تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ81 على التوالي، ولليوم الـ68 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد ميداني مستمر، وتعزيزات عسكرية مكثفة، ومداهمات واعتقالات.
وقالت مصادر إعلامية إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية من الآليات والجرافات وفرق المشاة إلى المدينة ومخيميها وضواحيها، وسط عمليات دهم وتفتيش في عدد من الأحياء والمنازل، مترافقة مع إطلاق كثيف للقنابل الصوتية.
وجابت آليات الاحتلال عدة أحياء داخل المدينة، أبرزها: شارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، ووسط سوق الخضروات، والحي الشرقي، وشارع نابلس، وشارع المحاكم، حيث تم اعتراض حركة المركبات ومنعها من المرور في كثير من الأحيان. واعتقلت قوات الاحتلال الشاب إسلام سوداني بعد مداهمة منزله في الحي الشرقي من المدينة.
وقبيل منتصف الليلة الماضية، اقتحمت قوة من المشاة ضاحية اكتابا من جهة مخيم نور شمس، وانتشرت في حي إسكان الموظفين، وسط أعمال تمشيط وتفتيش بين المنازل، وإطلاق القنابل الصوتية تجاه المركبات المارة عند دوار اكتابا، واعتقلت الشاب وهبي الجرمي من مركبته واقتادته معها.
كما داهمت منزل المواطن ميسرة أبو ظريفة في حي الإسكان، وفتشته وعبثت بمحتوياته، وحطمت كاميرات المراقبة في عدة منازل في المنطقة.
وفي سياق متصل، داهمت قوات الاحتلال عددًا من منازل المواطنين على الأطراف الغربية لمخيم نور شمس، وأجبرت عائلات العمر وأبو سريس والملاح على إخلاء منازلها بالقوة، في وقت يشهد فيه المخيم يوميًا حملة تهجير قسري لسكانه في حارتي جبل الصالحين وجبل النصر.
وشهد مخيم طولكرم طوال الليلة الماضية وفجر اليوم انتشارًا كثيفًا لجنود الاحتلال، الذين عاثوا خرابًا ودمارًا في المنازل ومحتوياتها بعد مداهمتها، بما فيها المنازل الفارغة من سكانها بعد تهجيرهم قسرًا، حيث أُطلق الرصاص الحي والقنابل الصوتية بكثافة، وتركزت العمليات في حارة المطار، واعتُقل الشاب فارس حدايدة من منزله.
وفي موازاة ذلك، يشهد شارع نابلس، الذي يربط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، انتشارًا مكثفًا لآليات الاحتلال التي تضيّق على المواطنين وتعيق حركة تنقلهم، ما فاقم معاناتهم بعد أن أغلقت قوات الاحتلال مقاطعه بسواتر ترابية في كلا الاتجاهين، ونصبت الحواجز على طول الشارع ومنعت المركبات من المرور.
كما يواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، بعد إجبار سكانهما على إخلائهما قسرًا، مع تمركز آلياته وجرافاته في محيطهما.
وقد أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
كما تسبب العدوان في نزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي للمدينة، بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية.
وألحق العدوان دمارًا شاملًا بالبنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي، والإحراق، والتخريب، والنهب، والسرقة، حيث دُمر 396 منزلًا بشكل كامل، و2573 منزلًا بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
آلاف الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى ومقبرة باب الرحمة
اقتحم آلاف المستوطنين، اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك ومقبرة باب الرحمة، في خامس أيام “عيد الفصح اليهودي”. وأفادت محافظة القدس، في بيان، بأن آلاف المستوطنين اقتحموا ساحات الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، وأدّوا طقوسًا تلمودية.
وأضافت المحافظة أن عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف، من حزب “الصهيونية الدينية”، تسفي سوكوت، أدّى ما يُعرف بـ”السجود الملحمي” في المسجد الأقصى المبارك.
كما اقتحم آلاف المستوطنين ساحة حائط البراق، غربي المسجد الأقصى، لأداء ما تُسمى بـ”صلاة بركة الكهنة”، في خامس أيام عيد الفصح العبري.
وفرضت شرطة الاحتلال إجراءات أمنية مشددة، حيث حوّلت المسجد ومحيطه إلى ثكنة عسكرية، ومنعت دخول العديد من المواطنين إليه، واحتجزت بطاقاتهم الشخصية عند البوابات الخارجية.
وقالت مصادر محلية إن مستوطنين اقتحموا مقبرة باب الرحمة وأدّوا طقوسًا تلمودية، تزامنًا مع اقتحام المسجد الأقصى، في انتهاك سافر لقدسية المقبرة.
وتضم مقبرة باب الرحمة قبور عدد من الصحابة والعلماء والقيادات الإسلامية وشهداء الفتوحات الإسلامية، وتشكل امتدادًا من باب الأسباط حتى نهاية السور الشرقي للمسجد الأقصى، وصولًا إلى منطقة القصور الأموية جنوب المسجد.
المصدر: وكالة وفا
0 تعليق