تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق في أجواء روحية مهيبة، ترأس نيافة راعي أبرشية حمص وتوابعها للسريان الأرثوذكس، المطران مار تيموثاوس متى الخوري، رتبة غسل أرجل التلاميذ في كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار، مساء خميس الأسرار، مؤكدًا في كلمته على المعاني العميقة التي تختزلها هذه الشعيرة المسيحية.تواضع المسيح.. درس خالد لكل مؤمناستهل المطران كلمته بالتوقف عند المشهد الإنجيلي المؤثر، حيث جثا السيد المسيح عند أقدام تلاميذه ليغسلها، قائلًا: “لم يكن هذا مجرد فعل رمزي، بل رسالة حيّة، مدرسة في التواضع، ومثالًا عمليًا للوصية الجديدة”.وأكد أن تواضع المسيح لم يكن ضعفًا، بل تعبيرًا عن قوّةٍ محبة، تُظهر عظمة الإله في صورة العبد، وتُعلّم الإنسان كيف يخدم أخاه دون تمييز أو شروط.الخدمة الحقيقية: حب يغلب الكبرياءوأشار نيافته إلى أن غسل الأرجل في تقاليد الزمن القديم كان من مهام العبيد، لكن يسوع، المعلم والرب، قلب المفاهيم ليقدّم درسًا في المحبة العملية.“المسيح علّمنا أن نخدم من القلب، أن نغفر، أن نصبر، أن ننحني في قلوبنا قبل أجسادنا”، قال المطران، مؤكدًا أن الخدمة ليست مجرد فعل، بل أسلوب حياة يحرّرنا من الأنا ويقرّبنا من الآخر. محبة لا تفرّق.. وغفران للجميعمن أبرز ما توقف عنده نيافة المطران، هو أن المسيح غسل أقدام جميع تلاميذه دون استثناء، حتى من خانه. “إنه يدعونا أن نحب أعداءنا ونُظهر الحب في وجه من يُسيء إلينا”، مضيفًا أن هذه الوصية هي جوهر الإيمان المسيحي الحقيقي، وليست مجرد شعارات. غسل الأرجل.. تنقية يومية وتوبة مستمرةونوّه المطران إلى أن غسل الأرجل ليس فقط طقسًا خارجيًا، بل هو رمز للتطهير الروحي المستمر، والحاجة اليومية للرجوع إلى المسيح. وقال: “نحتاج أن نأتي إليه كل يوم، أن نطلب منه أن يغسلنا من الداخل، أن يطهر قلوبنا وأذهاننا”. ختام مبارك ورسالة للشمامسة والمشاركينوختم المطران كلمته بتقديم التهاني للشمامسة الذين نالوا بركة الخدمة، داعيًا الحاضرين لأن يحوّلوا مشهد غسل الأرجل إلى نهج حياة، وقال: “لنجعل من هذه الصورة أيقونة لحياتنا، ومن هذه الوصية نهجًا دائمًا: كما فعلت أنا بكم، افعلوا أنتم أيضًا”.