الشغف الذي بدأ به في سن المراهقة. ويؤكد في حديثه لـ"البوابة نيوز":"العزف يسري في دمي. لم يكن مجرد هواية، بل حياة كاملة عشتها وأعيشها حتى اليوم".يواصل محمد بكر اليوم مشاركته في الفرق الموسيقية التابعة لقصر ثقافة المنصورة، ويقدّم عروضًا منتظمة ضمن فريق الرقص الشعبي، بالإضافة إلى نشاطه في فرق الكورال والغناء، ليظل اسمه علامة مميزة في المشهد الفني.